هل أنت شخص لطيف وتُفَضل أن تُرضي الآخرين حتى لو كان ذلك على حساب متطلبات حياتك؟ قد تكون هذه صفات إيجابية؛ لكنها قد تكون أيضًا مؤشرًا سلبيًّا في بعض الأحيان، وتندرج في ما يطلق عليه علماء النفس “متلازمة الرجل اللطيف”.
الشخص اللطيف
ويقول تقرير على موقع “برادرز إن أرمز” الاسكتلندي: كونك شخصًا لطيفًا يعني التصرف بطريقة لطيفة ومراعية وسخية لأنها تتماشى مع قِيَمك، وتستمتع حقًّا بكونك لطيفًا ومساعدة الآخرين. أنت لا تتوقع أي شيء في المقابل وليس لديك هدف لسلوكك اللطيف سوى إسعاد الآخرين.
قد يصاب بالاستياء والإحباط
ومع ذلك، يمكن أن يأتي هذا السلوك بنتائج عكسية في كثير من الأحيان؛ مما يؤدي إلى الاستياء والإحباط عندما لا يتلقى “الشخص اللطيف” التقدير الذي كان يسعى إليه.
يطلق علم النفس على هذا السلوك “متلازمة الشخص اللطيف”، وهو مصطلح موجود منذ عقود. وكان موضوعًا لحوالى ألف كتاب، وفق الموقع.
متلازمة “الرجل اللطيف”
المتلازمة هي مجموعة من العلامات والأعراض الجسدية أو النفسية المرتبطة مع بعضها، وتشير إلى الإصابة بمرض أو اضطراب معين.
ومتلازمة “الرجل اللطيف”، مجموعة أعراض تجعل الشخص أكثر من مجرد إنسان لطيف، فغالبًا ما يُنظر إلى “الرجال اللطفاء” على أنهم لا يتحكمون كثيرًا في حياتهم الخاصة؛ بما في ذلك وجود حدود قليلة لها؛ هم دائمًا على استعداد للمساعدة ونادرًا ما يقولون “لا”.
لكن هذا النوع من السلوك -على عكس صورته الإيجابية- قد يكون في كثير من الأحيان نتيجة لتدني احترام الشخص لذاته أو تدني ثقته بنفسه، وغالبًا ما تجعلهم سلوكيات إرضاء الأشخاص يشعرون بعدم الرضا.
وعلى الرغم من أنه ليس تشخيصًا فعليًّا لمرض عقلي؛ إلا أن مصطلح “الرجل اللطيف” غالبًا ما يثير صورًا لرجال يتوقون إلى الإرضاء.
أربعة أنواع من “الرجال اللطفاء”
يحدد موقع “توزينغ تيرابي” أربعة أنواع من “الرجال اللطفاء”: الرجل اللطيف المحظوظ: للوهلة الأولى، يبدو أن هذا الرجل غالبًا ما يمر بفترة قاسية. ربما يكون مطلقًا مؤخرًا، أو فقد وظيفته، ويبقى على أريكة صديق. ومع ذلك لا يبدو أنه يتعافى من محنته لأنه سيفضل الاستفادة من الوضع واستغلال الآخرين.
والنوع الثاني: الرجل اللطيف الذي يطعن في الظهر، وهو نوع غالبًا ما يُنظر إليه على أنه بطل، وغالبًا ما يحظى بتقدير كبير ويكون من أصحاب الشركات الكبرى أو الرجال الأقوياء.. يبدو شخصًا لطيفا، لكنه في الواقع يسارع إلى طعن الآخرين في الظهر لعدم قيامهم بما يريد.
والنوع الثالث: اللطيف الذي يتوقع مقابلًا، هذا الرجل هو على استعداد تام للمساعدة في أي شيء تحتاجه، سواء كان نقل الأثاث أو الاستماع إلى مشاكلك؛ لكنه يتوقع شيئًا في المقابل.
أما النوع الرابع من الشخص اللطيف فهو اللطيف الكاذب، وهو غالبًا ما يُعرف بسعيه لإرضاء الناس، هذا هو النوع الذي يذهب إليه الجميع عندما يحتاجون إلى القيام بشيء ما. ومع ذلك فهو عازم على إرضاء الناس لدرجة أنه غالبًا ما يخبرك بكل ما تريد سماعه، ونادرًا ما تتعرف على شخصه ورأيه الحقيقي.
سلوكيات متلازمة الرجل اللطيف
وتشمل سلوكيات متلازمة الرجل اللطيف الشائعة، أمورًا مثل وضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاته لكسب المودة، ويفترض أن كونه لطيفًا سيمكّنه من الحصول على خدمات رومانسية أو عاطفية في المقابل، وفق التقرير.
ومتلازمة الرجل اللطيف شائعة في الصداقات أو بيئات العمل أو غيرها من البيئات الاجتماعية.
يصاب بعض الأشخاص بالمتلازمة بسبب نقص الثقة بالنفس، وفي هذه الحالات، من الشائع أن يأتي “الرجال اللطفاء” من عائلات مختلة وظيفيًّا، خاصة تلك التي تم فيها رفض احتياجاتهم، وكان عليهم اللجوء إلى وسائل أخرى لتلبية احتياجاتهم.
ومن بين أسباب المتلازمة: تدني احترام الذات أو تقدير الذات، ونقص المهارات الاجتماعية، والشعور بالنقص والخوف من النساء؛ لذلك يتصرف بلطف مفرط ويتبنى شخصية ترضي الناس بسبب هذا الشعور بالترهيب.
ووفقًا للبروفيسور آدم غرانت، فعلى الرغم من أن كونك لطيفًا قد لا يمنحك ما تريد على المدى القصير؛ إلا أنه قد يؤتي ثماره بعد كل شيء لأن الناس سيريدون مساعدتك في المستقبل.
المسارعة إلى طلب المساعدة
ويَخلُص موقع “توزينغ تيرابي” إلى أن أغلب المصابين بالمتلازمة لا يدركون ذلك؛ ولكن إذا أدرك رجلٌ ما أنه منخرط في متلازمة الرجل اللطيف؛ عليه أن يسارع إلى طلب المساعدة للتخلص منها.