توقفت الأنفاس وأطبق الصمت لثواني معدودة على جماهير إستاديو ناسيونال حين مرر هولك الكرة من الجهة اليسرى، واستقبلها فريد بصدره وهيأها على طبق من فضة أمام نيمار القادم من الخلف، فأرسل هذا الأخير قذيفة لا تصد ولا ترد من خارج منطقة العمليات نحو الشباك اليابانية.
فهل كان النجم المتعاقد مؤخرا مع برشلونة يعلم أنها ستستقر في المرمى؟ ربما، أو هذا ما يبدو على الأقل من تصريحه لموقع FIFA.com، حيث قال: “عندما يسدد المرء الكرة، يُحس إن كانت تسديدته جيدة أم لا. وقد أحسست حينها أنني قذفت الكرة على نحو جيد. لذلك رصدتها لأرى إن كانت ستدخل، وهذا ما حدث”.
وكان موقع نيمار بالفعل مناسبا لمشاهدة الهدف، حيث تابع مسار الكرة، وأبصرها تستقر في الزاوية اليسرى لمرمى الحارس إيجي كاواشيما الذي عجز عن التصدي لها. فهل هناك شهود آخرون على الهدف البرازيلي الأول؟
لقد كان فريد صاحب التمريرة الحاسمة، إذ أعد الكرة لرفيقه بشكل جميل، واستدار بسرعة نحو شباك الساموراي، فتأتت له مشاهدة الهدف الجميل. وقد قال في هذا الشأن لموقع FIFA.com: “لما استقبلت الكرة بالصدر رأيته يتقدم من أجل التسديد، ولاحظت أنها قذيفة قوية. وقد استدرت، وتابعت مسارها كي أرى هل سيتصدى لها الحارس أم سترتطم بالعارضة أو سترتد. مما جعلني أشاهد الهدف على نحو جيد، وكان جميلا”.
وتعود المدافع الياباني مايا يوشيدا، لاعب فريق ساوثهامبتون، على التسديدات القوية والجميلة بحكم لعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز. رغم ذلك كانت دهشته كبيرة بعد قذيفة نيمار، وقد أشاد بها وببراعة النجم الواعد حتى وإن كان ضمن معسكر الخاسرين هذه الليلة، حيث صرح: “لم نكن ننتظر بطبيعة الحال مثل تلك التسديدة. لكنه هدف خارق للعادة ومهارات صاحبه عظيمة. إنه هدف من الطراز الرفيع”.
ويبقى هدف نجم سانتوس السابق مهما من الناحيتين الفردية والجماعية بحكم مجموعة من الاعتبارات. إذ أن افتتاح حصة التسجيل في الدقيقة الثالثة من النزال أمر مهم لمعنويات الكتيبة، خصوصا أن الأمر متعلق بأصحاب الضيافة وخلال المباراة الافتتاحية. حيث كانت الضغوط كبيرة على البرازيليين، ومكنهم الهدف المبكر من التخلص منها.
بينما وضع نيمار بفضل هذا الهدف حدا لسلسلة 9 مباريات دون بلوغ الشباك، وهو أمر حتى وإن كان لا يزعج النجم الواعد إلا أنه كان مصدر تساؤلات في أوساط الأنصار والصحفيين. حيث ذكر المهاجم في حواراته طوال هذه المدة ألا أهمية لمسألة إحرازه للأهداف وأن المهم هو النتائج الإيجابية وقيامه بأدواره داخل المستطيل الأخضر، وهو ما كان يزكيه لويز فيليبي سكولاري.
ولم يكتف نيمار بمعانقة الشباك في هذا النزال، بل ألهب حماس الجماهير بمراوغاته البديعة وطريقة استلامه للكرة. لذلك كانت سعادته عارمة بعد الموقعة، وقال: “إنه يوم رائع وفريد من نوعه، حيث كان الفريق جيدا، وقدم مباراة من الطراز الرفيع، كما آزرتنا الجماهير حتى صفارة النهاية. بيد أنني مازلت مقتنعا ألا أهمية لمن يسجل الهدف، بل لمن يساهم في تألق المنتخب البرازيلي. لكنني سعيد بطبيعة الحال لأنني أحرزت هدفا جميلا وساعدت السيليساو”.
ولم يكن هدف نيمار جميلا فقط، بل كان خارقا للعادة، وأثار حماسة جماهير ملعب ماني جارينشا. ولا شك أن المشجعين 67 ألف الذي حضروا المباراة سيتذكرونه طويلا شأنهم في ذلك شأن فريد ويوشيدا.