مع الذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني، تتجدد تطلعات أبناء اليمن الجنوبي، المعروف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لاستعادة دولتهم المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدودها المعترف بها دولياً قبل عام 1990م. تأتي هذه التطلعات مقرونة بضرورة دعم استقرار شمال اليمن، كجزء من رؤية شاملة لإنهاء مشروع مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وتأمين مستقبل آمن ومستقر لليمن والمنطقة بأكملها.
اليمن الجنوبي.. إرث سيادي وتطلعات مشروعة
تمتلك جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تاريخاً مميزاً من النضال الوطني، بدءاً من استقلالها الأول عام 1967، حيث أقام الجنوبيون دولة مستقلة لعبت دوراً محورياً في المنطقة. اليوم، ومع تعقيدات المشهد الراهن، يسعى أبناء اليمن الجنوبي إلى استعادة سيادتهم، معتمدين على إرثهم الوطني لإعادة بناء دولتهم على أسس الحرية والاستقرار.
استعادة اليمن الجنوبي واستقرار الشمال.. ضرورة لتحقيق التوازن
يتطلب تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة مسارين متلازمين: استعادة اليمن الجنوبي كدولة مستقلة ذات سيادة، والعمل على تحقيق استقرار شمال اليمن بدعم القوى الوطنية الفاعلة. هذه الاستراتيجية تُعد أداة فعالة لكبح مشروع مليشيا الحوثي التي تسعى لتنفيذ أجندة إيران التوسعية في المنطقة. دعم المقاومة الوطنية في شمال اليمن، وفي مقدمتها القوات التي يقودها العميد طارق صالح، يمثل خطوة أساسية لتحرير الشمال من قبضة الحوثيين.
تحالف القوى الوطنية.. قوة في مواجهة التحديات
برز المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة وطنية تقود تطلعات شعب الجنوب نحو استعادة الدولة، محققاً إنجازات ملموسة بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي. على الجانب الآخر، تلعب المقاومة الوطنية في الشمال دوراً محورياً في مواجهة مليشيا الحوثي. التنسيق بين المجلس الانتقالي الجنوبي والقوى الوطنية في الشمال يُشكل تحالفاً استراتيجياً لكسر شوكة الحوثيين وإعادة التوازن المفقود.
حل الدولتين.. الطريق إلى السلام المستدام
يمثل استعادة اليمن الجنوبي كدولة مستقلة واستقرار شمال اليمن خارطة طريق نحو السلام المستدام. هذا الحل يضمن وقف التمدد الإيراني ويحقق الاستقرار الإقليمي، فضلاً عن توفير بيئة سياسية واقتصادية تتيح لليمن لعب دوره الفاعل في المنطقة.
تعزيز الوحدة الوطنية
مواجهة التحديات المشتركة تتطلب توحيد الصفوف وتعزيز التنسيق بين القوى الوطنية. المجلس الانتقالي الجنوبي والقوى الوطنية في الشمال يعملان على توعية الشعب بأهمية الالتفاف حول مشروع التحرر الوطني، لحماية حقوق اليمنيين وضمان مستقبل أكثر أمناً واستقراراً.
كسر المعاناة والصمود أمام التحديات
يواجه الشعب اليمني، في الجنوب والشمال، سياسات مليشيا الحوثي القمعية التي تهدف إلى تجويع المواطنين وكسر إرادتهم. رغم هذه المعاناة، يواصل اليمنيون صمودهم، مدعومين بالجهود الوطنية والدولية الساعية لتحقيق التحرير وإنهاء الاحتلال الحوثي.
دور المجتمع الدولي في الحل
على المجتمع الدولي أن يدرك أهمية دعم استعادة اليمن الجنوبي كدولة مستقلة، وتعزيز جهود استقرار شمال اليمن. الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لشعب الجنوب، ودعم المقاومة الوطنية في الشمال، يمثلان خطوات أساسية نحو إنهاء الأزمة اليمنية.
ضمان الأمن الإقليمي
يعد استقرار اليمن الجنوبي والشمالي ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي. فالجنوب بموقعه الاستراتيجي يضمن تأمين الممرات البحرية الدولية، في حين يساهم استقرار الشمال في تقويض النفوذ الإيراني ومكافحة الإرهاب، بما يخدم المصالح الإقليمية والدولية.
ختاما أن استعادة اليمن الجنوبي كدولة مستقلة واستقرار شمال اليمن بدعم القوى الوطنية الفاعلة يشكلان الحل الشامل لإنهاء مشروع الحوثيين وكسر التمدد الإيراني. هذه الرؤية تُعد الضمانة الحقيقية لتحقيق السلام المستدام، بما يلبي تطلعات الشعب اليمني ويخدم الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.