نظمت جامعة حائل (فرع الطالبات) حلقة نقاش بعنوان ( المرأة السعودية والكتاب ) ضمن الفعاليات المصاحبة لأسبوع الكتاب الأول المقامة في جامعة حائل وذلك يوم السبت الموافق 13/ 11/ 1433هـ حيث كانت حلقة النقاش بإدارة الدكتورة حنان بنت سالم آل عامر التي رحبت بالمشاركات ورحبت بالحضور الكريم عبرت عن أهمية رفع مستوى الثقافة لدى إفراد المجتمع وذلك من اجل الإسهام في صناعة وتبادل النشر المرئي وتعزيز حركة الاطلاع.
حيث طرحت آل عامر السيرة الذاتية للدكتورة هند سالم باخشوين أستاذة النحو والصرف في جامعة الملك عبد العزيز بعدها بدأت باخشوين بالترحيب بالمشرفة العامة لشؤون الطالبات ورحبت بالمشاركات الفاضلات وعبرت عن سعادتها بتواجدها بين هذه الكوكبة وقالت: (سعيدة أنَّ حائل التي احتضنتني شعرًا ذات أمسية ، تصافحني فكرًا وثقافة في فعاليات أسبوع الكتاب الأوَّل التي تقيمها جامعة حائل واللهَ أسأل أن يكون في هذا الملتقى الخير كلَّ الخير) خلال ذلك قالت باخشوين( حين يبدأ حوارٌ عن العلاقة بالكتاب يطفو سؤالُ هل مازال؟
أعز مكانٍ في الدنا سرجُ سابحٍ و خير جليسٍ في الزمان كتابُ
وهل مازلنا نرى الكتاب؟
صــــاحب إن عِـبتَه أولـم تعب ليس بالواجد للصـــاحب عابــا
معلومٌ أنَّ التغيُّرات التي طرأت على مجتمعنا في كلِّ جوانبه طالت المرأة ؛ شكلا وعقلا وقلبًا واهتماماتٍ ولعلَّ أحد أهمِّ ما تغيَّر (علاقتها بالكتاب) فتحت المرأة عينيها على هذا العالم الأخَّاذ (الكتاب) ، لن نتحدَّث عن بدايات العلاقة بينهما ، لكنَّا سنلج مباشرة إلى العهد الذي تحققت فيه منجزاتٌ حضارية وتنموية شملت كافة جوانب الحياة، هذا العهد الذي تخطَّت فيه المرأة كثيرًا من العقبات التي عرقلتها من قبل ، وحظيت بأوفر الحظِّ من النهضة العملاقة ، وأخذت نصيبها من الإنجازات حتَّى غدت عاملاً مساعدًا في مسيرة التطوُّر ودعم عجلة التنمية .وحين نبدأ حديثًا عن العلاقة بالكتاب تطلُّ التقنيات الحديثة برأسها متحدِّيًة ، وربَّما سـاخرة متمتمًة : كتاب؟؟ وهل أبقينا له مكانًا أو مكانة !!! لكنَّ الحقيقة تؤكِّد أنَّ الإنترنت وإن كان هو الوسيلة الأسرع للحصول على المعلومة لكنه ليس الوسيلة المثلى للبناء الثقافي. وهذا محور مستقل لذا سأدعه لمن سيفرد الحديث عنه .. توثَّـقت صلة المرأة بالكتاب ، ونظرةً للصور التي التقطت في معارض الكتب تظهر حضورًا كبيرًا للمرأة ، وإن لم توجد إحصاءات تحدِّد عدد الزائرات. ترتاد المرأة المكتبات ومعارض الكتب ، فتتنقَّل بين أروقتها باحثة عن غذاء روح وعقل, فأي الكتب تقتني ؟ هنالك مقولة تزعم أنَّ اهتمامات المرأة القرائية لا تتجاوز الطبخ والرشاقة والجمال وتفسير الأحلام وإن تجاوزته فإلى كتب رعاية الأطفال فما مدى صدق هذه المقولة ؟ ذكر نايف المشيط في صحيفة الوئام الإلكترونية (في عددها الصادر يوم الأحد 18/ربيع الثاني 1433هـ) في استطلاع رأي حول أبرز الكتب ا لتي اقتناها زوَّار معرض الكتاب الأخير الذي أقيم في الرياض أنَّ المقولة التي تقصر اهتمامات النساء القرائية فيما ذُكر مقولة خاطئة ظالمة ، فقد التقت الصحيفة عددًا من النساء كانت اهتماماتهم تتنوَّع بين الروايات ، وكتب تطوير الذات ، والفلسفة ، والتحليل الاجتماعي . وأكَّد ذلك عددٌ من أصحاب دور النشر .
وقد قامت باخشوين بعملٍ إحصائية لحصر نسب مجالات الاهتمام القرائي لدى ستين طالبة من طالبات قسم اللغة العربية في جامعتي حيث طرحت عليهن السؤال التالي (خارج نطاق التخصُّص ماذا تحبين أن تقرئي ؟ فجاءت النتيجة كالتالي : علم نفس 26,66% , أدب/روايات 18,33%, دين 8,33% ,طب وصحة 6,66% ,فنــون /تجميل6,66% , علم اجتماع 6,66% , تربيــة6,66% ، تــاريخ5% ، طبيعة5% ، لغـــات5% ، سياسة3,33% ، غير محدَّد1% ومن متوَّقع الإجابات (لم أقرأ كتابًا خارج المقررات مذ ثلاث سنوات) ،ومن أجمل الإجابات ( أنا مجنونة قراءة ، أقرأ أي كتب تقع عليه عيني) ونفس سؤال الاستبانة طُرح على 16عضوًا من أعضاء هيئة التدريس ، وجاءت النتيجة كالتالي: تاريخ /سيرة ذاتية25% ، ديـــن18,75% , علم نفس 18,75% , لغــــــة6,25% ،أدب 6,25% ، تربيــة6,25% , تطوير ذات 6,25% , إدارة 6,25% ، مكتبات6,25% ، والعجيب أنِّي لم أجد ذكرًا لكتب الطبخ أو تفسير الأحلام ،، وحين سألت الطالبات كان الردُّ :الطبخ والأحلام نكتفي فيها بالمرور على الإنترنت ،، فليهنأ الكتاب ؛ مازال هو المرجع الثقة في المعلومات ولعلِّي أردُّ الأمر إلى المكان والشريحة التي طرح عليها السؤال ،، وكان لزامًا أن يكون هناك تنوُّع في أفراد الشريحة ،، ولكن ضيق الوقت حال بيني وبين ذلك .
وتناولت أثر نهضة التعليم العالي على المرأة السعودية والكتاب في خطاب لخادم الحرمين الشريف يؤكَّد فيه ( أنَّ المرأة ـ ونتيجة للاستثمار الكبير في مجال التعليم الموجَّه للمواطنين رجالا ونساء ـ حقَّقت أعلى الدرجات في المجال التعليمي ما مكَّنها من العمل الدءوب في شتَّى المجالات ، و قد أثبتت قدرتها على تحمُّل المسؤوليات بنجاح كبير ، سواء من خلال واجبها كأم أو شغلها للمناصب ، إنَّنا نتطلَّع إلى إعطاء المرأة دورًا حيويًّا وأساسيًّا بطريقة تخدم مصالح هذه الأمَّة على أساس من الشريعة الإسلاميَّة( والمرأة السعودية التي خطت خطوات جبَّارة في مجال التعليم العالي ، ووصلت لمراحل متقدِّمة في كثير من تخصُّصاته ، حتَّى صار مألوفًا أن يتردَّد اسمها في المحافل الدولية( د/ ريم الطويرقي ، د/ فاتن خورشيد ، د/ حياة سندي ، د/ غادة المطيري ) وغيرهن كثيرات وهناك هاشتاق في تويتر (سعوديات _ مميَّزات ) وصفحات على الفيس بوك تحمل أسماء من نحو( سعوديات- نفتخر- بهن(
وأكدت انه في التعليم العالي يزداد ويقوى ارتباط الباحث بالكتاب أخذًا وعطاءً ، لذا فالتناسب طرديٌّ بين زيادة أعداد طالبات الدراسات العليا وزيادة الإقبال على الكتاب ، وأيضًا فالمفروض أن يكون التناسب طرديًّا أيضًا بين زيادة الحاصلات على الشهادات العليا وزيادة تأليف الكتب ، أو على الأقل زيادة المطبوع من الرسائل العلمية القيِّمة ، لكن للأسف ، فكم من رسالة علميَّة منحها المناقشون توصية بالطباعة ؛ لتصبح كتابًا سهل التداول ،يمكن لأي راغبٍ الانتفاع به لكنَّها تبقى حبيسة مكتبات الدراسات العليا في الجامعات ، اللهمَّ إلا لو سمحت الظروف لصاحبتها بطباعتها ونشرها الأمر الذي سينعكس سلبًا على من سيحتاج الاطِّلاع على هذه الرسائل
ثم وقفت وقفت تأمل جاء في عدد صحيفة الشرق الأوسط الصادر 27/ربيع الآخر/1430هـ ، أنَّ رئيسة الجمعية السعودية للقراءة د/ ازدهار الحريري حين سئلت عن الفعاليات التي ستنظِّمها الجمعية في يوم الكتاب العالمي (23إبريل) ، ردَّت : لا نعلم متى سيكون نقرأ شعارات من نحو ( أمَّـة اقرأ عادت تقرأ ) الذي أطلقته كلية إدارة الأعمال بجدة في مبادرة أعلنت فيها عميدة الكلية د/ نادية باعشن أنَّ الهدف منها نشر القراءة وتعزيز ثقافة الفرد وبناء مجتمع ذي آفاق واسعة يطمح للأفضل من خلال البرامج اللامنهجية المختلفة التي تدعم ثقافتهم العامة من خلال إعادة القراءة. ( صحيفة الشرق الأوسط الجمعـة 12 جمـادى الثاني 1433هـ .ذكرت د/ هيا المنيع ( جريدة الرياض الثلاثاء 20/ربيع الآخر/ 1433هـ) تشهد معارض الكتاب على تحولات اجتماعية وثقافية ؛ فصرنا نرى الرجل السعودي يستمتع برحلة عائلية تشاركه فيها أسرته بحثًا عن كتاب واستمتاع بتنوُّع ثقافة أسرته ،منفقًا جزءًا كبيرًا من ميزانية الأسرة هذا الشهر في معرض الكتاب ،، وصرنا نرى المرأة السعودية التي قيل عنها أنَّ همَّها الأول البحث عن آخر الصيحات في الملابس والماكياج والمجوهرات تخرج من حقيبتها دفتر ملاحظاتها الذي دوَّنت فيه قائمة بأسماء كتب يريدها عقلها الواعي وفكرها المستنير أو مجال تخصَّصها.
بعدها تناولت إل عامر السيرة الذاتية للأستاذة وضحاء إبراهيم الشمري حاملة بكالوريوس دراسات إسلامية ومديرة مكتب التربية والتعليم بشرق حائل,عضوه في لجنة الترشيحات للوظائف الإشرافية, عضوه في لجنة جائزة التربية والتعليم للتميز, حاصلة على شهادة المدربة المعتمدة لنشر ثقافة الحوار, حاصلة على شهادة برنامج مقدمة في البرمجة اللغوية العصبية,ساهمت في إعداد برامج ولقاءات وفعاليات على مستوى المنطقة, عقدت ورشة عمل لاستخلاص نتائج البرنامج الوزاري ( الإدارة المدرسية واقع واستشراف) ثم بدأت نقاشها عن أهمية الكتاب في حياة المرأة السعودية فمنذ آلاف السنين والكتاب يحتل مكانة مرموقة في الحضارة الإنسانية، ففيه تدون المعارف البشرية على اختلاف ألوانها وتنوع مشاربها.وفيه سجّل الإنسان آلامه وآماله، وبثه شكواه وأحلامه، ودوّن ما مرت به الإنسانية من صعاب، وما عانته من ويلات، وقاسته من حروب. في الكتاب خُلّد الأبطال بتدوين سيرتهم، وسُجّلت القصائد والملاحم التي تحكي أمجاد الأمة وانتصاراتها.وفيه دونت القوانين والقواعد التي تنظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، أو تضبط سلوكه تجاه مواطنيه أو أبناء عشيرته. مهما شربنا من فناجين القهوة والشاي والعصائر .. يبقى الماء هو الأصل الذي لا نستغني عنه لإرواء عطشنا .وكذلك الكتاب يبقى هو المصدر والأصل والمرجع الصحيح والموثوق للعلم دون تزييف أو خلط للحقائق, فمهما تقدمت التكنولوجيا يبقى ملمس الكتاب ورائحة عبق صفحاته هي الأكثر حميمتا وقربا وصداقة لنا من الانترنت. ورحم الله أبا الطيب إذ قال :
اعـــــز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
كما إن الكتاب من علامات الخير وأدلة النبل محبة كتب العلم والمعرفة ، وعلى الخصوص الكتاب المبارك كتاب الله عز وجل، ففيه سر سعادة الإنسان، وحياته، ونوره، وهداه، ثم الكتب النافعة التي تجلو الران عن القلب، وتزيل الغشاوة عن الضمير ، وتفتح الآفاق ، وتكسر الأغلال ، وتنسف أركان الجهل . قال القاضي الجرجاني :
ما تطعمت لذة العيش حتى صرت للبيت والكتاب جليسا
ليس شيء عندي أعز من العلم فما أبتغي سواه أنيسا
إنما الذل في مخالطة الناس فدعهم وعش عزيزاً رئيسا
ثم طرحت معدلات القراءة لدى المرأة السعودية في تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2011 عن تبوء السعودية للمرتبة 119 من حيث معدلات القراءة بين شعوب العالم، ويأتي ذلك التقرير في وقت تستعد فيه العاصمة السعودية الرياض لاحتضان أكبر تظاهرة للكتاب على مستوى المنطقة، بتنظيمها لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2012. حلت السعودية في المستوى المتوسط في معدلات القراءة بين الدول العربية، لتنجو من التصنيف المتفاقم وفقا لإحصائية رسمية عربية . وصنفت مؤسسة الفكر العربي معدلات القراءة في العالم العربي إلى ثلاثة مستويات :الأول المستوى المتقدم مثل لبنان والأردن والكويت، فيما حلت السعودية في المستوى المتوسط مع تونس ، وقبعت المغرب ومصر في المستوى المتفاقم .
ثم عرضت الدكتورة حنان العامر السيرة الذاتية للاستاذة: هدى عبد العزيز الشمري ماجستير دراسات أدبية ونقدية جامعة الإسكندرية بالإضافة الى بكالوريوس آداب تخصص لغة عربية من جامعة الملك سعود حاصلة على دبلوم التربية العام كلية التربية حائل،عملت معلمة لغة عربية ثم مساعدة مكلفة بالإدارة وبعدها وكيلة مدرسة ومازالت حاصلة على أكثر من عشر دورات مختلفة في فن الاتصال والإبداع الآلي والصحافة والإدارة والتخطيط،صحفية في (جريدة كلمة وطن المصرية) ساهمت في نشر التراث الأدبي العربي عبر مقالات نقدية منهجية في الصحف، مديرة موقع (محبوالادب العربي) وعبرت قائلة: يطيبُ لي التفاعلَ مع فعالياتِ أسبوع الكتاب الأول المقام في جامعةِ حائل ومشاركة الأخوات الدكتورة حنان سالم آل عامر والدكتورة هند سالم باخشوين والأستاذة وضحاء إبراهيم الشمري والطالبة المؤلفة عهد المعاشي . ثم بداءت قائلة: أقسمَ اللهُ بالقلمِ في كتابِهِ الكريم ; يقولُ سبحانه وتعالى ( ن , والقلم وما يسطرون ) مُعلنًا عبرَ هذا القسم للبشريةِ جمعاء أهميةَ الكتابةِ والتدوينِ في حفظ ِالعلم , وداعيا المسلم إلى القراءةِ والكتابةِ وفي المعنى اللغوي لكلمة الكتابة يقول الفيروز آبادي : كتَبَه , كتبْا , وكِتابا : خطّه ككتبه واكتتبه أو كتَّبه : خطَّه . واكْتَتبه : استملاه , والكِتاب : ما يُكتب فيه وكانت تتضمن كلمة الكتاب قديمًا معنى كلمة الرسالة التي يتبادلها الخاصة , يقول ابن المقفع ( أما بعد فقد أتاني كتاب الأمير , رِجعةَ كتابي إليه , فكان فيه تصديق الظنِّ وتثبيت الرأي ودرك البُغية ) وحظيَ الكتابُ باهتمام الشعراءِ والأدباءِ في وصفِه والوقوفِ على حالاتِ الطرب التي يلقونَها عندَ الاطلاعِ عليها , قال المتنبي في وصفِ كتاب :
لما أتاني كتاب ٌ منك مبتسم ٌ , عنْ كُلِ فَضلٍ وَبرٍّ غيرِ مَجدود
حكت معانيه في أثناءِ أسطُرهِ , آثارك البيض في أحوالي السودِ
وهذا هو الشافعي يتغني في حب العلم وصرير الأقلام في المتون والكتب قائلا :
سهري لتنقيح العلوم ألذُّ لي , من وصلِ غانيةٍ وطيب عناقِ
وصرير أقلامي على صفحاتها , أحلى من الَّدَّوكاء والعُشاقِ
وأكدت إن هذه الأشعارُ تعكسُ الأهميةَ التي وصلَ إليها الكتابُ عندَ زُمرةِ المُثقفين عبرَ التاريخ العربي والإسلامي الذي يشهدُ بثراءٍ في التأليفِ المُثمر بمناهجَ مختلفة . وفي عصرنا الراهن ساهمتْ المرأةُ السعوديةُ في نهضةِ الأمة في جميعِ الميادين السياسية والأدبية والعلمية, ممّا يدلُ على حرصِها على القراءةِ والإطلاع واستثمارِ الكتبِ إلى معلوماتٍ تدفعُ بها عجلةَ تطور بلدِها ليسطعَ على العالمِ أجمع .وقد برزتِ المرأة في عهدِ الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظَهُ اللهُ بشكلٍ مُلفت للنظر لأنهُ فتحَ الطريقَ أمامَها كي تصبحَ في قائمةِ مَنْ يحملُ مسئوليةَ نهضةِ الوطن وبصورةٍ واعيةٍ لكل الظروفِ والاعتباراتِ , فتتشكلَ هيأةُ المجتمعِ المسلمِ بقواعدِهِ ومسلّماتِه وتقاليدِه. ففي المجالِ السياسي قررَ الملكُ عبد الله مشاركة المرأة في مجلس الشورى , ولم تكنْ المرأة السعودية تصلُ إلى هذهِ المشاركة السياسية الهامة إلا بعدَ سلسلةٍ متواصلةِ من جهود جبارة صنعتها بهمةٍ لا تفترُ وحماسٍ لا يبرُدُ , وكان زادُهَا في ذلكَ ثقافةً كبيرةً وعلما ورقيا فكريا شَهدَ لها العصربهِ. يقولُ الملكُ عبدُ الله حفظَه الله : ( نرفضُ تهميشَ دورِ المرأةِ في المجتمعِ السعودي في كل مجالٍ وعملٍ , ولذا قررنا التالي : مشاركةَ المرأةِ في مجلسِ الشُورى عضوًا اعتبارًا من الدورةِ القادمةِ وفقَ الضوابطِ الشرعية) وأظهرتْ دراسةٌ حديثةٌ أجرتَها وزارةُ التعليم العالي أنَّ المملكة العربية السعودية حققتْ تقدمًا غيرَ مسبوقٍ في نمو عددِ الطلاب والطالبات بالإضافة إلى زيادةِ أعضاء هيئة التدريس بما مجموعه 489 % على مدى العقدين الماضيين .
والمُتتبعُ للحياةِ الأدبيةِ المحفوظةِ عبرَ التأليفِ الإبداعي يجدُ نهضةً قويةً وشاملةً خاصةً في العامين 2011 م و 2012 م , الأخيرين شعرا ونثرا , فقد صدرَ عن مُفردات بالرياض معجم الشاعرات السعوديات بعنوان ( ديوان الشاعرات في المملكة العربية السعودية ) من إعداد القاصة سارة الأزوري نائبة رئيسة اللجنة النسائية بالطائف , وقد جاءَ الديوان في أكثرِ من 1000 ألف صفحة من القطعِ المتوسط ضمَّ تراجمَ لمائتين وثلاث عشرة شاعرةً مع نصوص لهن كما اشتملَ المعجمُ على إشارةٍ إلى بعضِ المراجع التي ذكرتْ شعرَ المرأةِ السعودية وبعض الشاعرات حيثُ بلغَ عددُ الشاعراتِ اللواتي لهنَّ إصدار شعري ستا وسبعين 76 شاعرة ويعدُ هذا المعجمُ أولَ معجمٍ شاملٍ للشاعراتِ السعودياتِ , ومن الطريف أن مؤلفةَ المُعجمِ هي أديبة قصصية في المملكة صدرَ لها قبل ذلك مجموعة قصصية بعنوان ( طقس خاص ) كما صدرَ لها مجموعةً قصصيةً أخرى بعنوانِ ( نصفُ رجل ) .
وقالت الشمري ان جانبُ الروايةِ فقد حظيَ باهتمامٍ نسائيٍ سعودي غيرَ عاديٍ منذُ نشأتها إلى وقتِنا الحاضرِ . حيثُ بدأتْ الروايةُ النسائية السعودية عام 1958 م ألف وتسعمائة وثمان وخمسين , برواية ( ودعتُ آمالي ) لسميرة خاشقجي , واستمرت بعد ذلك في تصاعد كمي وكيفي لم يتخلله تعثر أو نزول البتة ومن خلال قراءة في هذا الركام الذي يتجاوز مئة وعشرين رواية يُمكن أن نقولَ أن هناك ثراءً تاريخيًا وَموضوعيًا يقابلُه قفزٌ فنيٌ كبيرُ وفي دراسةٍ تحليليةٍ دقيقةٍ قامَ بها الباحثُ السعوديُّ المتخصصُ في المكتباتِ والمعلوماتِ ( الببلوجرافيا ) والمتخصصِ بالأدبِ السعودي الباحثِ : خالد بن أحمد اليوسف , أظهرتْ هذه الدراسةُ معدلاتِ نمو التأليف للمرأة السعودية في أنواع المُؤلفات الأدبية على النحو التالي : في عام ألفين وسبعة 2007 ميلادي كان عددُ المقالاتِ المنشورةِ ثلاثة , في حين أرتفع إلى ست عشرة مقالة في عام ألفين وأحد عشر ميلادي 2011 م , أمّا الرواية السعودية فقدْ كانتْ تسعَ عشرةَ رواية , ومع نهاية عام 2011 ألفين وأحد عشر ميلادي وصلتْ إلى أربعٍ وثلاثينَ رواية , أما في مجالِ الشعر فقد بلغَ عددُ الدواوينِ التي أصدرتْها الشاعرةُ السعوديةُ أحدَ عشرَ ديوانا , ثم نمى هذا العدد إلى سبعة عشر ديوانا مع نهاية عام 2011 ألفين وأحد عشر ميلادي . وتكشفُ هذه الدراسةُ أنَّ المبدعةَ السعودية قد تصاعدَ إنتاجُها ونشرُها وقد كتبتْ في كل الفنون الأدبية وأصبحت ذاتَ حضورٍ دائمٍ في كل النشاطاتِ الأدبية, والأرقام هي التي تُثبتُ عملَها ونجاحَها المستمرَ . وخلال هذهِ الدراسة اتضحَ أن مدينةَ حائل أتتْ في المركزِ الثاني خلال سبع السنوات الماضية في نشر النادي الأدبي للأعمال الإبداعية ولم يتقدم عليها سوى مدينة الرياض
وبرزتْ جهودُ المرأةِ السعوديةِ في فن النقدِ الأدبي , فهذهِ الناقدةُ السعوديةُ جميلة العبيدي تؤكدُ على أن المرأةَ السعوديةَ المُبدعة استطاعتْ في هذهِ الفترة خلقَ نموذجٍ أنثويٍ بالغِ الخصوصية في مجالِ الإبداع الأدبي , وقالتْ العبيدي الفائزة أخيرًا بجائزةِ الشارقة للإبداع في مجال النقد للوطن : ( حين ننظرُ للنماذج الروائيةِ للمرأةِ السعوديةِ نحتاجُ إلى التفريقِ بين الهوية الثقافية والموقف . وهذا الرأيُّ هو ما أتبناهُ في قراءاتي للروايةِ )
وبعدَ الحصرِ الببليوجرافي للمؤلفاتِ التاريخية عن تاريخ المملكة العربية السعودية اتضحَ أن عددَ ما ألفته المرأةُ السعوديةُ عن تاريخِ بلدِها وصلَ إلى 44 أربعٍ وأربعين مؤلفًا , نصيب الرسائل منها 24 أربعٌ وأربعون مؤلفا بنسبة ( 54,5 % ) أربعة وخمسين بالمائة , مقدمة إلى مؤسساتٍ أكاديمية سعوديةٍ للحصولِ على درجاتِ علمية , بينما وصلَ عددُ الكتبِ إلى 20( عشرين ) كتابا بنسبة ( 54,5 % ) أربع ٍوخمسين بالمائة من مجموعِ ما أسهمتْ بت المؤلفات السعودية عن تاريخ المملكة
وقد ساهمَ الكتابُ الإلكتروني في عودة الكتاب إلى اهتمامات أبنائنا , ففي دراسة قمتُ بها في بيئة مدرسية تشمل مائتي شخص لشريحة تتراوح متوسط أعمارهم بين الخامسة عشرة والخامسة والثلاثين سنة ; عبر استبانه دقيقة طلبتُ فيها الإجابة على الأسئلة التي تهتم بقراءات الطالب والمعلم على حدٍ سواء , ونوع الكتب ووسيلة القراءة وصلتُ إلى النسب التالية:
38 % من الشريحة تقرأ يوميا كتباً ثقافية أخرى بخلاف القراءة اليومية للكتب الدراسية والقرآن الكريم .
بينما 53 % من الشريحة تقرأ أسبوعيا كتب ثقافية أخرى بالإضافة إلى القراءة اليومية للكتب المنهجية الدراسية .
أمّا القراءة الشهرية فلم تحظ إلا بـ 13 % ثلاث عشرة فقط من الشريحة .
وقد شملتْ دراستِي أيضًا طلب معرفة أنواع الكتاب المفضل لدى القارئة , وكانت القصص والروايات هي الكتب المفضلة لدى طالبات المرحلة المتوسطة , فقد وصلت نسبة قراءة هذه النوعية من الكتب إلى 43 % ثلاث وأربعين بالمائة , أما بقية الأنواع الأخرى كالدينية والثقافية واللغوية والتاريخية بأنواعها فإنها شكلتْ نسبة 60 % ستين بالمائة , وصل متوسط كل نوع منها إلى عشرين بالمائة 20 % .
كذلك حصرتْ دراستي نسبة الوسائل المفضلة للإطلاع والقراءة وجاء الكتاب الإلكتروني في مقدمة الوسائل المفضلة للقراءة بنسبة وصلت على 60 % بينما جاء الكتاب الورقي والصحف الورقية والمجلات الدورية في المرتبة الثانية بنسبة 44 % , في حين أتت الأشرطة الصوتية لكسب المعرفة والثقافة في ذيل القائمة بنسبة لم تتجاوز 1 % فقط .
ومن النماذج المشرفة مؤخرا للمرأة السعودية الطالبة سارة إبراهيم المطوع والتي تدرس في مدرسة هنري فورد الابتدائية في مدينة ديربورن الأمريكية فقد قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتكريمها نظير تفوقها على زملائها وتحقيقها أداء دراسيا استثنائيا على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية , وتخضع الشهادة، التي حصلت عليها سارة المطوع ، ذات الأنا عشر ربيعاً، والقادمة من محافظة الإحساء، لمعايير عالية منها أن يكون الطالب أفضل من ٩٠٪ من الطلبة المرشحين، وأن يتم تزكيته من قِبل طاقم المدرسة ليمثّلها في هذا الاستحقاق. ومما لا شك فيه أن المرأة لا زالت تحمل مشعل تربية الأجيال وتقودهم إلى نور العلم وفانوسه السحري ( الكتاب) فهي الأم التي تربي الجيل على القراءة , والأخت التي تشجع على الثقافة , والزوجة التي توفر البيئة المناسبة .
وختمت الشمري مداخلتها بجوابٍ جميل للشاعر والمفكر الفرنسي فولتير حينما سُئل عمّن سيقود الجنس البشري فأجاب (( بأنهم أولئك الذين يعرفون كيف يقرؤون )) فطريقة القراءة والتأمل العميق بالكتب هي الأكثر نفعا من أعداد كبيرة نمر عليها مرور الكرام دون وعي بالقيمة التي تحملها .
وانهت الدكتورة حنان الحلقة بسيرة الطالبة عهد سعود المعاشي طالبة بكلية التربية اقتصاد منزلي تخصص فنية حاصلة على عدة دورات منها فن التعامل ،تطوير الذات فن التغير، الطرق الإبداعية في تعليم القران الكريم،شاركت في فعاليات الندوة العالمية للشباب الإسلامي وشاركت بفاعليات جامعة حائل بالإضافة إلى المشاركة في جمعية الملك عبد العزيز،لها كتـــاب (بعثرة حرف). فبدأت المعاشي بالتحدث عن أهمية الكتاب في حياة المرأة السعودية لاشك أن الكتاب هو رفيق الإنسان في حلة وترحالة وهو المصدر الأساسي للعلم والمعرفة ،فهو يعطي ثقافة كبيرة ويزود المرأة بمعلومات قيمة ومفيدة بل قد تفيدها في حياتها اليومية أيضاً موقع الكتاب بين مصادر المعرفة في حياة المرأة السعودية ؟ واعتبرت الكتاب هو المصدر الثاني بين المصادر حيث أن التقنية والإنترنت حازت على المصدر الأول معدلات القراءة لدى المرأة السعودية ؟؟تختلف المعدلات من فئة لأخرى فالفتاة تختلف عن المتزوجة والدكتورة تختلف عن الطالبة فالنسب تتفاوت وعلى حسب المجال أيضاً اهتمامات المرأة السعودية في القراة في المجالات (أدب ،ثقافة ،فن-تاريخ يختلف اهتمامات المرأة من واحدة لأخرى فهناك المطلعة غل جميع المجالات وهناك من تفضل مجال أو اثنان وألاحظ المجال الشرعي له النصيب الأوفر من الاطلاع.
بعدها فتح المجال للمداخلات فكان السؤال الأول للدكتورة هند باخشوين عن طريقة اختيار الكتب وعلاقة المرأة بالكتاب؟ ثم مداخلة وجهت للاستاذه وضحاء الشمري مادور التعليم المطور والمهارات التي تتفاعل معها ومن ثم سالت اللاستاذة هدى الشمري عن تاثير مكتبة المنزل على الجيل الجديد في القراءة الاطلاع وماهي المناصب التي وصلت لها المراة السعودية في ظل حكومة خادم الشريفين وتوالت المداخلات فسالت المعاشي عن اهمية الكتاب في حياة المراة السعودية في الختام شكرت ال عامر المشاركات لتلبيتهن الدعوة وتم توزيع الدروع التذكارية على المشاركات حينها اختتمت حلقة النقاش بأجواء ثقافية ممتعه..
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
محليات > جامعة حائل (فرع الطالبات) نظم حلقة نقاش بعنوان (المرأة السعودية والكتاب)
30/09/2012
جامعة حائل (فرع الطالبات) نظم حلقة نقاش بعنوان (المرأة السعودية والكتاب)
صحيفة اضواء حائل - سحر الشمري
صحيفة اضواء حائل - سحر الشمري
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/8551/