اخبار عالمية

“عدن” تحتفي بالذكرى الـ” 10″ لتحريرها من أدوات إيران محطة نحو استقلال جنوب اليمن 

عدن - ارسلان السليماني

عدن - ارسلان السليماني

 

تحل الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة الجنوبية عدن من ميليشيا الحوثي الإرهابية ليلة 27 رمضان، في لحظة تعكس تحولًا استراتيجيًا في مسار الجنوب، حيث شكل هذا الانتصار منعطفًا تاريخيًا رسخ نضال الشعب الجنوبي لاستعادة دولته واستقلاله.

 

لم يكن تحرير عدن مجرد انتصار عسكري، بل كان إعلانًا صريحًا عن رفض الهيمنة الحوثية الإيرانية، وإثباتًا لقدرة القوات المسلحة الجنوبية، بقيادة القائد عيدروس الزُبيدي، على الدفاع عن أرضها وتقرير مصيرها. وفي هذه الذكرى، يستذكر الجنوبيون التضحيات العظيمة التي قدمها رجال المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة بدعمٍ من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث امتزجت دماء الأبطال الجنوبيين بجنود التحالف، خاصة أبناء الإمارات الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الدفاع عن عدن وبقية محافظات الجنوب.

 

ذكرى التحرير تتزامن مع الضربات الأمريكية ضد الحوثيين

 

تأتي هذه الذكرى في ظل تصعيد دولي ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية، حيث شنت القوات الأمريكية ضربات جوية ضد مواقعها بعد تصنيفها كـ “منظمة إرهابية عالمية”. هذا التزامن التاريخي يبعث برسائل واضحة: الجنوب كان أول من واجه المشروع الإيراني في اليمن، وكان تحرير عدن الشرارة الأولى لكسر شوكة الحوثيين. واليوم، مع تصنيف الجماعة إرهابية على المستوى الدولي، تبرز الحاجة إلى تحرك عسكري حاسم لإنهاء وجودها في باقي المناطق، بما فيها وادي حضرموت والمهرة ومكيراس التي لا تزال تعاني من إرهابها.

 

الإشادة بدور التحالف العربي في تحرير عدن

 

لا يمكن الحديث عن تحرير عدن دون الإشادة بالدور الكبير الذي لعبه التحالف العربي، خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في دعم الجنوبيين وتمكينهم من دحر الميليشيات الحوثية. فقدمت الإمارات الدعم العسكري واللوجستي وشاركت بقواتها على الأرض، ما جعلها شريكًا رئيسيًا في تحقيق هذا النصر، فيما كان للتحالف العربي بقيادة المملكة دور محوري في تأمين الغطاء الجوي والدعم الاستراتيجي.

 

عيدان في آنٍ واحد: ذكرى تحرير عدن وذكرى انطلاق عاصفة الحزم

 

يتزامن حلول الذكرى العاشرة لتحرير عدن بالتاريخ الهجري مع ذكرى انطلاق “عاصفة الحزم” التي قادها التحالف العربي لردع المشروع الحوثي الإيراني في اليمن، ما يجعلها لحظة استثنائية يتجدد فيها الاعتزاز بهذا الانتصار الذي كان البداية الفعلية لدحر الحوثيين واستعادة الأرض.

 

الدعوة لتحريك الجبهات واستكمال التحرير

 

في ظل تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، يبرز تساؤل ملح حول ضرورة تحريك الجبهات عسكريًا، وعدم الاكتفاء بالمواقف السياسية، لاستكمال تحرير ما تبقى من المناطق التي ترزح تحت الاحتلال الحوثي. وهنا، تتعاظم الحاجة إلى موقف حازم من القيادة الشمالية في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، لاستثمار هذا التصنيف الدولي ضد الحوثيين، والضغط عسكريًا لتحرير المناطق الشمالية.

 

تعزيز الهوية الجنوبية واستعادة الدولة

 

تمثل ذكرى تحرير عدن مناسبة لتعزيز الوعي الوطني الجنوبي بأهمية استكمال مشروع التحرير واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. فقد كان تحرير العاصمة عدن نقطة تحول مفصلية، أكدت أن الجنوب لن يعود مجددًا تحت أي وصاية شمالية، وأن تضحيات الجنوبيين لن تذهب سدى.

 

دور المجلس الانتقالي الجنوبي في مكافحة الإرهاب وتأمين الاستقرار

 

يقود المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، مسار تعزيز مكانة الجنوب سياسيًا وعسكريًا، إذ تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من تأمين العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب من التهديدات الأمنية، ما جعلها قوة فاعلة في محاربة الإرهاب وضمان الاستقرار الإقليمي. وفي هذا السياق، يؤكد المجلس التزامه بمحاربة النفوذ الإيراني وأذرعه الإرهابية، وتعزيز الشراكة مع التحالف العربي والمجتمع الدولي في تأمين الممرات البحرية الدولية.

 

المرأة والشباب في معركة التحرير

 

لم يكن دور المرأة الجنوبية والشباب غائبًا عن معركة تحرير عدن، فقد كان لهم إسهام بارز في مقاومة الاحتلال الحوثي، سواء من خلال الدعم اللوجستي أو المشاركة في المعركة ميدانيًا، ما يعكس روح التضحية والإصرار لدى مختلف شرائح المجتمع الجنوبي.

 

إحياء روح النصر ورسائل سياسية للعالم

 

إحياء هذه الذكرى لا يقتصر على استذكار الماضي، بل يحمل رسائل سياسية واضحة للعالم: الجنوب ماضٍ في طريقه نحو الاستقلال، ولن يسمح بعودة أي وصاية شمالية، كما أنه يؤكد رفضه القاطع للهيمنة الحوثية. لذا، فإن استمرار دعم القوات المسلحة الجنوبية، إقليميًا ودوليًا، يعد ضرورة لضمان الاستقرار ومحاربة الإرهاب.

 

عدن.. نموذج للتحرير والاستقرار

 

بعد عشر سنوات من تحريرها، تبقى عدن نموذجًا ناجحًا في تحرير المدن من سيطرة الحوثيين، ما يفرض على المجتمع الدولي دعم هذا النموذج، وتعزيز استقرار الجنوب باعتباره ركيزة أساسية للأمن الإقليمي وحماية المصالح العربية والدولية في المنطقة.

 

 

في الاخير أن ذكرى تحرير العاصمة عدن، يجدد الجنوبيون عهدهم لشهدائهم بأن تضحياتهم لن تذهب سدى، وأن الجنوب ماضٍ بثبات نحو تحقيق استقلاله الكامل، مستندًا إلى إرادة شعبه، ودعم أشقائه في التحالف العربي، والتأييد الإقليمي والدولي المتزايد لقضيته العادلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى