[B]عجز باريس سان جيرمان عن تحقيق أول فوز له في الموسم الجديد إثر تعادله مع مضيفه أجاكسيو سلباً (0-0) في الجولة الثانية من دوري الدرجة الأولى الفرنسي “ليغ1” اليوم الأحد على ملعب “فرانسوا كوتي” بجزيرة كورسيكا.
ودخل الفريق الباريسي غمار مواجهته أمام أجاكسيو بشعار أوحد، ألا وهو تحقيق الانتصار لمحو عثرة الافتتاح في الـ”بارك دي برانس” أمام لوريان بالتعادل الايجابي (2-2).
ورغم أهمية المواجهة، لم يشهد الشوط الأول أيّ ارتقاء في الأداء، فكان المستوى متوسطاً إن لم يكن أقل في بعض الأحيان، وحتى الفرص الحقيقية للتهديف كانت شحيحة إلى أبعد حد.
ولم يشهد هذا الشوط سوى فرصتين كانتا للفريق الباريسي، الأولى أهدرها جيريمي مينيز برعونة على بعد مترين أو ثلاثة من المرمى بعد إمداد ماكر من البرازيلي المميز أندرسون “نيني”، ولكن الحارس المكسيكي غييرمو أوشوا أبدع في التصدّي (27)، فيما تكفّل كليمان شانتوم بإضاعة الفرصة الثانية برأسية محتشمة لم يستغل فيها مكانه المناسب لزيارة مرمى منافسه (38).
وعلى نحو مخالف لمعطيات الشوط الأول، استُهل النصف الثاني من حوار الفريقين بمزيد من الجرأة والشجاعة للذهاب نحو الهجوم، ولا سيما من جهة أجاكسيو الذي عبّر عن نواياه الطامعة في خطف النقاط الكاملة للقاء مبكراً إثر أبرز فرصة أتيحت لمهاجمه البرازيلي إدواردو دوس سانتوس الذي توغّل وسط منطقة الجزاء الباريسية وسط غفلة من محور الدفاع وسدّد كرة قوية ومتقنة، إلا أن القائم الأيمن للحارس الإيطالي سلفاتوري سيريغو رفض الخضوع لمشيئة أصحاب الأرض.
وبعد هذه الفرصة، شهدت المباراة منعطفاً آخر تمثل في إقصاء المهاجم الأرجنتيني إيزيكيال لافيتزي بعد تدخّله العنيف والمتهوّر على متوسط ميدان أجاكسيو بنجامين أندريه (59)، كما لم ينج المدرب الايطالي كارلو أنشيلوتي من الطرد بسبب حال التوتر التي كانت سائدة.
هذا النقص العددي عجّل بتغييرات المدرب أنشيلوتي الذي اعتمد على المجازفة وأقحم كل من كيفن غاميرو مكان جيريمي مينيز الذي كان “غائباً” (65)، واليافع الإيطالي ماركو فيراتي عوضاً عن نيني، ولكن لا معطيات تغيرت في ظل التكتل الدفاعي المحكم لسفير جزيرة كورسيكا، وتعذّر إيجاد الحلول على الخط الأمامي لباريس سان جيرمان في ظل غياب عملاقه وصاحب هدفيه الوحيدين في الدوري حتى الآن السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
ملعب “فرانسوا كوتي” عند انقطاع التيار الكهربائي
جدير بالذكر أن الملعب قد شهد حالة انقطاع للتيار الكهربائي وتوقفت المباراة بعد ذلك بضع دقائق، قبل أن يأذن حكم الساحة كليمان تيربين باستئناف الدقائق المتبقاة من عمر المواجهة.
وبهذا التعادل الثاني على التوالي، لازال باريس سان جيرمان يقبع في المركز الثاني عشر برصيد نقطتين، وهو ذات الرصيد الذي يملكه أجاكسيو.
ولاحت جلياً الفجوة التي خلفها غياب زلاتان بداعي الإصابة في هجوم الـ”بي.أس.جي”، وهو ما أظهرته حالة الشلل الكاملة التي لاح عليها الخط الأمامي الذي افتقد للثقل الذي كان يفرضه “السلطان” ببنيته العملاقة وشخصيته الطاغية في منطقة الجزاء.
جينياك يقود مرسيليا لانتصاره الثاني
من جهة أخرى، قاد أندريه بييار جينياك ناديه مرسيليا إلى مواصلة عروضه الناجحة بحصده الفوز الثاني على التوالي على حساب ضيفه سوشو بنتيجة (2-0).
وسعى فريق الجنوب الفرنسي إلى بسط سيطرته مبكراً على مجريات اللقاء، إلا أن اجتهاداته في الشوط الأول لم يكتب لها النجاح مع المحاولات العديدة التي أتيحت لخط هجومه ولاسيما من الثلاثي ماتيو فالبوينا وأندري أيو وأندريه جينياك (العائد بعد غياب طويل عن التشكيل إثر إشكال مع المدرب السابق ديدييه ديشان) الذين أهدروا كرات عديدة سانحة للتسجيل.
ونجح مرسيليا في مداواة حالة العقم في تجسيم الفرص المتاحة في الشوط الثاني حيث سجّل بداية قوية تميزت بنجاعة واضحة إثر تمكّن جينياك أخيراً من وضع بصمته على المباراة بتوقيعه الهدف الأول (55)، ليكمل بعدها مرسيليا مهمة الحفاظ على هدف التقدم وتأمين الفوز بممارسة أسلوب الضغط المتواصل على دفاعات “الجريح” سوشو الذي تكبّد خسارة مرة على ميدانه في مباراته الافتتاحية أمام باستيا.
وفي ظل عجز الضيوف عن مجاراة مضيفهم، نجح لاعب “الديوك” السابق رود فاني في مضاعفة النتيجة بإحراز ثاني أهداف المباراة (90).
وبرهن مرسيليا أنه عازم في هذا الموسم على المنافسة بجدية على لقب الدوري بتسجيله بداية مشجعة مع قيادة مدربه الجديد إيلي بوب الذي خلف ديشان المنتقل للإشراف على المنتخب الفرنسي خلفاً للوران بلان الذي استقال من منصبه بعد كأس أوروبا 2012، وحقّق فوزه الثاني بعد ذلك الذي سجّله في المرحلة الأولى على حساب ريمس (1-0).
ويأمل بوب الذي اختبر أفضل مدرب في الدوري عام 1999 حين كان يشرف على بوردو أن يقود النادي المتوسطي للخروج من كبوة الموسم الماضي حين اكتفى بالمركز العاشر بعد أن كان بطلاً لموسم 2009-2010 ووصيفاً للذي تلاه، وسيكون الاختبار الأول لقدرة فريقه على المنافسة اعتباراً من الأحد المقبل عندما يواجه مونبيلييه حامل اللقب.
ولحق مرسيليا بثلاثي الصدارة المتكوّن من ليون وبوردو وباستيا برصيد 6 نقاط حتى الآن، في حين يقبع سوشو في المركز التاسع عشر وقبل الأخير برصيد خال من النقاط ويشاركه في ذلك خمسة فرق أخرى هي سانت إيتيان وإيفيان وريمس ورين وتروا.
بوردو بالحد الأدنى المطلوب
وعلى ملعب “شابان دالما” تخطى بوردو ضيفه رين بالحد الأدنى، وألحق به الهزيمة الثانية بالفوز عليه بهدف وقّعه البولندي لودوفيك أوبرانياك في الدقيقة 75 من المباراة التي شهدت إضاعة ركلة جزاء لصاحب الأرض من خلال هنري سيفيه (20).
وكان بوردو فاز في المرحلة الأولى خارج قواعده على إيفيان (3-2)، فيما خسر رين أمام ليون (0-1).[/B]