قالت مدينة الملك سعود الطبية، عضو تجمُّع الرياض الصحي الأول، إنه مع حلول شهر رمضان كل عام هناك عديدٌ من أصحاب الأمراض المزمنة يطرحون عديداً من التساؤلات حول إمكانية صيامهم من عدمه، ومدى تأثير الصيام على صحتهم، خاصة أنه ليست هناك قاعدة ثابتة لتحديد إمكانية صيام أصحاب الأمراض المزمنة، حيث يختلف الأمر من مريضٍ لآخر، وفقا لطبيعة مرضه، ويكون قرار الصيام بعد استشارة الطبيب المختص، لذلك قدّمت بعض النصائح لأصحاب الأمراض المزمنة لكي يستطيعوا الصيام دون مضاعفات صحية.
وأوضح استشاري طب الأسرة المشارك الدكتور حمود الطريقي؛ أن من أهم النصائح لأصحاب الأمراض المزمنة، تجنُّب الأطعمة التي تحتوي على نسبٍ عالية من الدهون، وأهمية استبدال منتجات الأجبان والحليب كامل الدسم بالمنتجات قليلة الدسم، والحرص على تقسيم الوجبات الرمضانية إلى ثلاث وجبات وعدم الاكتفاء بوجبتَيْن فقط، حتى لا تتعب المعدة، فتقسيم الوجبات يعد من العناصر الصحية للمريض.
وأضاف: كذلك ممارسة الرياضة، خاصة المشي؛ لتحفيز الدورة الدموية والحفاظ على الوزن المثالي للجسم، لكن بعد ساعة من تناول الإفطار، وتكون من النوع الخفيف، ولا بد من الإكثار من تناول الماء بمعدل من 8 إلى 10 أكواب يومياً، ويجب الإكثار من السوائل غير المحلاة أثناء فترة الإفطار لتعويض فترة الصيام وتجنّب الجفاف والحرص على تناول الخضراوات والفواكه بشكلٍ يومي، وتجنّب تناول الموالح، وتجنّب تناول الحلويات لمريض السكري، وهذا ينطبق على المعتلين بأمراض مختلفة، والتقليل من النشويات، والحرص على تناول الخبز المصنوع من القمح الأسمر، وتجنّب الأطعمة التي تتضمن بهارات شديدة الحرارة والأطعمة الدسمة ذات الدهون العالية.
ونوّه “الطريقي”؛ إلى أهمية أن يتناول المريض ثلاث وجبات يومياً؛ وجبتَيْن رئيستَيْن هما الفطور والسحور، ووجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين، مع تأخير وجبة السحور إلى ما قبل أذان الفجر، وعند حدوث بعض الحالات الطارئة لبعض المرضى أثناء الصيام، فإنه لا بد من توجّههم إلى الطبيب المختص للوقوف على مدى خطورة الأمر، وعمل الترتيبات اللازمة لتفادي حدوث أيّ أضرارٍ صحية، وهل من المناسب الاستمرار في الصيام أم لا؟
وشدّد على ضرورة المتابعة الدورية للحالة المرضية في فترة الصيام، مثل قياس معدل سكر الدم أكثر من مرة خلال اليوم، وكذلك قياس الضغط، وخفض معدلات النشاط البدني خلال النهار، وبلا شك أن الرياضة مهمة، لكن بعد ساعة من تناول الإفطار وتكون من النوع الخفيف، ومريض ارتفاع الضغط يجب أن يبتعد عن تناول الأملاح والمخللات خلال شهر رمضان؛ لأنها تسهم في رفع ضغط الدم.
وختم مؤكداً عدم التوقف عن تناول الأدوية أو تغيير مواعيد الجرعات إلا بعد استشارة الطبيب المختص، كما على مريض السكري تجنّب الإجهاد خلال الساعتين الأخيرتين قبل الإفطار للابتعاد عن انخفاض سكر الدم بشكلٍ زائد، وفي حال ظهور أعراض هبوط السكر؛ كالشعور بالجوع مع دوخة وصداع وتعرُّق وشعور بالعصبية واضطراب في الرؤية ورعشة بالأطراف وتسارع في ضربات القلب والنعاس، فإنه يجب كسر الصيام فوراً، وتناول مادة سكرية، وعدم الانتظار حتى لو كان ذلك قبل أذان المغرب بفترة وجيزة.