يمكن أن تكون مفاجأة مذهلة للبعض أن المُحليات الخالية من السكر لا تساعد في إنقاص الوزن، بل يمكن أن تسبب أمراضاً مزمنة أو خطيرة عند استخدامها على المدى الطويل، بحسب ما صرح به الدكتور جيسون مونتيز، عالم متخصص في التغذية والسمنة والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي في منظمة الصحة العالمية.
وتفصيلاً، تناول الدكتور مونتيز النتائج التي توصل إليها تقرير منظمة الصحة العالمية الجديد خلال لقاء بالحلقات المتلفزة “العلوم في خمس”، الذي تقدمه فيسميتا غوبتا سميث وتبثه منظمة الصحة العالمية عبر منصاتها الرسمية.
وقال الدكتور مونتيز: إذا كان الشخص يستخدم المحليات غير السكرية كوسيلة للتحكم في وزن الجسم أو لتحسين صحته، فربما لا يحصل على النتائج التي يأمل فيها، حيث تشير الأدلة العلمية إلى أن استخدام المحليات غير السكرية على المدى الطويل قد لا يساعد في التحكم في وزن الجسم وقد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السكتة الدماغية، وفقاً للعربية نت.
وأضاف أنه على الرغم من أن جميع المحليات غير السكرية لها هياكل كيميائية فريدة، إلا أن إرشادات منظمة الصحة العالمية تشمل كلاً من المحليات الفردية وما يسمى المحليات الطبيعية والصناعية، لأن جميع المحليات، بما يشمل السكر، تستخدم نفس المسار البيولوجي عندما يتعلق الأمر بكيفية الشعور بالمذاق الحلو وبالتالي فإن كيفية استخدامها يمكن أن تؤثر على وزن الجسم وخطر الإصابة بالأمراض.
وأوضح أن إرشادات منظمة الصحة العالمية تهدف إلى منع تطور المرض، وليس لعلاج أو إدارة المرض الموجود بالفعل بما يشمل مرض السكري، مشيراً إلى أن تقديم توصيات للوقاية من المرض يختلف تماماً عن تقديم توصيات للتعامل والسيطرة على المرض. لذلك يجب مراجعة الأدلة المختلفة وإجراء تقييم مختلف من حيث المخاطر والفوائد المحتملة.
وأردف: كل هذا يجب أن يتم في سياق خطة علاجية أكبر، والتي ربما تشمل أيضاً الأدوية وتغييرات أخرى في نمط الحياة. ولكن من المؤكد أن الأفراد المصابين بالسكري يمكنهم التعامل مع حالتهم المرضية دون استخدام المحليات الخالية من السكر، مؤكداً أن مثل هذه القرارات يجب أن يتم اتخاذها على أساس فردي وبالتشاور مع الطبيب المعالج فقط.
وأكد الدكتور مونتيز أن السكر الأبيض يشكل خطراً صحياً كبيراً، شارحاً أنه عند التحدث عن السكر الأبيض، فإن ما يعنيه علماء منظمة الصحة العالمية في الواقع هو السكريات الحرة أو ما يشير إليه الآخرون غالباً بالسكريات المضافة. لذا توصي منظمة الصحة العالمية بما يلي: أن تكون الجرعة اليومية أقل من 10% من السعرات الحرارية اليومية من هذه السكريات، وأقل من 5% أفضل، بمعنى أنه بالنسبة لشخص يستهلك 2000 سعرة حرارية يومياً سيكون أقل من 50 غراماً من السكر أو الأفضل من ذلك، أقل من 25 غراماً من السكر، على التوالي.
وفي إجابة لسؤال طرحته فسيميتا غوبتا سميث حول الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل السكر الأبيض أو السكر المضاف في النظام الغذائي، قال الدكتور مونتيز إن هناك المزيد من الأطعمة والمشروبات، التي تحتوي على سكريات مجانية أو مضافة، أو مواد تحلية غير سكرية، أو كليهما أكثر من أي وقت مضى. وأضاف أنه يتم إخفاء الكثير منها في الأطعمة التي ليس بالضرورة أن يكون طعمها حلواً، مثل الخبز والحساء وصلصات السلطة ورقائق البطاطس أو رقائق البطاطس وغيرها الكثير.
وقال الدكتور مونتيز: إنه على الرغم من أن الأمر ليس سهلاً دائماً، إلا أنه يمكن تقليل تناول السكر دون استخدام محليات غير سكرية عن طريق تقليل الحلاوة الإجمالية للنظام الغذائي. لذا، يجب قراءة المعلومات الغذائية الموجودة على البضائع المعبأة، وأن يحاول الشخص إدخال المزيد من الأطعمة والمشروبات غير المحلاة في نظامه الغذائي.
وأضاف: يعد استبدال المشروبات المحلاة بالماء أو المشروبات غير المحلاة بداية رائعة وبداية سهلة. يمكن أيضاً اختيار الأطعمة، التي تحتوي على السكريات الطبيعية مثل الفاكهة عندما يحتاج الشخص إلى تناول طعام حلو المذاق، مؤكداً أن اتباع تلك الخطوات، ربما يساعد على تضاءل الرغبة الشديدة في تناول الأشياء الحلوة بمرور الوقت.
واختتم الدكتور مونتيز قائلاً: إن الأطعمة والمشروبات، التي تحتوي على سكريات مضافة أو مواد تحلية غير سكرية غالباً ما تكون معالجة بدرجة عالية ولها قيمة غذائية قليلة، وبالتالي فإن تجنب هذه العناصر سيؤدي في الواقع إلى تحسين الجودة الشاملة للنظام الغذائي.