دفع تمسك دولة الإمارات برفضها أن تكون منصة لأي عمل عسكري أمريكي نحو العراق أو اليمن، الولايات المتحدة إلى إعادة تموضع معداتها العسكرية في المنطقة، وفقا لمعلومات أوردتها صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقالت الصحيفة، إن وزارة الدفاع الأمريكية تقوم بنقل طائرات مقاتلات نفاثة وطائرات مسيرة مسلحة وطائرات أخرى إلى قطر، وذلك بعد قرار الإمارات منع الولايات المتحدة من شن غارات جوية انطلاقا من أراضيها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن قيود الإمارات على استخدام أراضيها كـ “منصة” اعتداء تحت أي مسمى، دفعت القادة الأمريكيين إلى إرسال الطائرات الإضافية إلى قاعدة “العديد” الجوية في قطر التي لم تفرض قيودا مماثلة لما صدر عن “أبو ظبي”، وفق قولها.
وأكد خبراء في السياسات الدولية أن رفض دولة الإمارات بأن تكون منصة لتوجيه أي ضربة أمريكية للعراق أو اليمن يعكس 3 ثوابت يقوم عليها مبدأ استقلالية القرار الإماراتي الوطني.
وحدد الخبراء، الذين تحدثوا لإرم نيوز 3 محاور تشكل ثوابت لاستقلالية القرار في دولة الإمارات.
وأوضح الخبراء أن في صدارة تلك الثوابت أن الإمارات ذات السيادة على أراضيها لن تكون أبدا مجالا أو ساحة ينطلق من خلالها أي نوع من أنواع تصفية الحسابات أو المواجهات سواء بين بلدان أو جماعات.
وأوضح الخبراء أن ثوابت استقلالية الإمارات التي دفعت واشنطن إلى تغيير مخططاتها، “تتعلق بيقين صناع القرار في الإمارات بأن أي تحركات في هذا الإطار، تعمل على المزيد من التوترات في المنطقة المشتعلة في الأساس، في حين أن الإمارات تبذل جهودا كبيرة للدفع بالمنطقة إلى تهدئة جبهات المواجهة والقتال الواقعة في عدة دول.
وبحسب الخبراء تبذل الإمارات جهودا واسعة وتسعى إلى تسخير كافة الإمكانيات لتصفير الخلافات بين دول عدة، فضلا عن الخلافات بين أبناء الوطن الواحد، حتى لا يتم استغلال هذه الخلافات في تشريد شعوب وسقوط أبرياء كما هو قائم في عدة دول في العالم العربي.
ولفت الخبراء إلى أن “هناك ميثاقا تتمسك به دولة الإمارات منذ أيام الشيخ زايد، ولم يخرج عنه الشيخ محمد بن زايد والدليل أن دولة الإمارات رفضت في خضم مواجهات عدة بين دول ولا تزال أن تكون منصة للانطلاق عسكريًّا إلى أي هدف، حتى لو كان ذلك على طرف عربي أخطأ في حق طرف عربي آخر.
ووفق الخبراء تتمسك استراتيجية الإمارات في هذا الإطار بالاتجاه نحو الحل العربي الداخلي مهما كلف ذلك من ثمن حتى لا يكون هناك أي تدخل خارجي.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية منذ نحو 3 أشهر، أن أراضيها لن تكون في أي حال من الأحوال، منطلقا لتوجيه أي ضربات إلى أهداف ترغب واشنطن في قصفها أو التعامل معها عسكريا في العراق واليمن