ضرب إعصار أحدثه منتخب أسبانيا بقوة واجتاح منتخب تاهيتي بقوة لا متناهية، حيث آلت المواجهة غير المتكافئة بينهما بفوز لاروخا بنتيجة (10-0) في أولى مباريات الجولة الثانية للمجموعة الثانية من بطولة كأس القارات البرازيل 2013 FIFA، والتي جرت على ملعب ماراكانا التاريخي وبحضور كبير بلغ تعداده (71,806) ألف متفرج.
كما كان منتظر فقد أشرك دل بوسكي أغلب العناصر على دكة الاحتياط واحتفظ فقط بسيرجيو راموس، وبدون صعوبات سيطر الفريق الأسباني على اللحظات الأولى، وسرعان ما فتح توريس عداد التسجيل عندما توغل في منطقة الجزاء وغالط الحارس ويسدد نحو الزاوية المغلقة، الهدف الأول (5).
وبعد فترة من الهدوء النسبي على ألعاب أسبانيا، بدأ التحرك بالسرعة القصوى، حيث بات الاعتماد على الاختراقات وبعد أن توغل توريس وحيدا وضاعت كرته التي أراد بها ماتا فقطعها الدفاع (30)، حدث ما يشبه “الأمواج العاتية” حيث سرعان ما نجحت تمريرة كازورلا بوضع دافيد سيلفا بالمواجهة وسدد بعيدا عن الحارس، الهدف الثاني (31)، وقبل أن يستفيق التاهيتيون من “الإحباط” عاجلهم توريس بهدف ثالث عندما استقبل تمريرة طويلة مرت من الدفاع بسهولة ليتجاوز الحارس دون عناء ويدحرج الكرة نحو المرمى، الهدف الثالث (33).
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تواصل العرض الهجومي الصاخب، فمرر سيلفا كرة مناسبة داخل منطقة الجزاء قابلها دافيد فيا وترجمها بالمرمى، الهدف الرابع (39). وأراد ماتا الاستعراض قبل أن يهز الشباك من كرة عرضية منحه إياها دافيد فيا لكن ركلته المزدوجة علت المرمى (45).
دفع دل بوسكي بمكوك خط الوسط، خيسوس نافاس وهو آخر لاعب لم يشارك في التشكيلة، وبدا واضحا رغبة لاروخا في مواصلة التسجيل، ولم يلبثوا إلا وأن قاموا بتمريرات سريعة، ومنح سيلفا الفرصة إلى مونريال ليخترق منطقة الجزاء ويمرر بالعرض فما كان من دافيد فيا إلا وأن يهز الشباك بسهولة، الهدف الخامس (49). وعاد سيلفا ليقوم بنفس التمريرة لكن على الجهة اليمنى، أين اخترق نافاس الذي لعبها أرضية سهلة نحو المتابع توريس، ليحرز الهدف السادس (57).
لم يكتف لاروخا بهذا الأمر، ولم يعتمدوا على قوتهم الكبيرة، بل أن حارس مرمى تاهيتي، روش ترك الكرة الطويلة تفلت منه ليمنح فيا فرصة تسجيل الهدف السابع (64). وسرعان ما تبادل خوان ماتا الكرة مع سيلفا بمساعدة الدفاع، ليجد نفسه في مواجهة الحارس ويسدد كرة زاحفة ملأت الشباك، الهدف الثامن (66). وبعد أن حصل لاروخا على ركلة جزاء وأهدها توريس إثر أن ضربت العارضة، سرعان ما عوّض إخفاقه بكتباته إنجاز جديد، حين انطلق مسرعا من وسط الملعب ليراوغ الحارس ويسجل في المرمى، الهداف التاسع والشخصي الرابع (79). ولم يكتف الأسبان بذلك، بل أن سيلفا أصر على تحقيق الهدف العاشر، عندما وجد الكرة داخل المنطقة ثم استدار وسدد بقوة عن يمين الحارس روش (89).
[IMG]http://ar.fifa.com/mm//Photo/Tournament/Competition/02/11/42/71/2114271_FULL-LND.jpg[/IMG]
أعاد دييجو فورلان منتخب بلاده أوروجواي للطريق الصحيح للمنافسة على التأهل، بعد أن قاده للفوز على نيجيريا (2-1) في المباراة القوية التي جمعتهما في ختام مباريات الجولة الثانية وضمن المجموعة الثانية من بطولة كأس القارات البرازيل 2013 FIFA، والتي جرت على ملعب أرينا فونتي نوفا في سالفادور وسط حضور جماهيري بلغ (26,769) ألف متفرج.
انطلقت الأحداث دون أي جس نبض وبلا مقدمات، فقبل أن تنقضي الدقيقة الأول قام رودريجيز بتهديد مرمى نيجيريا من تسديدة قوية لامسها إينياما بأطراف أصابعه وأبعدها للركنية (1). هذه الكرة منحت الفرصة لزملاءه لمواصلة استحواذهم على الكرة ونسج المزيد من الهجمات، خصوصا وأن فورلان (الذي بلغ مباراته رقم 100) عرف كيف يقوم بالدور المطلوب منه، وعمل سواريز على التراجع إلى الخلف لكسب المساحات، وظل كافاني في العمق لمشاغبة الدفاع.
وفق تلك الصورة كان التواجد الأوروجواياني مبررا، لكن دون أن يرتقي لدرجات الخطر الحقيقي، في هذا الوقت كان النيجيريون يستيعدون حيويتهم تدريجيا، وأبان أحمد موسى عن تلك النوايا الهجومية من تسديدة قوية مرت بجانب القائم لكن دون خطورة (10) ثم أتبعه براون بأخرى كانت من ركلة مباشرة أتت زاحفة فعذبت موسليرا الذي تعامل معها على دفعتين (12). وما لبث النشيط جدا أحمد موسى إلا وأن أعاد المحاولة من تسديدة بعيدة أخذت نفس طريق الأولى بعيدا عن إطار المرمى (17).
وفي ظل هذا الصراع المتساوي هجوميا، عكس فورلان ركنية عادت إليه من الدفاع، فمررها هذه المرة أرضية مرت عن كافاني لتغالط الدفاع وتبلغ قدم المدافع المتقدم دييجو لوجانو الذي لم يجد صعوبة في هز الشباك وهو على مسافة قريبة جدا، الهدف الأول (19).
يبدو أن أوروجواي بلغت هدفها، ولذلك شعر لاعبوها بنوع من الطمأنينة، لكن ذلك منح منافسيهم فرصة لاستعادة الثقة في ظل سيطرتهم على الكرة حتى وإن كانت الفرصة قليلة بل ومعدومة على مرمى موسليرا، ووسط تواجد المساحات من العمق تلقى براون كرة طويلة مررها بدوره بسرعة نحو أوبي ميكيل الذي تعامل باحترافية كبيرة فتخلص من لوجانو وسدد الكرة نحو المرمى ليهز الشباك، مدركا التعادل (37). وسرعان ما سنحت فرصة طيبة أمام أحمد موسى الذي وجد المساحة للتقدم من جديد والتسديد، لكن كرته مرت دون تركيز بجانب القائم (39).
في ظل ابتعاد لاسيليستي عن مناطق التهديد الجدي، حاول جونزاليز الرد بالمثل وسدد كرة من خارج الجزاء مرت فوق العارضة بقليل (42)، واختلفت الموازين قليلا بعد أن خسرت نيجيريا هدافها اودوامادي المصاب ليعوضه باباتوندي. وكادت الصدفة أن تلعب دورا مهما في اللحظات الأخيرة، عندما اشترك أربعة لاعبين (مدافعين ومهاجمين) في كرة هوائية إثر ركينة نيجيرية، لترتد الكرة من رأس الدفاع نحو مرماه فلحق بها موسليرا بالكاد وأخرجها لركنية جديدة (45).
أراد المنتخب النيجيري أن يستفيد من الحالة المعنوية التي أنهى بها الشوط الأول، وبدأ الثاني بنوايا هجومية، حيث فاتت كرة سريعة عن متابعة أوجو وهو على مترين من المرمى (46)، ثم أطلق باباتوندي كرة من خارج منطقة الجزاء سيطر عليها موسليرا بثقة (49). وفي ظل اعتقاد الدفاع النيجيري أن الهجوم سيحد من تطلعات منافسهم، فوجئوا بهجوم سريع ليمرر كافاني الكرة على طبق من فضة إلى فورلان داخل منطقة الجزاء ليسددها الهداف الخبير بقوة لتملأ الشباك، الهدف الثاني (51).
بلغت أوروجواي هدفها، وكان طبيعيا أن تترك الأمور نوعا ما لمنافستها، لأمرين، الحفاظ على الفوز المهم والثاني البحث عن تعزيز النتيجة في حال وجدت المساحات لذلك، بالفعل أخذت الأمور هذا السيناريو، إذ بات الاندفاع النيجيري مكثفا للتعديل لكن دون أن يقلق راحة موسليرا، فيما كانت المرتدات تشكل نوعا من الخطورة على إينياما، فضاعت تسديدة رأسية من كافاني بجانب المرمى بقليل (74). ومرت الدقائق الأخيرة بمحاولات نيجيرية دون أن تجد هدفها، لتعلن الصافرة النهائية عن انتصار مهم لبطل أمريكا الجنوبية.