يحظى الكركم، وهو نبات مزهر من عائلة الزنجبيل، بتقدير كبير في طب “الأيورفيدا” منذ فترة طويلة لخصائصه المضادة للالتهابات، كما أنه عنصر أساسي في المأكولات الآسيوية لنكهته الترابية وألوانه النابضة بالحياة.
لكن بالنسبة للملايين من سكان جنوب آسيا الذين يستهلكونه بشكل معتاد وحتى يدهنون أجسادهم به أيضا، فإن الكركم يمكن أن يصبح “مميتاً”.
كرومات الرصاص لزيادة لونه الأصفر
إذ يتحول الكركم الذي يتضمن فوائد عديدة إلى مميت عندما يتم رش الجذور التي تُستخرج منها التوابل بشكل روتيني باستخدام كرومات الرصاص، وهي مادة سامة للأعصاب، حيث يتم رشها لزيادة لونه الأصفر، وفق مجلة “الإيكونوميست”.
وتساعد هذه الممارسة في تفسير أو فهم سبب وجود أعلى معدلات التسمم بالرصاص في العالم في جنوب آسيا.
وقد تسببت أمراض القلب والدماغ الناجمة عن الرصاص، والتي يكون الأطفال عرضة لها بشكل خاص، في وفاة ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص في المنطقة في عام 2019.
في حين تشير التقديرات إلى أن التسمم بالرصاص في ذلك العام أدى إلى انخفاض الإنتاجية في جنوب آسيا بما يعادل 9% من الناتج المحلي الإجمالي.
815 مليون طفل تسمموا بالرصاص
وأشارت التقديرات الأخيرة إلى أن 815 مليون طفل، أي واحد من كل ثلاثة من إجمالي الأطفال في العالم، قد تعرضوا للتسمم بهذا المعدن.
ووفقا لمركز التنمية العالمية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، فإن هذه الكارثة تفسر خمس فجوة التعلم بين الأطفال في البلدان الغنية والفقيرة، حسب ما ذكرت “الإيكونوميست”.
وتسمح الجهات التنظيمية الضعيفة أو الغائبة في بعض الدول باستخدام أدوات الطبخ ومستحضرات التجميل وغيرها من المنتجات المحتوية على الرصاص.
مع ذلك فإن الكركم المغشوش يبدو وكأنه السبب الرئيسي في كل مكان تقريباً، ويرجع هذا في المقام الأول إلى الممارسات الرديئة في الهند، التي تنتج 75% من هذا النوع من التوابل.
يذكر أن الهند كانت مصدراً لكثير من الصبغة السامة الموجودة في بنغلاديش على سبيل المثال، ويُقدر أن لديها أعلى نسبة من حالات التسمم بالرصاص في أي بلد.