كشف رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، أن حجم التجارة المشتركة بين الولايات المتحدة والسعودية بلغ نحو 34.7 مليار دولار، وتشكل الصادرات من الولايات المتحدة إلى السعودية في فئة الطائرات والمركبات الفضائية وقطع الغيار نسبة 9%.
جاء ذلك خلال ترؤسه وفداً رفيع المستوى من منظومة قطاع الطيران المدني، في ولاية كالفيورنيا اليوم (الخميس)، اجتماع الطاولة المستديرة السعودي – الأمريكي، مع كبرى الشركات الأمريكية المتخصصة في مجال الطيران المدني، بمشاركة نواب الرئيس والرؤساء التنفيذيين والمسؤولين وعدد من الخبراء في مجال الطيران والمطارات وقطاعات الخدمات الخاصة بمنظومة الطيران.
وجرى خلال الاجتماع، مناقشة سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال توطين ونقل تقنيات صناعة الطيران، وخطوط تصنيع الطائرات، وآخر ما وصلت إليه التقنيات الحديثة وإجراءات السلامة والبيئة، إلى جانب استكشاف فرص التعاون المشترك في تحسين قدرات التصنيع والابتكار، وجذب الاستثمارات وتعزيز التجارة الدولية في قطاع الطيران.
ونوّه رئيس الهيئة العامة للطيران المدني بعمق العلاقات الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، التي أدت دوراً محورياً في تعزيز النمو الاقتصادي، والتبادل الثقافي، وتقوية الروابط بين البلدين الصديقين، مبيناً أن رحلة الطيران في السعودية بدأت منذ أكثر من 75 عاماً، عندما أهدى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت طائرة من طراز دوغلاس دي سي-3 إلى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- عام 1945، ومنذ ذلك الحين، تطورت صناعة الطيران في المملكة لتصبح واحدة من أهم الصناعات التي تسهم في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية.
وأشار الدعيلج إلى أن السعودية نجحت في إطلاق استثمارات كبيرة في البنية التحتية لشركات الطيران والمطارات، بما في ذلك إنشاء شركة «طيران الرياض» ناقلاً وطنياً جديداً، وإطلاق المخطط الرئيسي لمطار الملك سلمان الدولي بالرياض، ومجموعة من الاستثمارات الأخرى في البنية التحتية للقطاع، بهدف تحقيق رؤية السعودية 2030 ومستهدفات الإستراتيجية الوطنية للطيران بمضاعفة أعداد المسافرين للوصول إلى 330 مليون مسافر سنوياً، وزيادة نطاق الربط الجوي للسعودية بأكثر من 250 وجهة حول العالم، وزيادة القدرة الاستيعابية للشحن الجوي إلى 4.5 ملايين طن سنويًّا.
كما نوّه بما تمتاز به السعودية من موقع إستراتيجي يربط بين ثلاث قارات، وحرص المملكة على توفير فرص غير مسبوقة للطيران العالمي، والتزامها بتنمية البنية التحتية لقطاع الطيران المدني، والذي سيسهم في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين بشكل أكبر، حيث تقوم الهيئة باستكشاف الحلول المبتكرة في عالم الطيران، مثل (وقود الطيران المستدام، والتنقل الجوي المتقدم (AAM)، وأنظمة إدارة الحركة الجوية المتقدمة)، حيث سيلعب تكامل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية دوراً حاسماً في تعزيز تجربة الطيران الشاملة وتحسين الكفاءة التشغيلية.
وتطرق رئيس الهيئة العامة للطيران المدني إلى مؤتمر مستقبل الطيران 2024 والذي سيستعرض ضمن أعماله النمو المستمر بالقطاع حيث سينعقد منتصف العام الجاري في الرياض بحضور قادة صناعة الطيران في العالم، داعياً الشركات الأمريكية إلى التعرف على الفرص الاستثمارية في المملكة والمشاركة في مساعينا لإعادة تشكيل مستقبل الطيران العالمي.
يذكر أن الزيارة تأتي في إطار توسيع نطاق التعاون الدولي وتبادل المعرفة والخبرات في صناعة الطيران المدني، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 في تعزيز مكانتها كمركز عالمي للطيران والنقل الجوي، إلى جانب تعزيز العلاقات الاستثمارية بين البلدين، والروابط الاقتصادية والاستثمارية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وتنمية الاستثمارات النوعية للشركات الريادية وتمكين القطاع الخاص من الاستفادة من الفرص في كلا البلدين.