مع حلول الذكرى الـ19 للتصالح والتسامح الجنوبي، التي تصادف يوم الإثنين 13 يناير 2025م، يقف شعب جنوب اليمن أمام محطة تاريخية عظيمة تجسد إرادته الحرة وتطلعاته الوطنية نحو استعادة دولته الجنوبية المستقلة. هذا اليوم، الذي يعد أحد أبرز المحطات في تاريخ الجنوب، يعكس عظمة التحول الوطني من ألم الماضي إلى أمل المستقبل، حيث استطاع الجنوبيون في 13 يناير 2006م، تجاوز خلافاتهم وتجسيد وحدة الصف تحت شعار “الجنوب لكل وبكل أبنائه”.
ذكرى التصالح والتسامح.. بداية مرحلة جديدة
تأتي هذه الذكرى للتأكيد على أن التصالح والتسامح الجنوبي لم يكن مجرد حدث عابر، بل تحول إلى نهج وطني يعزز وحدة الصف الجنوبي ويؤسس لمسار استعادة الدولة كاملة السيادة. لقد مثل هذا اليوم نقطة انطلاق نحو تجاوز التحديات الداخلية والخارجية، ووضع أسسٍ متينة لبناء دولة الجنوب التي تلبي طموحات أبنائها.
أهمية الاصطفاف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي
وفي هذه المناسبة التاريخية، تبرز أهمية الاصطفاف الوطني خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة القائد اللواء عيدروس الزُبيدي، الذي عمل بإرادة صلبة على تحقيق مكتسبات سياسية وعسكرية وضعت جنوب اليمن في مكانة متقدمة على الخارطة الإقليمية والدولية. فقد نجح المجلس في تعزيز التلاحم الجنوبي، وتوحيد الجهود نحو تحقيق الهدف الأسمى المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية بحدودها المعترف بها دوليًا ما قبل 21 مايو 1990م.
التسامح.. جسر العبور إلى المستقبل
إن التسامح لم يكن مجرد شعار، بل هو جسر عبور إلى المستقبل، ورسالة نابعة من إدراك شعب جنوب اليمن لضرورة الوحدة الوطنية لمواجهة أعدائه، الذين يسعون إلى زعزعة التماسك الجنوبي وبث الفتن المناطقية. لكن الجنوبيين، بثقافة التسامح، أكدوا قدرتهم على مواجهة هذه المخططات وتعزيز تماسكهم الوطني.
ثمار التصالح والتسامح
لقد أثمر هذا النهج الوطني تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات اليوم الإطار الجامع لنضال شعب جنوب اليمن نحو استعادة دولته. كما تجسدت هذه القيم في المواقف البطولية التي شهدتها حرب صيف 2015م، عندما وقف الجنوبيون صفًا واحدًا في مواجهة العدوان الحوثي على أرضهم، وهو ما يعكس عمق التلاحم بين أبناء الجنوب بمختلف انتماءاتهم.
13 يناير.. درس في الوطنية
يعتبر يوم 13 يناير درسًا في الوطنية للأجيال القادمة، حيث نجح الجنوبيون في تحويل ذكرى أليمة إلى مناسبة لتعزيز روح التسامح والمحبة. وبفضل هذا الوعي الوطني، استطاع جنوب اليمن أن يحول محطات الألم إلى إنجازات وطنية، تجعل منه نموذجًا يُحتذى به في الإرادة والعمل الوطني المشترك.
وفي رسالة إلى المستقبل في هذه الذكرى الـ19، يجدد شعب جنوب اليمن التزامه بقيم التصالح والتسامح، مؤكدًا أن الجنوب وطن يتسع للجميع، وأن وحدته هي الأساس الذي يبنى عليه مستقبل الدولة الجنوبية المستقلة. كما يؤكد الجنوبيون أن التلاحم الوطني هو السبيل الأنجع لتحقيق أهدافهم المشتركة، متعهدين بمواصلة السير على هذا النهج حتى تحقيق كامل تطلعاتهم.