طوّر العلماء فئة جديدة من المضادات الحيوية تقتل البكتيريا المقاومة للأدوية، والتي تُعَد أكبر تهديد لصحة البشر، وتصنف بـ”الوباء الصامت” الذي يمكن أن يودي بحياة 10 ملايين شخص سنويًّا بحلول عام 2050.
وتَغلب عقار “زوسورابالبين” (Zosurabalpin) على سلالات شديدة المقاومة للأدوية من بكتيريا “الراكدة البومانية” (Acinetobacter baumannii) المقاومة للكاربابينيم (مضاد حيوي)، في نماذج الفئران المصابة بالالتهاب الرئوي والإنتان.
وأشاد العلماء بهذا الاكتشاف؛ معتبرين أنه قد يوفر “أملًا واضحًا” في علاج حالات العدوى الأخرى التي يصعب علاجها، ويجري الآن اختبار الدواء في التجارب البشرية.
وتقتل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية (AMR) أكثر من مليون شخص على مستوى العالم كل عام، مع تحذير منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن الكوكب يتجه نحو عصر “ما بعد المضادات الحيوية”.
وتشير التوقعات بشأن ما يطلق عليه اسم “الوباء الصامت”، إلى أن مقاومة المضادات الحيوية، يمكن أن تودي بحياة 10 ملايين شخص سنويًّا بحلول عام 2050. وانتشارها يجعل العدوى المنتظمة والعمليات الجراحية الروتينية تهدد الحياة.
وفي الوقت الحالي، يموت حوالى 40- 60% من المصابين ببكتيريا الراكدة البومانية المقاومة للكاربابينيم، ومن الصعب علاج المرض لدرجة أنه لم يتم ابتكار دواء جديد لعلاج العدوى منذ أكثر من 50 عامًا؛ لأن البكتيريا محاطة “بغشاء” سميك يحميها من الهجوم.
ولكن يبدو أن عقار زوسورابالبين يدمّر قدرة الكائن الحي على الحفاظ على هذا الغشاء الواقي الرئيسي.
هذا الاكتشاف لن يحل وحده التهديد الذي تشكله العدوى المقاومة للمضادات الحيوية على الصحة العامة؛ ولكنه يمهد الطريق للأدوية المستقبلية باستخدام نفس الآلية.
ونشر العلماء نتائج تجاربهم التي شملت عقار زوسورابالبين في مجلة Nature.