استبشرت خيرا ومعي الكثير بما سمعنا من مبادرات تبنتها وزارة التجارة اخيرا لحماية المستهلك ولعل ابرزها الاتصال على الرقم المجاني (8001241616 ) وارتدينا اثواب السعادة بل ولبسنا دروع الثقة في انفسنا تلك التي كانت تتفتت غالبا امام الباعة والمسوقين ،
وفي احد الايام واجهتني مشكلة تسوقية في اسواق صناعة دواليب المطابخ وكان ذلك في مدينة الطائف عاصمة المصايف العربية "
والمشكلة مفادها ان العبد الفقير الى الله بدأ يبحث عن من يثق في صناعته حيث ان دواليب المطابخ من السهل الغش في صناعتها والتلاعب في اسعارها فوصل بي المطاف الى احد المحلات ذات الدعايات المغرية والعروض الجميلة داخل المحل فاقنعت نفسي انني وجدت ضالتي ، وجدير ذكره ان اغلب المحلات مسوقيها من الجنسية المصرية والجميع يعرف حلاوة الالسن عند اخواننا المصريين واساليب الاقناع.(ومالك بالطويلة. على قول بعض الشباب)
استقبلنا الاخ العزيز وجلب لنا انواع القهوة والشاي وبدأنا نتحدث في التفاصيل وذهبنا لمشاهدة العينات واتفقنا دون اتفاق وكما هي عادتنا السعوديين الثقة التي يدفعها الحماس غالبا او التظاهر بالكرم في تارات اخرى وعندما طلب صاحبنا عربون اعطيته مبلغ خمسمائة ريال دون ايصال ولا مستند قبض على ان اعود عليه واكمل نصف المبلغ ، وبالفعل عدت في اليوم الثاني وبدأت ابحث عن طريقة التسعيرة فتوصلنا ان النموذج المطلوب لايمكن عمله الا بنظام القاطوعية وهو نظام عجيب لا يوجد الا في ديارنا السعودية حاولت مرارا وتكرار ولم تجد محاولاتي طريقا للاقناع مع صاحبنا ، ولانني اريد تنفيذ التصميم الذي اريداضطررت ان اقبل بذلك الاتفاق الجائر ،. ومالكم بالطويلة مع انها طولت ولكن الواقع الذي نعيشه يجعل بعض الامور تأخذ مسار التطويل قسرا ،
واختصارا اذكر لكم سبب الاختلاف بيني انا وصاحبنا البائع حيث يكمن في انني اريد ان يكون الاتفاق بيني وبينه بالمتر وهو يريد ان يكون بالقاطوعية كما يقال بالعامية "
وعند انتهاء المصنعية اتصل بنا صاحبنا وابلغني ان بضاعتي اصبحت جاهزة فحمدت الله واثنيت عليه وذلك بعد مرور مايقارب الثلاثة اشهر ، فذهبت الى صاحبي وبدأت ابتسم وانتظرت الشاي او القهوة او الماء فمنعنا من كرم صاحبنا وتمنيت لو انني اتيت معي بكوب من عصير الليمون الطازج لصاحبنا حيث وجدته في مشادة كلامية بواسطة الجوال مع احد زبائنه حتى وصل به الحال الى التلفظ بالفاظ لا تليق به كمسوق ولا كانسان قبل ان يكون مسوقا ،
وبعد الانتهاء من المحادثة الهاتفية بدأت اكثر من الابتسامات في صمت فسالني صاحبنا (وانت عندك ايه ياعم)
فاحبته ابد سلامتك وابلغته انني حضرت مرغما على اثر اتصال من سيادتكم ياباشه ، فتذكرني وحمدت الله ثانيا
فقلت في نفسي شكرا ثم شكرا لوزارة التجارهم فلولاهم لبقينا مدى العمر للباعة والمسوقين جباة وتلك كانت قناعتي حينها حيث انني اتيت كالضرغام احمل ضمن ذاكرتي افكارا وعبارات ظننتها هي المنجية حيث ان لي سند يتمثل في وزارة التجارة ومالكم بالطويلة ، زادت حدة الاختلاف بسبب انه لن يركب لي دواليب مطبخي الا بعد يومين او ثلاثة من سداد المبلغ كاملا قبل التركيب ، فحاولت اقناعه بعمل عقد بيننا يضمن حقي وحقه وعلى اثر التركيب يتسلم ما تبقى له ولكنه حطم الثقة والكرامة على ابواب محله فقال لي بلهجته العامية (روح ياعمنا انا مش فاضي ليك مافيش تركيب ابل الفلوس ) فحمدت الله ثالثا وقلت الحمد لله الذي من علينا في بلدنا بحفظ الكرامة على ايدي العمالة الوافدة "
فازبدت وارعدت وقلت له سوف اريك نتائج هذا التصرف مع الزبائن والعملاء وخرجت من المحل سريعا ولا اعلم هو خروج خوف او للبحث عن الحقوق المسلوبة ، فركبت سيارتي وانطلقت في عاصمة المصايف ذهابا الى المنزل كي ابحث في النت عن الرقم المجاني الخاص بوزارة التجارة فاشتكت مني جميع الحفريات التي بعروس المصايف حيث لاحصر لها ولا عد وكنت اقدم اعتذاري لكل حفرة امر بها ومالكم بالطويلة"
وصلت المنزل سالما بفضل من الله وتم بحثي بنجاح وزاد حماسي وازداد فرحي عند ما رد الموظف فقلت الحمد لله فالرد كان سريعا وليس كبعض الوزرات التي لا ترد ابدا ، اسهبت في شرح مشكلتي للموظف وكنت اتوقع ان يدون تفاصيل المشكلة لكنني اصبت بصدمة واحباط عندما قال مثل هذه الاسواق لا تخضع لرقابتنا ولا يوجد في اجندتنا التعامل مع الامتار فحمدت الله وحوقلت وقلت لنفسي عد لصاحبك بكوب من القهوة الساخنة على حسابك واستعيد ثقتك بنفسك بصرف نقودك دون ما وجه حق ولملم كرامتك بدراهمك واتجه الى خالفك وادعو على من ظلمك"
فشكرا لوزارة التجارة التي لا تحمل اجندتها حماية المستهلك الذي يتسوق الاخشاب والالمنيوم والزجاج والحديد وغيرها الكثير بالمتر ويتركونها كما اخبرني الموظف بانها خاضعة للعرض والطلب ""
[COLOR=#FF003E]
عبدالعزيز الناصري [/COLOR]