ثمَّن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي, عبدالرحمن السديس، الخطاب الملكي السنوي, الذي ألقاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ ، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله.
ووصف السديس الخطاب الملكي أنه خارطة طريق لما تنتهجه المملكة العربية السعودية من خطط ورؤى تجاه العديد من القضايا الداخلية والخارجية والإسلامية، وإكمال لمسيرة التنمية الشاملة التي تسير عليها منذ تأسيسها على يد المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، بما تمتلكه من مقومات جغرافية، وحضارية، واجتماعية، واقتصادية, تؤهلها لتكون في مصاف الدول العالمية.
وقال السديس : إن الخطاب الذي ألقاه سمو ولي العهد -حفظه الله- خلال افتتاح أعمال السنة الـرابعة لمجلس الشورى في دورته الثامنة, حمل في طياته مضامين ومعاني تعزِّز الأمن والسلام الدولي، والتأكيد على ما تعده المملكة من خطط تنموية مستدامة وفق رؤية 2030, التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن ورفاهيته”.
وأضاف “أن الوطن والمواطن في أولى أولويات القيادة الحكيمة -رعاها الله- وأعلى اهتماماتها وبرامجها الطموحة, التي ستسهم -بمشيئة الله- في محافظة المملكة على مكانتها المتقدمة عالميًا، وتحقيق المزيد من التطور والازدهار، وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين”.
ونوَّه السديس بما يحظى به الحرمان الشريفان، ومنظومة خِدمات قاصديهما دينيًا, من اهتمام ومتابعة مستمرة لجميع المتطلبات التي تكفل أداء القاصدين عباداتهم ومناسكهم بكل يسر وطمأنينة، وتسخيرهم للغالي والنفيس في سبيل تهيئة أحدث الوسائل والخِدمات الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
وأشاد بما ذكره سمو ولي العهد -أيده الله-, من حرص المملكة على تيسير أداء مناسك الحج والعمرة لأكبر عدد ممكن من الحجاج والمعتمرين, وقد استضافت المملكة خلال العام الماضي: (1,800,000) حاج، أدوا مناسك الحج، وأكثر من (10,000,000) معتمر، عبر برنامج خدمة ضيوف الرحمن, الذي هو أحد برامج رؤية المملكة 2030.
وتابع قائلًا : “إن نهج المملكة الثابت, قائم على احترام السيادة الوطنية لجميع الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام الدائم بمبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، والتمسك بمبادئ حسن الجوار، وحل النزاعات بالطرق السلمية، والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، إلى جانب تكريس قيم التسامح والاعتدال والوسطية، انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطًا…﴾ [البقرة: ١٤٣]، ونبذ الإرهاب والتطرف، وتعظيم القيم الإسلامية النبيلة.
وأفاد أن خطاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-, يجسد منهج المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس، ومن بعده أبنائه البررة، وحتى العهد الزاهر الميمون، في تطبيق مبدأ الشورى؛ تطبيقًا عمليًا لقوله تعالى: ﴿وَأَمرُهُم شورى بَينَهُم﴾ [الشورى: ٣٨]، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتمسك المملكة بدستورها القائم على الكتاب والسنة، وعدم الحيدة عنهما، سائلًا الله تعالى, أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين, لما فيه عزُّ وازدهار البلاد والعباد، ورفعة الإسلام والمسلمين, إنه سميع مجيب