يلتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن الصمت بشكل شبه كامل إزاء التعبئة الطلابية في العديد من الجامعات ضد الحرب في غزة، متجنباً حتى الآن الحديث عن هذا الموضوع، الذي من شأنه أن يقوض حملته الانتخابية، ولم يتحدث “بايدن”، الذي سيواجه الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، علنًا إلا مرة واحدة وباقتضاب عن هذه التظاهرات، ردًا عن سؤال طرحه أحد الصحافيين قائلاً: “أدين مظاهر معاداة السامية، وأدين أيضًا أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث للفلسطينيين”، فلماذا يختار بايدن عدم التحدث عن المظاهرات الجامعية المناهضة لحرب إسرائيل على غزة؟
ويشير جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأميركي، وهي منظمة تمثل الأميركيين من أصول عربية، إلى أن “البيت الأبيض على ما يبدو مقتنع بأنه سيصمد أمام هذه العاصفة وسينتصر رغم كل شيء على دونالد ترامب في نوفمبر، وهذا سوء تقدير خطير”، فيما يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كومنولث يونيفرسيتي أليكس كينا، أن الاحتجاجات وضعت “بايدن” في موقف حساس؛ لأنه اعتمد كثيرًا للفوز في عام 2020 على الشباب، وعلى المسلمين والأميركيين من أصل عربي، وفقاً لـ”فرانس برس”.
ويبدو أن “بايدن” يرفض الاحتجاجات الطلابية كوسيلة للتعبير عن الرأي، ففي عام 1968، انعقد في مدينة شيكاغو مؤتمر ديموقراطي سادته الفوضى على خلفية المظاهرات ضد حرب فيتنام، بعد فترة وجيزة من تخلي الرئيس المنتهية ولايته ليندون جونسون عن الترشح، حينذاك، نأى طالب القانون جو بايدن بنفسه عن الاحتجاجات، وفي كتاب نشره عام 2007، يستذكر رؤيته طلابا يحتلون مبنى في جامعته في سيراكيوز في شمال شرق البلاد، وتعليقه “انظر إلى هؤلاء الحمقى”، مضيفاً: “إلى تلك الدرجة كنت بعيدًا عن الحراك المناهض للحرب”.