توحّدت خطب اليوم الجمعة بجميع الجوامع في مختلف مناطق المملكة؛ للحديث عن عناية الإسلام بالأسرة، والتحذير من خطورة التساهل في الطلاق، وما يترتب عليه من أضرارٍ كبيرة وآثارٍ سلبية على الفرد والمجتمع، وذلك عقب التوجيه الذي أصدره وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ.
وأكّد خطباء الجوامع على أن نعمة اجتماع الأسرة وصلاحها من أعظم النعم التي امتّن الله بها على عباده، مشيرين إلى أنها ركن أساسي في المجتمعات وسبب رئيس في استقرارها وازدهارها، متناولين في ذلك ما شرعه الله من الحقوق والواجبات بين الزوجين للحفاظ على هذه الأسرة واستقرار الحياة الزوجية.
وحذّر خطباء الجوامع من خطورة التساهل في الطلاق، وما يترتب عليه من أضرار وآثار سلبية على الفرد والمجتمع، مستعرضين في الوقت نفسه الآثار الإيجابية لأثر الألفة والاستقرار بين الزوجين على الأبناء والمجتمع بشكل عام.
وبيّن الخطباء، أهمية حُسن العشرة وبذل المعروف بين الزوجين وذلك من خلال التأكيد على وجوب قيام كلٍ من الزوجيْن بما أوجب الله عليه من الحقوق الزوجية، مستدلين بما ورد في ذلك من الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة.. وأكّدوا أهمية التغاضي عن الزلات والهفوات بين الزوجين، وضرورة تعزيز جانب المودة والرحمة، وذلك عملاً بقول الله تبارك وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
كما حذّر الخطباء من تساهل الأزواج بالطلاق وتسرعهم فيه، وكذلك الزوجات من طلبه، وألا يكون اللجوء إليه إلا في أضيق الأحوال، وأن يسعى الأزواج إلى حل ما قد يقع بينهم من الخلاف بالتفاهم بينهم وتغليب جانب العقل والحكمة عملاً بالتوجيه الإلهي: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
كما نبّه الخطباء على ضرورة أن يلتزم مَن عزم على الطلاق بالأحكام والآداب الشرعية الواردة في الكتاب والسنة، وأن يحذر الوالدان بعد طلاقهما من الإضرار بأبنائهم.
الجدير بالذكر أن تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن هذا الموضوع المهم يأتي في إطار الجهود التوعوية المتواصلة التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لتسخير المنابر الدعوية، والتي من ضمنها خطب الجمعة، في توعية الناس بكل ما ينفعهم بأمور دينهم ودنياهم، والإسهام في نشر الوعي المجتمعي في جميع المجالات.