من المعروف للجميع أن ديننا الإسلامي مستهدف ويتعرض لحرب ضارية وهجمة شرسة من قبل أعدائه الذين لا يكلون ولا يملون من العمل بكل الوسائل ضده، ولا يفوتون فرصة في الإساءة لهذا الدين العظيم، حتى نبي الأمة وخاتم الأنبياء والمرسلين لم يسلم من الإساءة، وكلنا نتذكر تلك الرسوم المسيئة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم التي أغضبت جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهبوا دفاعا ونصرة لنبيهم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ولكن هناك سؤالا يتردد كثيرا، خاصة في هذه الأيام المليئة بالفتن والأحداث الجسام والتطورات والتغيرات الخطيرة، التي تشهدها منطقتنا العربية، هذا السؤال هو: أيهما أساء وأضر بالدين الإسلامي بشكل أكبر، هل هم أعداؤه الحقيقيون المعروفون بحقدهم وبغضهم وكرههم للإسلام ومحاربتهم له، أم المتطرفون من المسلمين؟ هذه الفئة المحسوبة على الإسلام والمسلمين والتي ضللت وغرر بها من قبل المحرضين والمغرضين دعاة الفتنة الذين غسلوا أدمغة بعض الشباب وحولوهم من شباب معتدل في فكره وديانته، إلى شباب متطرف يميل إلى القتل والعنف، وصوروا لهم أنهم أوصياء على هذا الدين، وأنهم خير من يمثله ويدافع عنه، حتى خيل إليهم أن ليس أحد مثلهم في نقاء وصفاء عقيدتهم وفي تقواهم وخوفهم من الله، وأن ما يؤمنون به من فكر أو يعتنقونه من منهج أو مذهب هو في رأيهم الحق المبين والإسلام الصحيح، والطريق القويم المؤدي إلى الجنة، بينما ناصبوا العداء لكل من يخالف هواهم ورأيهم ويعترض على منهجهم وفكرهم المتطرف من المسلمين.
فهؤلاء في نظر المتطرفين ليسوا على عقيدة الإسلام الصحيحة، وأنهم قد خرجوا أو انحرفوا عن منهج الإسلام، بل قد يصل الأمر إلى حد تكفيرهم ومحاربتهم، حتى وإن شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وآمنوا بملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، ويقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون البيت، كل هذا لن يشفع لهم عند المتطرفين.
الذي لا شك فيه أن هؤلاء المتطرفين ومن خلال ما يقومون به من أعمال إرهابية وإجرامية وتخريبية هنا وهناك، وقتلهم للأنفس البريئة التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وترويعهم للآمنين، هم في الحقيقة لم يقدموا خدمة للإسلام، بل أضروا به أكثر مما نفعوه، وأساؤوا إليه إساءة بالغة، وشوهوا صورته الجميلة أيما تشويه، ونقلوا للعالم هذه الصورة المخزية والمؤسفة عن الإسلام، حتى أخذ غير المسلمين فكرة خاطئة وانطباعا سيئا عن ديننا الإسلامي الذي هو دين الرحمة والعطف والمحبة والعدالة والسلام، واعتقدوا أنه دين عنف وقتل وترهيب.
سؤال آخر أختم به هذا المقال: هل يقرأ المتطرفون الذين يستبيحون دماء الأبرياء القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة فيها تدبر وتمعن وفهم للمعاني؟ ويقفون عند الآيات والأحاديث التي تنهي عن قتل النفس؟ أشك في ذلك.
[COLOR=#FF002E]
عبدالله حسن أبوهاشم[/COLOR]
- بـ 2378 علمًا.. بلدية محافظة الأسياح تحتفي باليوم الوطني الـ94
- القصيم ترتدي الأخضر
- رئيس مركز الفوارة يُدشن فعاليات مهرجان الحنطة الثاني
- احمِ قلبك بـ 3 أكوب من القهوة
- «الأرصاد»: المدينة المنورة الأعلى حرارة بـ42 درجة والسودة الأدنى
- الكشف لأول مرة عن سعة بطاريات “آيفون 16” الدقيقة
- النمر: 4 إجراءات لتجنب 80% من امراض شرايين القلب وجلطاته
- المملكة تؤكد على أهمية استدامة الفضاء الخارجي وضمان استمرار الفوائد التكنولوجياته
- خطيب المسجد النبوي: تحروا وتثبتوا قبل سماع الأخبار ولا تتبعوا كل متحدث بلا دليل على صحة أقواله ولا تخدعكم الشائعات
- خطيب الحرم المكي: الإسلام نهى عن التوسُّل بالأموات والأولياء والتمسح بالقبور والمحدثات
- أبرزه القلق.. التعب الناجم عن اجتماعات الفيديو مرتبط بخلفية الشاشة!
- «الجيولوجيا»: 2,300 رخصة تعدينية.. ومضاعفة الإنفاق على الاستكشاف
- احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك
- السفارة في قطر تدعو السعوديين إلى حضور حفل اليوم الوطني
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح مثيرة للأتربة على عدة مناطق
المقالات > أيهما أساء للإسلام أكثر ؟
الكاتب : عبدالله حسن أبو هاشم
إقرأ المزيد
أيهما أساء للإسلام أكثر ؟
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/10672/