[B]تدخل أندية الاتحاد والهلال والأهلي مرحلة صعبة في إياب دور الثمانية في دوري أبطال آسيا والتي لم يحمل لقبها فريق سعودي في الأعوام الست الأخيرة.
وباتت جميع الفرق تخرج تباعاً من دوري المجموعات ودور الستة عشر وهو ما يؤرق متابعي الساحة الرياضية وبالأحرى الجماهير التي ينتابها القلق بين الفينة والاخرى على قوة وحظوة فرقها قارياً، وآخر ما يذكرنا بسطوتنا وهيبتنا الآسيوية هو الاتحاد الذي نال لقب القارة عام 2005 على استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة بعد أن فاز على العين الإماراتي.
[COLOR=#004AFF]تخصص إتحادي[/COLOR]
وسبق أن وصل في النسخة الماضية 2011 الى دور نصف النهائي وخرج على يد جيونبك هيونداي الكوري والأخير تلقى ضربة موجعة في أرضه وعلى مسامع جماهيره من السد القطري الذي حمل اللقب بعد احتكام الفريقين لركلات الترجيح، ومنذ عام 2003 لم تغب شمس العميد عن قارة آسيا إلا مرةً واحدة وباستثناء نسخة 2007 فقد كان “العميد” حاضراً وبقوة ووصل الى دور الثمانية خمس مرات ولعب دور نصف النهائي أربع مرات فيما وصل للنهائي ثلاث مرات نجح في مرتين فقط في حصد اللقب عامي “2004 2005”.
وفي 2004 ضمن دور الثمانية قابل الاتحاد داليان الصيني واستطاع تجاوز سور الصين بالتعادل 1-1 قبل أن يعود لجدة وينتصر بنتيجة 1-صفر، لتستمر الرحلة بنجاح ويواجه “العميد” جيونبك هيونداي الكوري الذي تلقى هزيمةً في جدة 2-1 ليطير بعدها الاتحاد إلى معقل النمور الكورية والتي تفوقت 2-صفر في الشوط الأول بيد أن البرازيلي تشيكو أحرز هدفاً أولاً ليقلص الفارق.
ثم عاد المدافع أسامة المولد ليسجل مفاجأة اتحادية سارة بهدف التعادل معلناً عن وصول الاتحاد للمباراة النهائية أمام سيونجنام تشونما الكوري والأخير فاز 3-1 في مدينة جدة وسط ذهول أكثر من 20 ألف مشجع حضروا لاستاد الأمير عبدالله الفيصل، وماكان من لاعبي الاتحاد إلا أن عقدوا نية الفوز داخل قلوبهم وذهبوا لكوريا الجنوبية وسحقوا سيونجنام بنتيجة 5-صفر ليعلن الاتحاد عن نفسه بطلا آسيويا جديدا.
في عام 2005 بدأ الاتحاد حملة الدفاع عن اللقب أمام الصيني شان دونغ ليونينغ وتعادل معه 1-1 وفي ذهاب دور الثمانية قبل أن يعود العميد لجدة ويزلزل مرمى الصينين بنتيجة 7-2 وفي نصف النهائي قابل “العميد” بوسان الكوري والأخير كان بائساً إذ هزمه الاتحاد ذهاباً 2-صفر وإياباً بخماسية.
المباراة النهائية جمعت ولأول مرة منذ زمن بعيد فريقين خليجين الأول اتحاد جدة والثاني العين الإماراتي والذي كان قد حاز على أول لقب آسيوي بالنظام الجديد عام 2003 وهاهو الأن يريد استعادة إرثه الضائع مابين مخالب “النمور” التي استطاعت الخروج من ملعب القطارة بالإمارات بالتعادل 1-1 قبل أن تعود “النمور” الى جدة وتلتهم الفريق العيناوي 4-2 وتفوز بالكأس.
وفي 2006 لم تكن الظروف جيدة للاتحاد وسط تغييرات للاعبين الأجانب وعلى الرغم من ذلك فقد كانت الجماهير متفائلة حد التخمة إذ واجه الاتحاد الكرامة السوري في جدة وفاز الاتحاد 2-صفر، لم يكونا مطمئنيْن للجماهير، وفي الإياب كان الكرامة اسماً على مسمّى واستطاع أن يكرم وفادة “العميد” بنتيجة 4-صفر لتشهد البطولة خروج الاتحاد من الباب الصغير.
غاب “العميد” عن الأدوار الحاسمة لسنتين متتاليتن وعاد في 2009 باحثاً عن أمجاده التليدة وتاريخه العريق فلعب دور الثمانية أمام بختاكور الأوزبكي وتعادل ذهاباً 1-1، وعاد في الإياب ليمزق شباك حارسه “ايمالنوف” 4-صفر ، نصف النهائي شهد تواجد فريق عريق هو ناجويا جرامبوس الياباني الذي حضر لجدة وتقدم 2-1 في الشوط الأول قبل أن يأتي سحر الفن والإبداع لفرقة “العميد” التي قلبت الطاولة لتخرج فائزة بسداسية شهدت لها المواقع العالمية وعلى رأسها موقع “فيفا”، وفي رحلة الإياب فاز الاتحاد أيضاً 2-1.
ووصل العميد للنهائي الذي يعتبره النقّاد الأسهل إذ يستطيع العميد تحقيق اللقب ولكن لسوء حظ الاتحاد فقد واجه بوهانج ستليرز الكوري الجنوبي الذي فاز 2-1 لتنتهي معها الحكاية الآسيوية.
“النمور” عادت لجدة وبدأت تتعافى لموسم كامل من جراء جراحها العميقة واستعدت جيداً لخوض غمار بطولة 2011 وكتب للعميد ملاقاة سول الكوري وبالفعل التقى الطرفان في ملعب جدة وفاز العميد 3-1 قبل أن يخسر الإياب 1-صفر وبجمع النتيجتين يصبح الاتحاد متفوقاً بفرق هدف واحد أهّله لدور نصف النهائي أمام جيونبك هيونداي الكوري الذي فاز على العميد ذهاباً 3-2 و2-1.
وفي النسخة الحالية 2012 تغلب الاتحاد على جوانزو ايفرجراند الصيني 4-2 في جدة ضمن دور الثمانية وينتظر عشاق “العميد” فريقهم العريق في الصين ما إذا كان يستطيع مواصلة الركض نحو نصف النهائي.
[COLOR=#004AFF]الهلال يبحث عن لقب آسيوي[/COLOR]
زعيم القارة الآسيوية ونادي القرن الآسيوي كما يشدو محبوه بهذا اللقب الكبير الذي لطالما احتفلت جماهيره بلقب آسيا في نسخته القديمة فيما عجز عن تحقيق اللقب الآسيوي بالنظام الجديد إذ وصل مرتين لدور الثمانية ومرة واحدة فقط لدور نصف النهائي، رحيل الإدارات وتعاقب المدربين وإعتزال لاعبين تلك الظروف الثلاثة جعلت الهلال بعيداً عن تناول كأس دوري أبطال آسيا إذ سبق وأن حقق اللقب أكثر من مرة بالنظام القديم.
في 2007 وضعت القرعة الهلال في مواجهة مباشرة أمام الوحدة الإماراتي في دور الثمانية وكان الهلاليون متفائلون بشكل كبير نظراً لتوهج نجمهم القناص ياسر القحطاني بالاضافة لصانع الألعاب الليبي طارق التائب، لعب الفريقان مباراة الذهاب في استاد آل نهيان في أبوظبي وتعادلا صفر-صفر، واستبشر الجميع خيراً بهطول مطر “الزعيم” على استاد الملك فهد الدولي في الرياض ضمن مواجهة الإياب.
بدأت المباراة بشكل جيد حتى ماقبل الدقيقة 20 إذ استلم قائد الوحدة إسماعيل مطر كرة من منتصف الملعب واستطاع مراوغة الدفاع الذي كان يغطّ في سبات عميق وحدثت المفاجأة بتسجيل مطر للهدف الأول، بعدها ظلّ الهلال يحاصر مرمى الفريق الإماراتي بلا فائدة حتى استطاع الليبي طارق التائب إحراز التعادل في وقت متأخر جداً ولم تسعف بقية الدقائق فريق الهلال زيادة الغلّة ليودع الهلال البطولة تحت قاعدة الهدف بهدفين.
مرت السنين وحضر العجوز البلجيكي ايريك جيريتس عام 2010.
واثار حضوره ضجة اعلامية كبرى إذ يعتبر من أفضل المدربين حول العالم وكان تحت قيادته أربعة لاعبين محترفين من الطراز العالي فليلهمسون ورادوي ونيفيز ولي يونغ، وخطا الفريق خطوات ناجحة في دوري الأبطال حتى وصل لدور الثمانية الذي شهد مواجهة نارية بين الهلال والغرافة القطري الذي تلقى خسارة قاسية في الرياض 3-صفر قبل أن ينتصر في الدوحة 4-2 ولم يشفع الفوز له، ليتأهل الهلال تلقائياً لدور الأربعة الذي جمع الزعيم بذوب آهان الإيراني والأخير تغلب في ملعبه بإيران 1-صفر، قبل أن يتوعد الهلال نظيره الإيراني بالرد في ملعب استاد الملك فهد وللأسف ظل الفريق الأزرق تائهاً ًطول مجريات المباراة ووسط هفوة دفاعية سجل الإيرانيون هدف التقدم من جديد وسط طرد للمدافع الكوري لي يونغ وحالة من التشتت للاعبي الفريق الذين ضاعوا بين مدربهم جيريتس وجماهيرهم التي آزرتهم بقوة ورئيس ناديهم الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي اعلن استقالته عقب المباراة.
الآن يواجه الهلال اولسان الكوري والذي لا يعتبر بالصعب أبداً إذ شهدت مباراة الذهاب هزيمة الهلال في كوريا 1-صفر ويلعب الطرفان لقاء الإياب على استاد الأمير فيصل بن فهد وتبدو جميع المؤشرات إيجابية للفريق الأزرق لتجاوز اولسان خصوصاً بعد فوزه على الرائد بسداسية.
[COLOR=#004AFF]مشاركات خجولة للأهلي[/COLOR]
الاهلي شارك في ثلاث نسخ على استحياء ولم تكن نتائجه جيدة مقارنة بالهلال والاتحاد ولكن بات الفريق يزأر ويضرب في جميع الاتجاهات ففي الموسم الماضي حقق الفريق بطولة كاس المليك وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب بطولة الدوري السعودي وعلى الصعيد الآسيوي فقد وصل مرة واحدة لدور الثمانية.
في عام 2005 تربع الأهلي على عرش مجموعته الثالثة برصيد خمسة عشر نقطة ووضعته القرعة جنباً لجنب مع شينزين روبي الصيني وبدأت استعدادات الفريق لتجاوز العقبة الصينية، في لقاء الذهاب لعب الفريقان في جدة وكان الأهلي هو المسيطر على أجزاء قلعته الأثيرة والمدججة بالكؤوس الذهبية فاستطاع البرازيلي روجيرو إحراز التقدم لمصلحة الأهلي قبل أن يسجل المدافع نايف القاضي هدفاً بالخطأ في مرماه وقبل النهاية سجل وليد الجيزاني هدف الفوز للأهلي 2-1.
شدت بعثة الأهلي الرحال إلى الصين للعودة ببطاقة التأهل للدور الثاني بيد أن ذوي الأعين الضيقة لم يسمحوا للفريق الأخضر بالمرور فقد أحرز شينزين هدفين في أول ربع ساعة قبل أن يسجل القائد حسين عبدالغني هدف التقليص ليحتكما كلا الفريقين لأشواط إضافية قبل ان يسجل المهاجم الصيني لي وي هدفاً ثالثاً ليودّع الأهلي البطولة بحزن عميق.
الآن يستطيع لاعبو الأهلي نثر الفرحة من جديد على مدرجهم ورسم البسمة على شفاه محبي الراقي، إذ تعادل الأهلي صفر-صفر مع سباهان الإيراني في إيران وتبقى لهم لقاء الإياب في جدة ولا يعتقد الجميع أن المدرب التشيكي كاريل جاروليم سيفرط بمباراة لو سجل أحد مهاجميه الأربعة هدفاً واحداً لكفى الأهلي للوصول للدور نصف النهائي.[/B]