يمضي الكثير منا وقتًا طويلًا في تصفح منشورات الأصدقاء على الشبكات الاجتماعية، لكن البعض ينتابهم أحيانًا الشعور بالرغبة في تصفح ملفاتهم الشخصية وتخيل ما قد يفكر فيه الآخرون بشأنهم، ويكشف الخبراء عن ستة أسباب تجعلنا نفعل ذلك.
وتنقل صحيفة “الديلي ميل” عن المؤلفة والمعالجة النفسية “إيلويز سكينر”: أن هذه ظاهرة طبيعية تمامًا ينخرط فيها كثير من الناس، والتفسير وراء ذلك مثير للاهتمام.
نحن نرغب في معرفة المزيد عن أنفسنا
وتوضح أخصائية الصحة العقلية أن السبب الأساسي في مطالعة ملفاتنا الشخصية هي رغبتنا في معرفة المزيد عن أنفسنا”، وتضيف: “وبينما نحاول فهم أنفسنا بالإجابة عن السؤال الخالد: من أنا؟ فنطالع ملفاتنا الشخصية لقراءة وفهم آراء وانعكاسات الآخرين عنّا من أجل توجيهنا، إن تصورنا عن أنفسنا وتصور الآخرين عنا موجودة في الغريزة البشرية”.
وتوضح السيدة “سكينر”: “عندما لا تكون ملاحظات الآخرين عنّا متاحة، نذهب إلى ملفاتنا الشخصية ونحاول تخيل صورتنا إذا قرأ أو شاهد الآخرون ملفاتنا”.
الإنسان يسعده أن يكون مقبولًا ومحبوبًا
وتقول عالمة النفس “زوي ماليت”: إنّ الإنسان يسعده أن يكون مقبولًا ومحبوبًا من الآخرين، هذه هي الحاجة إلى القبول الاجتماعي والمكانة الاجتماعية التي تتشكّل على مرّ السنين، ونتيجة لذلك فإن جميع البشر لديهم حاجة عميقة الجذور للقبول الاجتماعية، ومع ظهور وسائل التواصل تضخمت هذه الصورة”.
نحاول تقوية مكانتنا الاجتماعية
وتابعت “ماليت”: “إنها محاولة لا شعورية لتقوية مكانتنا الاجتماعية، وزيادة فرصنا في الانتماء وخلق صورة ذاتية إيجابية، وهي جزء من آليات التكيف مع البقاء كبشر”.
وشرحت أن مطالعة ملفاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، هي مجرد طريقة أخرى للسيطرة على تصور الآخرين لشخصك.
نقارن أنفسنا بالآخرين
وتقول “سكينر”: إن تصفح ملفاتنا الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي “قد تنبع من شعور بعدم الأمان بشأن شعورنا بالهوية، وكيف نظهر للآخرين، أو حتى شعور نقدي بشأن ما ننشره وأين يجب أن نتحسّن. وهناك وعي أكبر بكيفية مقارنتنا بالآخرين عبر الإنترنت، بعبارة أخرى: من الأسهل مقارنة حياتنا الرقمية بحياة شخص آخر؛ لمعرفة ما نحبّه أو لا نحبّه”.
وبالنسبة لمعظم الناس، هذا غير ضار، ولكن بالنسبة للبعض يمكن أن يصبح انشغالًا ضارًّا.
تأمل منشوراتنا القديمة نشاط داعم ومفيد
وأضافت “سكينر”: “يمكن أن تعمل وسائل التواصل الاجتماعي كوحدة تخزين لإصدارات أقدم من أنفسنا وهوياتنا؛ لذا فإن التأمل بالتقدير أو الحنين أو التفكير يمكن أن يكون نشاطًا داعمًا ومفيدًا”.
ومع ذلك يجب الحذر عندما يجعلك تصفح ملفك الشخصي منغمسًا بشكل مفرط في الماضي، موضحة: “إذا جعلتنا أكثر انغماسًا في أنفسنا أو تشتت انتباهنا عن أي شيء نودّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجله، فمن الجدير إعادة التفكير في هذه العادة”.
إشارات الإعجاب والتعليقات تجعلنا سعداء
وأشارت “ماليت” إلى أنه عندما نضع منشورًا ما فإن ردود الفعل عليه “إشارات الإعجاب والتعليقات والمشاركات” التي نتلقّاها تجعلنا نحصل على جرعة من الدوبامين ونصبح سعداء.
ولأننا نرغب في الحصول على هذه الدفعة من السعادة مرارًا وتكرارًا؛ فإننا “سنعود إلى المصدر الذي جلب لنا السعادة من قبل، ولا يعني هذا أننا مدمنون على النظر إلى حسابنا على إنستغرام، بل نحن مدمنون على الشعور بالسعادة الذي ينتابنا عندما نفعل ذلك”.