أكدت أخصائية الطفولة المبكرة والباحثة التربوية الأستاذة هناء البلوي أن تعلم أكثر من لغة في عمر مبكر قد ينمي لدى الأطفال تحفيز وصلات في الدماغ قد لا تُحفز لدى غيرهم من الأقران ممن لم يخضعوا لهذه الخبرة، إلا أن اتقان أكثر من لغة في ذات الأوان يخضع لما يسمى بالفروق الفردية بين الأطفال فقد يشكل صعوبات لدى البعض واضطرابات في اللغة كالتأتأة والخلط بين نطق الكلمات باللغتين وأخرى نفسية مثل الإحباط والخجل الاجتماعي وغيرها، ناهيك عن التأثيرات السلبية على اللغة الأم.
جاء ذلك في مداخلة لها في برنامج (صباح المملكة) على إذاعة الرياض، حيث أوضحت أن الأمر يتعلق بالقدرات العقلية والاستعداد النفسي لدى الطفل، فبعض الأطفال الذين وقفتُ على حالاتهم تمكنوا من إتقان أكثر من لغة في مرحلة الطفولة المبكرة، بينما البعض الاخر لم يتمكن، منوهةً بأهمية اختبار الأسرة لقدرات طفلها ومدى تمكنه من ذلك.
وعن بعض الحالات للأطفال الذين يعيشون مع أسرهم في بلدٍ آخر كالأسر المبتعثة مثلًا؛ أوصت الأستاذة هناء الأسر المبتعثة بالتركيز على اللغة العربية كلغة أم للطفل، حيث يضطر الطفل حينها لتعلم لغةٍ أخرى كمتطلب للدراسة أو التعامل مع المجتمع المحيط.
واختتمت البلوي مداخلتها بضرورة تركيز الأسرة على الحرص على تحقيق الدافعية للتعلم لدى الطفل، وعدم الانصراف نحو ضرورة تعلمه لأكثر من لغة خصوصًا في السنوات الأولى من الدراسة، فعندما يكون لدى الطفل دافعية كافية للتعلم فسوف يتعلم أكثر من لغة والعكس صحيح.