رأى الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الأربعاء أن البشر المسؤولين عن ظاهرة الاحتباس الحراري يمثلون “خطرًا” على كوكب الأرض، مثل ذاك الذي شكَّله “النيزك الذي أباد الديناصورات”.
وفي التفاصيل، قال أنطونيو غوتيريش خلال كلمة حول المناخ في متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك: “في حالة المناخ نحن لسنا الديناصورات. نحن النيزك. نحن لسنا فقط في خطر، نحن الخطر”.
وقال إن مايو 2024 كان الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، و”يمثل الشهر الثاني عشر على التوالي” الذي يسجل حرارة قياسية، وفقًا لـ”العربية نت”.
وأضاف بأن “المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تشير اليوم إلى أن هناك احتمالاً بنسبة 80% أن يتجاوز متوسط الحرارة السنوية حد 1.5 درجة مئوية في سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة”، في إشارة إلى تقريرين حديثين للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمرصد الأوروبي كوبرنيكوس.
وحذر عشرات من أبرز الباحثين في دراسة، نُشرت نتائجها اليوم الأربعاء، من أن ارتفاع حرارة الأرض الناجم عن النشاط البشري بلغ “مستوى غير مسبوق”، فيما تضيق الفترة الزمنية المتاحة للحد من ارتفاع الحرارة بقدر 1.5 درجة مئوية.
وذكر العلماء أن “ارتفاع حرارة الأرض الذي يسببه الإنسان زاد بمعدل غير مسبوق في القياسات التي أجريت باستخدام أدوات علمية؛ ليبلغ 0.26 درجة مئوية في الفترة بين 2014-2023”.
هذه الوقائع التي نشرت في مجلة بيانات نظام الأرض العلمية (إرث سيستم ساينس داتا) هي ثمرة عمل نحو ستين باحثًا معروفًا، يعتمدون على أساليب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهم خبراء المناخ المفوضون من قِبل الأمم المتحدة.
ويعتزم العلماء تقديم بيانات محدثة سنويًّا؛ لإبلاغ المشاركين في مفاوضات مؤتمر الأطراف والنقاش السياسي، في حين يعتبر العقد الحالي حاسمًا لإنقاذ أهداف اتفاق باريس لعام 2015، الذي يهدف إلى احتواء الاحترار عند أقل من درجتين مئويتين، وإذا أمكن عند 1.5 درجة مئوية.
ونشرت هذه الوقائع في الوقت الذي يجتمع فيه ممثلون من جميع أنحاء العالم في بون؛ لدفع مفاوضات المناخ قبل مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين المقرر عقده في باكو نهاية العام (11-22 نوفمبر).
وظاهرة الاحترار ناجمة عن انبعاثات غازات دفيئة ناتجة بشكل رئيسي عن الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم)، الذي بلغ مستويات قياسية: نحو 53 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا خلال الفترة 2013-2022.
ويشير العلماء إلى تأثير آخر، لعب دورًا أيضًا، هو انخفاض التبريد بسبب الجزيئات الملوثة العالقة في الهواء، التي تعكس الشمس، وتسمح بتكوين بعض السحب. أما ميزانية الكربون المتبقية فهي آخذة في التراجع، وهي تشير إلى هامش المناورة، وهو الكمية الإجمالية من ثاني أكسيد الكربون التي لا يزال من الممكن انبعاثها مع الحفاظ على فرص بنسبة 50% للحد من احترار الأرض، بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية.
وبالرغم من المستويات القياسية التي تم تسجيلها إلا أن وتيرة الزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تباطأت في العقد الحالي مقارنة بالعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويُعبِّر التقرير عن “القليل من التفاؤل”، على حد قول المؤلف الرئيسي بيرس فورستر من جامعة ليدز.