حملت قائمة القضايا التي تتناولها القمة العربية والإسلامية غير العادية، التي عقدت في المملكة امتدادًا للقمة التي أقيمت في 11 نوفمبر 2023، قضية الصراع السوداني وتداعياته الإنسانية، إضافة إلى التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديد حركة الملاحة البحرية، وتأتي القمة امتدادًا للقمة التي أقيمت في 11 نوفمبر 2023.
وجاء انطلاق هذه القمة في توقيت شديد الأهمية حيث تعتبر القضايا المطروحة أمامها من أبرز التهديدات للأمن والسلم في المنطقة، مما يتطلب تكاتفًا عربيًا وإسلاميًا لمواجهتها، حيث تفاقمت الأزمة في السودان بشكل كبير منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل عام 2023.
وقد تسببت الأزمة السودانية في نزوح ملايين الأشخاص وتدمير البنية التحتية في البلاد، كما أن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى مستويات خطيرة، حيث يُعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والمياه، بالإضافة إلى انتشار الأمراض.
وأدت الحرب إلى تعطيل العملية السياسية وتفشي العنف، مما جعل الوضع الإقليمي في منطقة القرن الإفريقي أكثر هشاشة، ولا يتوقف هذا النزاع لا عند حدود السودان فقط، بل تمتد آثاره إقليميًا بشكل كبير على جيرانه بما في ذلك تشاد ومصر وأثيوبيا، مما يستدعي تدخلاً من القوى العربية والإسلامية لوضع حد للأزمة ومحاولة إنهائها بكافة السبل الممكنة.
من ناحية أخرى، يشكل التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، تهديدًا مباشرًا لأمن الملاحة البحرية العالمية، البحر الأحمر، كما يعدّ ممرًا حيويًا للشحن التجاري الدولي، بما في ذلك نقل النفط والغاز، كما أن الهجمات الحوثية على السفن التجارية تسهم في تعكير صفو هذا الممر الحيوي.
ويزيد هذا الوضع من خطر إغلاق الممر أو تعطيله، وهو ما سيكون له تأثيرات اقتصادية سلبية على المنطقة والعالم، كما أن هذه الأعمال العدائية تؤثر على الأمن البحري، الذي يعتبر أساسًا لتأمين إمدادات الغذاء والطاقة إلى الدول العربية والإفريقية.
ومن خلال القمة العربية والإسلامية غير العادية، تأمل الدول المشاركة في تعزيز العمل العربي المشترك وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية للتعامل مع هذه القضايا، حيث ستكون القمة فرصة لطرح حلول عملية وتفعيل آليات التعاون بين الدول المعنية، سواء لحل النزاع السوداني أو لضمان أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر.