لو كان هناك كأس عالم للتصريحات لما غادرت هذه الكأس خزائن مؤسساتنا، دائما هناك كلام كثير وعمل قليل، ولعل آخر هذه التصريحات أو البيانات هو ما صدر عن هيئة الطيران المدني ردا على تصنيف مطار جدة كثاني أسوأ مطار في العالم وفق تصويت في مدونة كندية، ولو قارنا ردة الفعل هذه بردة فعل الإخوة الإنجليز حين ظهر تصنيف عالمي أهم يضع مطار هيثرو في المركز الثاني في قائمة أفضل المطارات في العالم، حيث احتل مطار دبي المركز الأول، لو جدنا الفارق شاسعا بين من يعمل ومن يصرح، فقد استقال مدير مطار هيثرو؛ لأنه تسبب بهذه النتيجة التي أضرت بسمعة المطار وسمعة المملكة المتحدة.. لاحظوا استقال وهو الثاني من فوق وليس الثاني من تحت!.
عموما، لو عدنا إلى رد الطيران المدني على تصنيفه من قبل المدونة الكندية لوجدنا أنه يركز على أن (مطاراتنا ليست للنوم)، رغم أن كل مطارات العالم تركز على توفير أماكن جيدة للاسترخاء، خصوصا في حالات الانتظار الطويل، وليس ثمة منظر في مطاراتنا أكثر من مشاهدة بعض المسافرين الذين ينامون على الأرض أو يفترشون المقاعد المتلاصقة، بينما توفر مطارات مجاورة مثل مطاري دبي والدوحة أماكن منزوية محاطة بجدران قصيرة لمن يبحثون عن غفوة قصيرة في ساعات الانتظار الطويلة.
على أية حال، لن نضيع الوقت في الحديث عن عيوب مطاراتنا، وفي مقدمتها مطار جدة بالذات، بل سنضع مائة خط تحت عبارة وردت في رد هيئة الطيران المدني على هذا التصنيف، وهو تأكيده على أن مطار جدة الجديد سوف (يبدأ منتصف العام المقبل)، ولن نكون متشددين ونقول إن المقصود هنا هو العام الهجري كما هو متعارف عليه في الدوائر الحكومية؛ لأن ذلك يعني أن المطار الجديد سوف يستقبل المسافرين بعد ستة أشهر، بل سنفترض أن المقصود هنا هو العام الميلادي، وهذا يعني أن المواطنين الذين ينوون قضاء الإجازة الصيفية القادمة في الخارج سوف يستخدمون مطار جدة الجديد، وأعود وأكرر العبارة لزيادة التأكيد: (المواطنون الذين ينوون قضاء هذه الإجازة الصيفية في الخارج سوف يستخدمون مطار جدة الجديد ــ بحسب تأكيدات هيئة الطيران المدني)!!.
لقد كان من المفترض أن يكون العمل في هذا المطار الجديد قد انتهى قبل سنوات ــ بحسب تأكيدات سابقة لهيئة الطيران المدني ــ ولكننا في كل مرة (نصفر العداد) ونتحدث عن مشروع جديد وموعد جديد، ولا يجوز في هذه المرة أن يستمر الضحك على الذقون، فلا يجد سكان جدة وزوارها والمعتمرون والحجاج غير هذا المطار الذي لا يليق أبدا بأهم المدن الاقتصادية والسياحية في المملكة، ونتمنى حقا أن تخيب توقعاتنا وتصدق وعود الطيران المدني.. وإن غدا لناظره قريب.. وإذا لم يتحقق هذا الوعد القاطع، فمن الواجب الحاق هيئة الطيران المدني بوزارة الإسكان التي وعد رئيسها قبل عدة أشهر بتوزيع الوحدات السكنية بعد سبعة أشهر!، فإذا كنتم تراهنون على ضعف ذاكرة المواطن، فأنتم تستحقون تصنيفا آخر لا أظن أن الصحيفة تسمح بنشره!.
[COLOR=#FF0045]حلف الحربي[/COLOR]
عكاظ