وافقت شركة “جوجل” الأمريكية، على اتخاذ قرارٍ بشأن بيانات “التصفح المتخفي” الخاصّة بمستخدميها، كجزءٍ من تسوية قضائية لدعوى جماعية مرفوعة عليها.
وأوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن “جوجل” قررت حذف “مجموعة من البيانات التي تعكس تاريخ تصفح الويب الخاص بملايين المستخدمين”.
وأشارت إلى أن هذا القرار جاء كجزءٍ من تسوية دعوى قضائية جماعية تمّ رفعها عام 2020.
وتمّ تقديم تفاصيل التسوية في محكمة اتحادية في سان فرانسيسكو، التي كشفت أن “جوجل” وافقت على تدمير “مليارات نقاط البيانات” التي زعمت الدعوى القضائية أنها جمعتها بشكلٍ غير صحيح في أثناء تصفح مستخدمي “جوجل كروم” في وضع التصفح المتخفي.
وكانت الدعوى الجماعية بأكملها تدور حول هذا الأمر، زاعمة أن “جوجل” تضلل مستخدمي “كروم” حول كيفية تتبع المتصفح نشاطهم في وضع التصفح المتخفي.
وزعمت الدعوى القضائية أن الشركة لم تبلغ المستخدمين بشكلٍ صحيحٍ بأنواع البيانات التي يتم جمعها، والتي تضمنت تفاصيل حول مواقع الويب التي شاهدوها في وضع التصفح المتخفي.
وتعد “جوجل” أيضاً بتحديث إفصاحاتها حول البيانات التي تجمعها في وضع التصفح المتخفي، وتمنح المستخدمين خيار تعطيل ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية في وضع التصفح المتخفي.
وتقول الشركة إنها تعمل بالفعل على تنفيذ هذه التغييرات، وسيتعيّن عليها جعل حظر ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية هو الوضع الافتراضي في وضع التصفح المتخفي لمدة خمس سنوات مقبلة على الأقل.
ولا تتضمن هذه التسوية، التي تمنع المحاكمة، تعويضات للمستخدمين الفرديين، لكنها تسمح للأفراد بتقديم مطالبات.
وقدّم محامو المدعي بالفعل 50 دعوى أمام محكمة ولاية كاليفورنيا، ويبدو أن هناك مزيداً سيأتي في الأشهر القليلة المقبلة.
وقال المتحدث باسم “جوجل”، خوسيه كاستانيدا؛ إن البيانات المعنية لم تكن مرتبطة أبدًا بفردٍ أو تُستخدم لأي شكلٍ من أشكال تخصيص خدماتها، واصفًا الدعوى القضائية، بأنها “لا أساس لها من الصحة”، مضيفًا أن الشركة سعيدة بحذف ما تشير إليه على أنه مجرد “تقنية أو بيانات قديمة”.
ومع ذلك، كشفت مرحلة اكتشاف الدعوى القضائية عن تبادلات داخلية بين المديرين التنفيذيين لشركة جوجل والتي ترسم صورة مثيرة للاهتمام.
على سبيل المثال، حذّرت لورين توهيل؛ كبيرة مسؤولي التسويق في “جوجل”، الرئيس التنفيذي ساندر بيتشاي؛ عام 2019 من أن وضع التصفح المتخفي لا ينبغي أن يُطلق عليه “خاص” لأن ذلك قد يؤدي إلى “تفاقم المفاهيم الخاطئة المعروفة”.
وفي رسالة بريد إلكتروني منفصلة، قال توهيل: “نحن محدودون في مدى قدرتنا على تسويق وضع التصفح المتخفي؛ لأنه ليس خاصًا حقًا، وبالتالي يتطلب لغة غامضة وتحوطية تكاد تكون أكثر ضررًا”.
يُذكر أنه تمّ التوصل إلى التسوية الأولية في أواخر ديسمبر وما زال الاتفاق يتطلب موافقة نهائية من القاضي إيفون جونزاليس روجرز؛ في المنطقة الشمالية من كاليفورنيا.