كثيرا ما نسمع عن سعادة الزوجين تكون في غرفة النوم، لا أقصد العلاقة الحميمة فقط، بل أقصد غرفة النوم بصفة عامة، فما هي الوسائل التي يمكن اتباعها حتى تكون غرفة النوم مصدرا للسعادة الزوجية؟
إن الزوجان في أشد الحاجة لمعرفة بعض المهارات الزوجية الخاصة بغرفة النوم، وهناك قاسم مشترك بين الزوجين لابد من الالتقاء عنده، مهما كثرت الأعمال وتغيرت الأهداف بين الزوجين، فحتمًا سيلتقون في غرفة النوم، وكأن هذه الغرفة محطة يتزود منها الزوجان لينطلقا لأعمالهما.
ولذا يجب توفر وسائل الراحة في غرفة النوم حتى ينطلق الزوجان منها بنفسية مستقرة وروح مرنة، وهذه الوسائل متعلق بشكل الغرفة وأثاثها، ونوعية الفراش، ورائحة العطور التي فيها ونوعية الإضاءة والألوان والزهور، والبعض الآخر متعلق بالجوانب النفسية للزوجين، والحوار الذي يدور بينهما قبل النوم واللمسات، وحق الفراش، ثم أهم الوسائل، هي الوسائل الإيمانية بين الزوجين، من الوضوء قبل النوم، وصلاة الوتر، وقراءة المعوذتين وآية الكرسي، وذكر دعاء النوم ثم القيام لصلاة الفجر وذكر الله تعالى
تحقيق البركة:
لا يختلف اثنين على أن البركة مصدرها من الله - عز وجل -، وواجب الإنسان هو أن يبذل السبب في هذه الحياة الدنيا، فقراءة القرآن في غرفة النوم من العوامل التي تجلب البركة للبيت المسلم؛ لأن البيت الذي لا يُقرأ فيه القرآن يكون بيتًا خربًا.
ومن الأشياء التي تجلب البركة في غرفة النوم خطاب الزوجين لله -عز وجل-، قبل نومهما بالدعاء، فإذا وضع الزوجان رأسيهما على الوسادة في غرفة النوم فليستقبلاً القبلة، ثم ليقرأ كل منهما آية الكرسي.
عن أبى هريرة - رضي الله عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح)) [رواه البخاري].
وكذلك أوصى -عليه الصلاة والسلام - بقراءة سورة الكافرون، فعن فروة بن نوفل، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما جاء بك؟ قال: جئت لتعلمني شيئاً أقوله عند منامي، قال: فإذا أخذت مضجعك، فاقرأ قل يا أيها الكافرون، ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك) [إسناده صحيح].
وهكذا يرسل الله لهما حافظًا عند رأسيهما فيبارك لهما في تلك الليلة فيسعدان بأهنأ نومة يقضيانها معًا،
وحتى الجماع أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدعاء قبله، فعن ابن عباس يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد، لم يضره)) [رواه البخاري].
افتتاح الحديث:
يجب أن يتقن الزوجان فن ابتداء الحديث في غرفة النوم، فمفتاح قلب المرأة أذنها، قدر ما يعبر الزوج لزوجته عن حبه وإعجابه بها بقدر ما يستطيع أن يفتح قلبها.
أما مفتاح قلب الرجل فعيناه، فكل حركة أو زينة أو ملابس خاص للمرأة على باب غرفة النوم تترجمها عيناه إلى دعوة إلى فتح القلب، ولاشك أن ذلك لا يعتبر قاعدة عامة تنطبق على جميع النساء والرجال، لكنها تنطبق على الغالبية منهم، فلابد من أن يستخدم الطرفان هذين المفتاحين وإن استطاعا أن يكتشفا مفاتيح أخرى فخير لهما ذلك.
ولافتتاح الحديث يجب على الزوجين أن يعرفا أن لكل جسد رائحة خاصة به فعندما يتزوج الزوجان ويتعودان على النوم معًا (ثم يحتضن أحدهما الآخر خلال السنوات الأولى من الزواج، فإن الاحتضان وشم رائحة الجسد من الأمور التي تريح النفس وتساعد على استقرارها، ولذلك لابد أن يهتم الزوجان بالرائحة في حجرة النوم؛ لأن للأنف دوره أيضًا
الوسادة وأحاديثها:
إن الوسائد في غرفة النوم هي أقرب شيء إلى الزوجين، وتُريح الوسائد عندما يُعذب الحديث عليها، فالحوار قبل النوم يزرع الورد على الوسائد ويمهد لحصاده، كما أن الضحك والمزاح من الأشياء التي تضفي ودًا وحبًا بين الزوجين، كأن يتبادلا بعض المواقف المضحكة مما يدخل السرور على قلبيهما.
كما إن قرب الزوجين من بعضهما البعض يزيد الألفة والمحبة بينهما، إذ الهجر في الفراش بمعنى أن يكون الزوجان في الفراش نفسه الموجود في غرفة النوم، ولكنهما عند نومهما يعطي كل واحد منهما ظهره للآخر، يُعد خطرًا على الحياة الزوجية لأنه يقيم حاجزًا نفسيًا بين الزوجين.
النظافة المتبادلة:
غرفة النوم ينبغي أن ترتبط دائمًا بالنظافة، سواء كانت هذه النظافة تتعلق بالنظافة الشخصية للزوجين، أو النظافة والترتيب العام للغرفة، فهذا له أثر بالغ على نفسية الزوج والزوجة.
فأما النظافة الشخصية، فيجب على الزوجين أن يهتما بها، وتتمثل النظافة الذاتية في سنن الفطرة، والتي ضمَّنها حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الفطرة خمس أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب)) [متفق عليه].
(الاستحداد: هو حلق العانة، وسُمي بذلك لاستعمال الحديدة فيه، ويهدف إلى نظافة الموضع، ويجوز نتفها وقصها.
عن أنس - رضي الله عنه -: "وقَّت لنا [أي النبي - صلى الله عليه وسلم-] في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة، ألَّا نترك أكثر من أربعين ليلة" [رواه مسلم]؛ وليس معنى هذا أن نؤخر حتى الأربعين مطلقًا، ولكن تُفعل عند الحاجة إليها، وتختلف باختلاف الأشخاص، وضابطه: كلما طال الشعر أو الظفر.
ونتف الإبط: إزالة الشعر الذي ينبت في الإبط، والهدف منه النظافة وقطع الرائحة الكريهة.
تقليم الأظافر: إزالة ما يزيد على ما يلامس رأس الإصبع من الظفر؛ لأن الوسخ يجتمع فيه فسيتقذر، وقد يمنع من وصول الماء إلى ما يجب غسله في الطهارة
أما عن ترتيب الغرفة والاهتمام بنظافتها فهذه بعض المقترحات لكِ أيتها الزوجة لكي تهتمي بغرفة النوم:
1- حاولي استخدام الشموع والورود الحمراء؛ لأنها تتدفق عاطفة وإلهاماً، وضعي بلورات زجاجية عند نوافذ الغرفة لتعكس أشعة الشمس داخلها.
2- غرفة النوم ليست المكان الملائم للتلفاز لكن إذا رأيت ضرورة لذلك فغطي شاشته بعد إغلاقه، أو ضعيه داخل الخزانة.
3- التوازن هو عنصر هام في غرفة النوم فاختاري طاولتين متماثلتين على جانبي سريرك وضعي عليها مصابيح متقابلة وتحفاً مزدوجة وأنيقة.
4- علقي بعض اللوحات برسومات جميلة أو مناظر الطبيعية الخالية من صور ذوات الأرواح
5- تجنبي استخدام الأغطية المبالغ في زركشتها، واستخدمي بلا مغالاة الوسائد الوثيرة التي تجعل السرير ناعماً دافئاً كالعش يحتضن فراخه.
6- إذا سمحت المساحة حاولي إيجاد مكان للجلوس داخل الغرفة، فذلك يجعلها أكثر جاذبية وإغراء ولتحقيق التوازن فيها اختاري كرسيين متماثلين أو أريكة واحدة مزدانة بمساند وثيرة.
7- تعرفين طبعاً أهمية المرآة وكلما كنت كبيرة كانت أجمل، لكنها لن تكون جميلة إذا كان ما ينعكس فيها هو الفوضى والركام، لذلك دعي المرآة تعكس جمالك وجمال ما حولك.
ماذا بعد الكلام؟
اهتما أيها الزوجان بنظافتكما الشخصية قبل الجلوس في غرفة النوم.
ـ من المهم إتقان فن تبادل الأحاديث في غرفة النوم، فليحرص كل منكما على أن يدخل السرور على قلب الآخر بالكلمات والمزاح.
ـ اهتمي أيتها الزوجة بترتيب الغرفة ونظافتها، ولتحرصي أن يرى زوجكِ الغرفة نظيفة مرتبة .
[COLOR=#FF001F]بسام العريان[/COLOR]