في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية على مليشيا الحوثي المدعومة من ايران وجماعة الإخوان المسلمين في شمال اليمن، تبرز ظاهرة مثيرة للقلق باتت تتكرر بشكل ملحوظ كلما اشتد الخناق على هذه الجماعات. حيث تلجأ قوى الظلام المتحالفة مع عصابة صنعاء إلى لعب ورقة الإرهاب في جنوب اليمن، مستهدفة زعزعة الاستقرار وإعادة خلط الأوراق في مدن ومحافظات الجنوب المحررة.
تواجة مدن ومحافظات جنوب اليمن تحديات كبيرة نتيجة التحالف غير المعلن بين مليشيا الحوثي الإرهابية وحزب الإصلاح فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن الذين يستغلون الإرهاب كأداة لإفشال استقراره وتعطيل مسار التحرير والتنمية. ورغم هذه المحاولات المستمرة، إلا أن صمود القوات الجنوبية ودعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يمكن أن يشكل حائط صد قويًا أمام هذه المخططات، بشرط استمرار اليقظة والدعم الدولي المتوازن للجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن جنوبا وشمالاً ..
وشهدت مديرية مودية بمحافظة أبين اليوم هجومًا إرهابيًا جديدًا يعكس استمرار تصاعد العمليات الإرهابية التي تستهدف القوات الجنوبية. حيث استهدفت سيارة مفخخة موقعًا للقوات الجنوبية في المدينة، مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجنود. هذا الهجوم يأتي كجزء من سلسلة من العمليات التي يبدو أنها تتزايد كلما اشتد الخناق على مليشيا الحوثي وجماعات أخرى في شمال اليمن.
وفقًا لمصادر خاصة لصحيفة اضواء الوطن ” ،ان الانفجار وقع في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة عندما انفجرت سيارة مفخخة استهدفت تجمعًا للقوات الجنوبية في موقع يتبع اللواء الثالث دعم وإسناد بمديرية مودية بمحافظة أبين . وقد نتج عن الانفجار سقوط عدد من الشهداء والجرحى، تم نقلهم على الفور إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة أو داعش قد تكون وراء هذا الهجوم، وهو ما يثير الشكوك حول تورط قوى أكبر في صنعاء.
الإرهاب في جنوب اليمن كورقة ضغط
الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم يأت في وقت حرج بالنسبة لمليشيا الحوثي وجماعة الإخوان المسلمين في شمال اليمن، حيث يواجهون ضغوطًا عسكرية كبيرة وتضييقًا للخناق على مواقعهم. يبدو أن اللعب بورقة الإرهاب في الجنوب بات استراتيجية متعمدة من قبل قوى الظلام المتحالفة مع عصابة صنعاء، بهدف زعزعة استقرار مدن ومحافظات الجنوب وتحويل الأنظار عن الانتصارات التي تحققها القوات الجنوبية .
أبين.. ساحة استهداف متكررة
محافظة أبين، التي كانت ولا تزال إحدى ساحات المواجهة الكبرى مع الجماعات الإرهابية، تشهد تصاعدًا في وتيرة الهجمات خلال الفترة الأخيرة. حيث تحاول هذه الجماعات استغلال الوضع الأمني لإعادة انتشارها وضرب المواقع الاستراتيجية للقوات الجنوبية. يأتي ذلك في وقت تعمل فيه الهيئة التنفيذية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية على استعادة الأمن والاستقرار في المحافظة، مما يجعل هذه الهجمات جزءًا من مخطط أكبر لتعطيل تلك الجهود.
ردود الفعل
أثار الهجوم الإرهابي ردود فعل واسعة من قبل القيادات الجنوبية والسلطات المحلية، الذين أدانوا بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان. ودعوا المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم ضد هذه العمليات الإرهابية التي تستهدف الأمن والاستقرار في جنوب اليمن، وأكدوا على ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب وملاحقة المتورطين في هذه الهجمات.
الهجوم الإرهابي في أبين جرس إنذار جديد
يعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف القوات الجنوبية في مودية بمحافظة أبين اليوم جرس إنذار جديد حول الخطر المتزايد الذي تمثله الجماعات الإرهابية المدعومة بشكل غير مباشر من قوى صنعاء. ورغم التحديات الكبيرة، إلا أن القوات الجنوبية مستمرة في مواجهتها للتحديات الأمنية والسياسية، مؤكدين عزمهم على مواصلة جهودهم في الحفاظ على استقرار الجنوب ومواجهة الإرهاب بكل حزم. في وقت تتراجع فيه سيطرة الحوثيين في عدة جبهات باليمن الشمالي، يشهد جنوب اليمن وخصوصًا المحافظات التي تتمتع بهدوء نسبي واستقرار نسبي بفضل جهود القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي، محاولات متكررة من جماعات إرهابية مدعومة بشكل غير مباشر من قوى صنعاء لإعادة إحياء الفوضى والعنف. يستهدف الإرهاب في الجنوب إحداث حالة من عدم الاستقرار وتعطيل عملية البناء والتنمية التي تسعى إليها السلطات المحلية، في محاولة للتأثير على الوضع السياسي والأمني العام.
تحالف الظلام: الحوثي والإخوان
يرى محللون سياسيون أن هناك علاقة خفية بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في شمال اليمن، حيث يتعاون الطرفان بشكل غير مباشر في تنفيذ عمليات إرهابية ضد الجنوب، رغم التناقضات الأيديولوجية والسياسية بينهما. تستفيد هذه القوى من انتشار التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش في بعض المناطق النائية، وذلك لتوجيه الضربات ضد القوات الجنوبية والمناطق الآمنة، محاولةً إشغالها عن مواجهة الحوثي في الشمال.
الدوافع وراء التصعيد
التصعيد الإرهابي في الجنوب ليس وليد الصدفة، بل يأتي كرد فعل مباشر على النجاحات التي تحققها القوات الجنوبية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في صد الهجمات الحوثية وتحرير المزيد من الأراضي. هذه الانتصارات تزيد من عزلة الحوثيين وتجعلهم أكثر عرضة للضغط الداخلي والدولي. ومن هنا، فإن تأجيج الوضع في الجنوب يعد استراتيجية تسعى من خلالها قوى صنعاء إلى تشتيت الجهود العسكرية والتحالفات المحلية التي تقف عائقًا أمام مشروعها.
المجتمع الدولي والموقف المطلوب
في ظل هذه التطورات الخطيرة، بات من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بجدية لدعم الجنوب في مواجهة الإرهاب المتصاعد، وأن يعترف بالدور السلبي الذي تلعبه جماعة الإخوان المسلمين في تأجيج الوضع بالتعاون مع الحوثيين. إن الاستقرار في الجنوب لا يخدم فقط اليمنيين بل هو ركيزة أساسية للأمن الإقليمي والدولي، وخاصة في المناطق القريبة من مضيق باب المندب الاستراتيجي.