
يظل الفن أحد أقوى و سائل التعبير عن الواقع، حيث ينقل نبض المجتمع ويعكس تطلعاته وأحلامه. عبر السنوات، شهدت الدراما السعودية تطورًا ملحوظًا، فخرجت من إطارها التقليدي إلى آفاق أكثر تنوعًا وجرأة، مستفيدة من تطور وسائل الإعلام ومنصات العرض الحديثة. وسط هذا الحراك الفني، برزت أسماء لامعة كان لها الدور الأبرز في تشكيل المشهد الدرامي، ومن بينهم فنان جمع بين التمثيل والتأليف، واستطاع أن يترك بصمة خاصة في ذاكرة المشاهدين.
على مدار مسيرة امتدت لأكثر من أربعة عقود، استطاع أن يكون جزءًا من ذاكرة الجمهور، ليس فقط عبر أدواره الدرامية، بل أيضًا من خلال تجاربه المتعددة في المسرح والبرامج الترفيهية. كان له الفضل في تقديم نمط جديد من الترفيه، حيث كان من أوائل من أدخلوا فن “الكاميرا الخفية” إلى الخليج، وهو الإنجاز الذي عزز شهرته وجعل اسمه مرتبطًا بالإبداع والتجديد.
ورغم سنوات الغياب التي امتدت لأكثر من عقد، عاد إلى الساحة الفنية ليؤكد أن الفنان الحقيقي لا يُنسى، بل يظل راسخًا في وجدان محبيه. في هذا الحوار، نتوقف عند أبرز محطاته الفنية، ونتعرف على أسباب الغياب، ورؤيته لمستقبل الدراما السعودية، وتأثير شهر رمضان المبارك على حياته ومسيرته الفنية. إنه الفنان المبدع الدكتور محمد بن طلق المطيري.
نرحب بكم في هذه الحلقة المميزة، حيث نلتقي بأحد أعمدة الدراما السعودية ورمز من رموز الإبداع الفني. مسيرته الفنية امتدت لأكثر من أربعة عقود، استطاع خلالها أن يترك بصمة واضحة في وجدان المشاهدين من خلال أعماله الدرامية والتلفزيونية التي جمعت بين الأصالة والحداثة.
ضيفنا اليوم هو الفنان القدير محمد بن طلق المطيري، الذي أثرى الساحة الفنية بأدواره المميزة، وكان من أوائل من أدخلوا فن الكاميرا الخفية إلى الخليج عبر برنامجه الشهير مو معقول. قدم العديد من الأعمال التي لاقت نجاحًا واسعًا، وعاد بعد غياب دام 14 عامًا ليؤكد أن الفنان الحقيقي يظل دائمًا في ذاكرة الجمهور.
في الدقائق التالية، سنتحدث معه عن رحلته الفنية، أبرز محطاته، رؤيته لمستقبل الدراما السعودية، وتجربته في تقديم الكاميرا الخفية، بالإضافة إلى حديث خاص عن تأثير شهر رمضان المبارك على حياته الفنية والشخصية.
ابقوا معنا في هذا اللقاء الحصري والمميز مع الفنان القدير محمد بن طلق المطيري. في حوار صحفي عبر صفحات صحيفة أضواء الوطن الرقمية
⸻
البداية والانطلاقة الفنية
س: كيف كانت بدايتك في المجال الفني؟
ج: بدأت مسيرتي عام 1982 من خلال المسرح والتلفزيون، وشاركت في أول أعمالي الدرامية التوعوية مثل مسلسل حج مبرور الذي عرض على التلفزيون السعودي. ثم توالت الأعمال التي ساعدتني على تطوير أدائي وصقل موهبتي، وكان لها أثر في بناء اسمي بين نجوم الدراما الخليجية.
⸻
محطات النجاح وأبرز الأعمال
س: ما أبرز الأعمال التي قدمتها خلال مسيرتك؟
ج: هناك العديد من الأعمال التي أعتز بها، منها:
• مهاجر بلا زاد – بطولة سعد خضر، وإخراج محمد الجدي.
• عندما ينقشع جود – إخراج حمود عودة.
• الفارس العروسة وملقوف – أعمال اجتماعية مميزة.
• لحظة من فضلك – إنتاج مهدي البقمي.
• وادي ديانيان – عمل بدوي ضخم شاركت فيه نخبة من النجوم مثل محمود سعيد، صباح الجزائري، ناصر القصبي، وعبدالله السدحان، وأخرجه كمال لحام.
• صح عليك وحسب الظروف – كوميديا اجتماعية.
• مو معقول – الكاميرا الخفية التي غيّرت مفهومي عن الترفيه والمقالب.
⸻
تجربة الكاميرا الخفية
س: كنت من أوائل من قدموا الكاميرا الخفية في الخليج، كيف جاءت الفكرة؟
ج: كنت أبحث عن فكرة تجمع بين الترفيه والتفاعل المباشر مع الجمهور، فجاءت فكرة مو معقول التي اعتمدت على عفوية الناس وردود أفعالهم غير المتوقعة. البرنامج حقق نجاحًا كبيرًا لأنه خاطب المشاهد بطريقة خفيفة وممتعة دون تصنّع أو مبالغات.
⸻
غياب دام 14 عامًا.. والعودة بقوة
س: لماذا غبت عن الساحة الفنية لفترة طويلة؟ وكيف كانت عودتك؟
ج: لم يكن الغياب قرارًا سهلاً، لكنه جاء بعد سنوات من العمل المتواصل، حيث فضّلت التفرغ لبعض المشاريع الشخصية والراحة قليلاً. لم أبتعد عن الفن تمامًا، فقد كنت أتابع الإنتاجات الجديدة وأراقب التغييرات في الساحة الدرامية. عند عودتي، كان مسلسل للوفاء ثمن هو اختياري الأول، وكان استقبال الجمهور لي بعد الغياب مشجعًا جدًا.
⸻
التكريم والتقدير
س: كيف كان شعورك بعد تكريمك من قبل الشيخ فواز بن صالح بن محمد الراجحي؟
ج: التكريم شرف لأي فنان، خاصة عندما يأتي من شخصية بحجم الشيخ فواز الراجحي، الذي كرّمني تقديرًا لعطائي الفني. كما أن آخر تكريم لي كان في مصر العربية، التي لها مكانة خاصة في قلبي، كونها منارة للفن والثقافة في العالم العربي.
⸻
رؤية مستقبلية للدراما السعودية
س: كيف ترى مستقبل الدراما السعودية؟ وهل لديك مشاريع قادمة؟
ج: نحن اليوم أمام عصر ذهبي جديد للدراما السعودية، بفضل دعم الدولة للإنتاج الفني وظهور منصات العرض الرقمية التي جعلت الدراما السعودية تصل إلى الجمهور العربي والعالمي. هناك أعمال سعودية قوية بدأت تنافس الإنتاجات العربية، وأتوقع أن نرى في المستقبل أعمالًا أكثر احترافية ومؤثرة. أما بالنسبة لمشاريعي، فأنا حاليًا في مرحلة التحضير لعدة أعمال درامية، وسأعلن عنها قريبًا.
⸻
شهر رمضان المبارك.. روحانية خاصة
س: ماذا يعني لك شهر رمضان؟
ج: رمضان هو شهر الروحانية والتأمل، حيث تتغير فيه الأجواء وتتصافى النفوس. أحرص خلاله على التقرب إلى الله بالصلاة وقراءة القرآن، كما أنه فرصة رائعة للتواصل مع العائلة والأصدقاء. ومن الناحية الفنية، رمضان هو موسم الدراما المميزة، حيث يتم إنتاج وعرض أعمال ذات رسائل قوية وقيم اجتماعية هادفة.
⸻
رسالة إلى الجمهور
س: ماذا تقول لجمهورك الذي تابعك طوال هذه السنوات؟
ج: أقول لهم شكرًا من القلب، فأنتم السبب في استمراريتي، ومحبتكم هي الدافع الأكبر لي. أعدكم بأعمال جديدة تحترم ذائقتكم وتلامس قضايا المجتمع بأسلوب راقٍ وهادف.
⸻
ختامًا
يظل الدكتور محمد بن طلق المطيري شخصية فنية مؤثرة في المشهد السعودي، نجح في ترك بصمة واضحة، وعاد بقوة ليؤكد أن الفنان الحقيقي لا يُنسى. جمهوره ينتظر منه المزيد، ونحن بدورنا نترقب إبداعاته القادمة، لأن رحلته الفنية لم تنتهِ بعد!