شهدت زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن اللواء عيدروس الزبيدي، إلى العاصمة السعودية الرياض زخماً سياسياً لافتاً، أعاد تسليط الضوء على مكانة المجلس كلاعب رئيسي في المشهد السياسي في اليمن ، محلياً وإقليمياً. الزيارة، التي جاءت في وقت حساس تمر به المنطقة، حملت رسائل واضحة حول حجم الثقل الذي بات يتمتع به المجلس الانتقالي الجنوبي في المعادلة السياسية اليمنية.
اهتمام دولي وإقليمي متزايد
اللقاءات المكثفة التي عقدها الزبيدي مع المسؤولين السعوديين ودبلوماسيين دوليين أكدت أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يعد مجرد طرف محلي محدود التأثير، بل أصبح رقماً صعباً في التوازنات السياسية للمنطقة. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تمثل اعترافاً ضمنياً من الأطراف الدولية والإقليمية بأهمية الدور الذي يؤديه المجلس في صياغة مستقبل اليمن، خاصة في الجنوب.
من الواضح أن الرياض، باعتبارها لاعباً أساسياً في ملف اليمن تدرك أهمية بناء جسور تفاهم مع المجلس الانتقالي الجنوبي لضمان استقرار المنطقة، وهو ما ظهر في حفاوة الاستقبال وجدية المباحثات التي أحيطت بزيارة اللواء الزبيدي.
ردود الفعل اليمنية: محاولات للتفاهم والإشاعات كملاذ أخير
على الجانب الآخر، أثارت هذه الزيارة حراكاً في صفوف القوى السياسية اليمنية الشمالية التي يبدو أنها بدأت تدرك أن المجلس الانتقالي الجنوبي بات رقماً لا يمكن تجاوزه. وبينما حاولت بعض هذه القوى البحث عن تفاهمات مباشرة أو غير مباشرة مع المجلس، فإن فشل تلك المحاولات دفعها إلى اللجوء إلى أساليب التشويش عبر نشر الشائعات، في محاولة لتقويض نجاح الزيارة وإضعاف تأثيرها.
المجلس الانتقالي الجنوبي: رؤية ثابتة ومستقبل واضح
رغم محاولات التشويش، يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي ماضٍ بثبات في تحقيق رؤيته السياسية القائمة على تعزيز دور الجنوب كشريك رئيسي في صياغة الحل السياسي لليمن. الخطاب السياسي للزبيدي وقيادة المجلس خلال الفترة الأخيرة يعكس مواقف واضحة تجاه قضايا السلام والاستقرار، مع تركيزهم على أهمية بناء شراكات دولية قائمة على المصالح المشتركة.
تحول نوعي نجح في تثبيت نفسه كلاعب أساسي في رسم مستقبل اليمن
زيارة اللواء عيدروس الزبيدي إلى الرياض وما أعقبها من تفاعل سياسي محلي وإقليمي تعكس تحولاً كبيراً في مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي. ومع استمرار الاهتمام الإقليمي والدولي بهذا المجلس الانتقالي الجنوبي يبدو أنه قد نجح في تثبيت نفسه كلاعب أساسي في رسم مستقبل اليمن والمنطقة، مما يضع الأطراف الأخرى أمام تحدي التعامل معه بجدية واحترام لرؤيته ومكانته.