أدى الإنترنت إلى ظهور أساليب جديدة من الخداع والمعلومات المضللة؛ بما في ذلك هجمات التصيد الاحتيالي والأخبار المزيفة.
وفي هذا الصدد، أجرى باحثو جامعة كوليدج لندن (UCL) ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)؛ دراسة تهدف إلى فهم سبب وقوع الأشخاص في فخ عمليات الاحتيال عبر الإنترنت.
وراجع فريق البحث الدراسات السابقة التي ركزت على كشف الكذب، ووجدوا أن معظمها ركّز على السياقات غير المتصلة بالإنترنت؛ حيث يمكن للأشخاص محاولة اكتشاف الأكاذيب بناء على إشارات خفية، مثل نبرة الصوت ولغة الجسد.
وأوضح المُعِدان المشاركان في الدراسة (تالي شاروت، وسارة تشنغ): “في إعدادات الإنترنت، لا يمكننا عادة الاعتماد على مثل هذه الإشارات. وهكذا شرعنا في دراسة الأسباب التي لا تمكّن الأشخاص من اكتشاف الأكاذيب عبر الإنترنت”.
وأجرى الفريق 3 تجارب شملت 310 أشخاص طُلِب منهم المشاركة في لعبة ورق عبر الإنترنت، وكجزء من هذه اللعبة، تم إعطاؤهم بعض المعلومات حول مدى احتمالية توزيع كل بطاقة لهم من مجموعة البطاقات، مع العلم أن بعض البطاقات تؤدي إلى ربح المال؛ بينما قد تتسبب بطاقات أخرى في خسارة مالية.
ويمكن للمشاركين اختيار الكذب بشأن البطاقة التي حصلوا عليها، لأن ذلك قد يسمح لهم بكسب المزيد من المال على حساب لاعب آخر. ولم يُطلب منهم أبدًا الكذب، فالقرار يرجع لهم فقط.
وفي نهاية كل لعبة، قَيّم المشاركون مدى صدق اللاعب الآخر.
ولاحظ الباحثون نمطين: عندما يكذب الشخص أثناء اللعبة فإنه يشك أكثر في الآخرين، كما يزداد الشك إذا أبلغ لاعبون آخرون عن حملهم لبطاقة غير محتملة إحصائيًّا.
وقارنوا سلوك اللاعبين بتنبؤات جهاز كشف الكذب الاصطناعي، ووجدوا أن ضَعف كشف الكذب كان مرتبطًا بالاعتماد المفرط على صدق الشخص (أو عدم الأمانة) وقلة الاعتماد عليه والإشارات الإحصائية.
وأوضح كل من “شاروت” و”تشنغ”: “تشير هذه النتائج إلى أن الأشخاص الصادقين قد يكونون عرضة بشكل خاص للاحتيال؛ لأنهم الأقل احتمالًا للاشتباه في الكذب وبالتالي اكتشاف الاحتيال”.
وتلقي الدراسة بعض الضوء على العوامل التي تدعم قدرة الناس على اكتشاف خداع الآخرين عبر الإنترنت.
وخلُص فريق البحث إلى: “أدت النتائج إلى فكرة إنشاء “تدريب على الخصومة”؛ لمساعدة الأشخاص على اكتشاف عمليات الاحتيال عبر الإنترنت؛ أي أن الأشخاص قد يصبحون أفضل في اكتشاف عمليات الاحتيال بعد المشاركة في إنشاء عمليات الاحتيال بأنفسهم”.