خاب أمل كثير من الصحافيين الذي منوا أنفسهم بمشاهدة مناظرة ساخنة على قناة العربية بين قطبي الإعلام في المملكة الزميل خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة والزميل تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض، حول تصدر جريدة الجزيرة للصحف الأكثر مقروئية في المنطقة الوسطى حسب النتائج التي أعلنتها شركة إبسوس أخيراً.
خيبة الأمل مردها إلى انسحاب الزميل السديري من المناظرة التي أكد حضوره لها أمس شريطة أن لا تعلن العربية عن المناظرة، إضافة إلى اشتراطه على جريدة الجزيرة الأمر نفسه، وهو ما تم له.
العربية أعلنت عن المناظرة المرتقبة نحو الساعة 12 من ظهر اليوم من خلال حسابها على تويتر، وكان الصحافيون السعوديون تبادلوا أمس من خلال حساباتهم على تويتر خبر المناظرة وموعدها، ما دفع الكثير منهم إلى ترقبها، خاصة وأن الزميل تركي السديري سبق له أن فاجأ الزميل علي العلياني مقدم برنامج يا هلا على قناة روتانا خليجية برفضه الظهور في الحلقة التي عرضت هذا الاسبوع حول الموضوع نفسه، والتي مثل صحيفة الجزيرة فيها مدير التحرير الزميل احمد ضيف.
وجاء رفض السديري الظهور على الهواء مماثلا لما حدث اليوم، فقد أكد للزميل العلياني أنه سيشارك صوتيا في الحلقة، لكنه عدل عن ذلك مكتفيا بارسالة رسالة نصية على الجوال كال فيها الاتهامات لشركة إبسوس.
وانتظر الصحافيون والمهتمون بالإعلام والناشطون على مواقع التواصل الاجتماعية اليوم المناظرة بين القطبين، وسط توقعات بأن يحضر الزميل السديري وفي جعبته الكثير من الأدلة التي تناقض نتائج دراسة إبسوس، ولا سيما أن جريدة الرياض كلفت لجنة خاصة لبحث النتائج وجمع الأدلة التي تؤكد خطأها، وأن يظهر الزميل السديري بأمور جديدة تزيل الأثر السلبي الذي نجم عن بيان جريدة الرياض الأخير، الذي جاء إنشائياً في مجمله، وحمل إدانات لجريدة الرياض بعد أن أثبت ناشطون على تويتر أن الرياض استعانت بإبسوس في كتاباتها الصحافية، ولا سيما أن الناشطين بثوا روابط المواد المنشورة دليلاً على تناقض بيان جريدة الرياض، إلى جانب أنها تستشهد بها على مدى انتشارها ومقروئيتها من خلال خانة التعريف بالجريدة على موقعها الالكتروني، بالإضافة إلى السلبية التي شابت البيان، حين أشار -في معرض اتهامه لإبسوس بأنها تصدر النتائج مقابل الأموال- إلى أسماء ومؤسسات إعلامية لبنانية تحوم حولها الكثير من الملاحظات أبرزها عداؤها للمملكة، والتحريض على قتل السوريين العزل، والتورط في أعمال إرهابية، وإدارة منظمات عالمية لتجارة المخدرات والجريمة.
خيبة الأمل من انسحاب الزميل السديري تلقاها بعض الزملاء الصحافيين بوقع أخف من نظرائهم المغردين، إذ أشار الصحافيون إلى أن الانسحاب من المقابلة سبقه الكثير من الانسحابات وإن لم تكن مشابهة للانسحاب الأخير، فالزميل السديري حسب ما قالوا إنه منذ ترؤسه هيئة الصحافيين السعودية انسحب من العديد من التحديات التي طالت الصحافيين والصحف، فلم تصدر الهيئة إلا نزراً يسيراً جداً من البيانات التي تناصر الصحافيين، وأغلب هذا النزر اليسير كان بيانات صحافية تناصر صحافيين أجانب في قضايا لا علاقة للصحافيين السعوديين بها.
وشدد عموم المغردين على أن الانسحاب زادهم صدمة جديدة بعد صدمة البيان الصادر عن جريدة الرياض، وأنهم كانوا يطمعون في أن تشكل المناظرة فرصة لهم في أن يسمعوا من مختلف الأطراف، فالصحف ليست موجهة لرؤساء تحريرها أو العاملين فيها، وإنما موجهة للقارئ، فهي تكتب له، ومن حقه أن يعرف تطورات الانتشار والمقروئية، واصفين ما حدث بأنه تكريس لحقبة التعامل مع القارئ على أنه متلقٍّ سلبي، وألا خيارات ولا رأي، وأنه يتلقف ما يعطى فقط، مشددين على أن القارئ مع تطور التقنيات الحديثة بات أكثر اطلاعاً، ويعرف الغث من السمين، وأحرص على الشفافية ممن يدَّعونها ثم يتولون حين استحقاقها، مكتفين برسائل جوال من وراء الستار تحاول أن تفرض إرادتها على القنوات التلفزيونية بما يجب أن يشاهد الجمهور، في محاولة لنقل الوصاية من الورق إلى الفضاء الواسع.