أوضحت وزارة الصحة أن “مرض الإيدز”، هو مـرض يحـدث عنـد دخـول فيـروس نقـص المناعـة البشـري إلـى الجسـم، ويتغلّب تدريجيًّا علـى الجهاز المناعي.
ويمثّل اليومُ العالمي الذي تشارك المملكة دول العالم في الاحتفاء به، ويصادف الـ1 ديسمبر من كل عام؛ مناسبةً عالمية ومحلّية لتفعيل وتكثيف أنشطة وبرامج مكافحة الإيدز الوقائية والعلاجية؛ بهدف زيادة الوعي بفيروس نقص المناعة البشرية، وإظهار التضامن الدولي في مواجهة هذا الوباء.
وينشأ مرض الإيدز من الإصابة بفيروس الإيدز؛ وهو فيروس يتكاثر عند الدخول إلى جسم الإنسان، ويصيب الخلايا المسؤولة عن الجهاز المناعي، وتُسمّى هذه الخلايا “الخلايا التائية”، ويعيش الفيروس ويتكاثر داخل خلايا الجسم، ويقضي تدريجيًّا على الخلايا المناعية ويعيق من أدائها، الذي يتسبّب في جعل الجسم ضعيفًا ولا يقوى على مقاومة الأمراض؛ حيث يتعرض لها نتيجة بعض الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات، وبالتالي تظهر عليه الأعراض المرضية، وتتفاوت هذه الأعراض من إنسان لآخر، ومن وقت لآخر حسب ما يكون عليه مستوى الخلايا المناعية.
والإيدز “متلازمة نقص المناعة المكتسب”: هو الاسم المستخدم لوصف المرض الناتج عن عدد من العدوى والأمراض التي قد تكون مهدّدة للحياة، والتي تحدث عندما يتضرّر الجهاز المناعي بشدة بسبب عدم السيطرة على فيروس نقص المناعة المكتسب.
ويتواجد فيروس نقص المناعة البشري في سوائل الجسم للشخص المصاب؛ مثل الدم ومشتقاته، والسوائل التي تفرز خلال الممارسات الجنسية من الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي، حتى لو لم تكتمل العملية الجنسية. كما يتواجد الفيروس في حليب الأم المصابة بالإيدز، ويمكن أن ينتقل الفيروس من الفرد المصاب بفيروس نقص المناعة البشري إلى شخص سليم عند دخول أي من هذه السوائل إلى الجسم السليم من خلال الممارسات الجنسية غير المحمية “دون استخدام الواقي الذكري” مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري بجميع أنواعها، ونقل الدم الملوث أو أي من مشتقاته من شخص مصاب بالفيروس إلى شخص سليم، ومن الأم المصابة إلى الجنين أو الطفل أثناء فترة الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية، وعند التعرُّض للوخز بالإبر أو الأدوات الحادّة الملوثة بفيروس الإيدز، أو مشاركة الإبر أو الحقن مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
ولا تنتقل العدوى خلال الاتصال اليومي العادي مثل التقبيل الخارجي “غير الحميم”، المصافحة أو العناق، الطعام أو الماء، العطـاس، السـعال، السـباحة، اسـتخدام نفـس المرحـاض، تقاسـم ومشـاركة أوانـي الطعـام والشـراب، اسـتخدام نفـس السـيارة أو الحافلـة. كمـا أن فيـروس نقـص المناعـة البشـري لا ينتقـل عـن طريـق الهـواء.
وتشمل عوامل الخطر للمرض الممارسات والحالات التي تزيد من احتمال الإصابة بالفيروس؛ ومنها ممارسة الجنس مع شخص مصاب بالفيروس دون حماية “الواقي الذكري”، أو الإصابة بعدوى أخرى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي؛ مثل الزهري، والهربس، والمتدثرة “الكلاميديا”، والسيلان، والتهاب المهبل الجرثومي؛ حيث تجعل هذه العدوى الشخص أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو تنقّله للآخرين بسهولة، ومشاركة الإبر والمحاقن وسائر أدوات الحقن ومحاليل تحضير المخدّرات الملوّثة عند حقن المخدّرات، والخضوع لعمليات حقن أو نقل دم أو زرع أنسجة غير آمنة، أو الإجراءات الطبية التي تنطوي على شقّ الجلد أو ثقبه دون تعقيم، والتعرض للوخز بالإبر الملوثة بفيروس نقص المناعة البشري عن طريق الخطأ، كالذي يحدث بين العاملين الصحيين.
العلامات والأعراض
تختلف أعراض الفيروس باختلاف مرحلة العدوى، ورغم أن قدرة المتعايشين مع الفيروس على نقل العدوى غالبًا تكون في أشدّها في الأشهر القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بالعدوى؛ فإن الكثيرين منهم لا يدركون إصابتهم بالعدوى حتى مراحل متأخرة.
وتقوم العدوى بإضعاف جهاز المناعة بعد ذلك، مسببةً أعراضًا أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة، وتورّم في الغدد الليمفاوية، وفقدان الوزن، والإسهال، والسعال.
ومع استمرار الإصابة بدون علاج، يمكن للأشخاص المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، أيضًا، أن يصابوا بأمراض خطيرة؛ مثل الدرن “السل”، التهاب السحايا بالمكورات الخفية، والالتهابات البكتيرية الشديدة، وبعض أنواع السرطان مثل سرطان الغدد الليمفاوية.
يذكر أن بعض المصابين ليست لديهم أعراض على الإطلاق؛ لذا فالطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية أم لا، هي إجراء الفحص؛ حيث تساعدك معرفة حالة فيروس نقص المناعة البشرية لديك على اتخاذ قرارات صحية لمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو نقله لغيرك.
ويتمّ الفحص عن طريق عيادات المشورة والفحص الطوعي، وهي خدمة وقائية في مجال مكافحة الإيدز توفرها وزارة الصحة، تتم بسرية تامة لا يتم فيه تحديد الاسم أو الهوية، ولكن يتم إعطاء كل زائر رقمًا كوديًّا، وبطاقـة مـدوّن عليهـا هذا الرقـم الكـودي، يقدمهـا عنـد عودتـه لمعرفـة نتيجـة الفحـص، وفـي كل مـرة يحضـر للمتابعـة، وتشمل الخدمة “تقديم المشورة قبل الفحص، وإجراء الفحص لمن يرغب وبدون أي ضغط وفي سرية، وتقديم مشورة عند إعطاء نتيجة الفحص، وتقديم مشورة متابعة لمن يريد، وتحويل الزائر لأماكن الخدمة المناسبة مع الحفاظ على الخصوصية”.
طرق الوقاية
يمكن للأشخاص أن يخفضوا احتمال الإصابة بعدوى الفيروس عن طريق الحدّ من التعرّض لعوامل الخطر؛ منها “استعمال الواقي/ العازل الذكري أثناء الممارسات الجنسية، وتلقّي الرعاية الطبية للقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، وختان الذكور، والحدّ من مخاطر إصابة متعاطي المخدّرات عن طريق الحقن، تجنب مشاركة شفرات الحلاقة أو فرش الأسنان مع الآخرين، والعلاج باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية واستخدامها من قِبل الزوج السليم لأغراض الوقاية.
العلاج
يمكن السيطرة على الفيروس باتباع مقرّرات علاجية مكونة من توليفة من 2-3 أنواع من الأدوية المضادّة للفيروسات القهقرية، ولا تعالج المضادّة للفيروسات القهقرية حاليًّا الإصابة بالفيروس، ولكنها تسهم إلى حدّ كبير في كبت تكاثر الفيروس في جسم الشخص المصاب، وتسمح بتعافي جهازه المناعي وتقويته، واستعادة القدرة على التصدي لحالات العدوى الانتهازية وبعض أنواع السرطان.