قلق عالمي قوي يتزايد يومًا تلو الآخر. لذا نظمت المملكة المتحدة، أول قمة عالمية حول أخطار الذكاء الاصطناعي. وهدفت هذه القمة، التي عقدت في بلتشلي بارك، مركز فك التشفير الرمزي لرموز الحرب العالمية الثانية، إلى تحديد ومناقشة المخاطر المحتملة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل روبوتات الدردشة والمحادثة.
من الهواتف الذكية إلى السيارات، الذكاء الاصطناعي موجود بالفعل في عديد من جوانب حياتنا.. في السنوات الأخيرة، تسارع تقدم التطبيقات المرتبطة به، وبخاصة مع تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادر على إنتاج النصوص والأصوات والصور في بضع ثوان.
وتثير إمكانات تلك التقنية الجديدة آمالا هائلة: فهي يمكن أن تحدث ثورة في عديد من المجالات، مثل الطب أو التعليم أو البيئة.
لكن تطورها غير المقيد يمكن أن يؤدي أيضاً إلى مخاطر جسيمة على البشر، مثل الهجمات على الخصوصية أو حملات التضليل أو حتى إمكانية “تصنيع أسلحة كيميائية أو بيولوجية”، بحسب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وتستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتوليد النصوص والأصوات والصور، وهي قادرة على إنتاج محتوى يصعب تمييزه بشكل متزايد عن ذلك الذي ينتجه البشر. يمكن إساءة استخدام هذا المحتوى لخداع المستخدمين، لا سيما من خلال إنشاء مقاطع فيديو مزيفة أو شهادات تبدو أصلية.
هذا هو الحال بشكل خاص منذ 7 أكتوبر الماضي وبداية الحرب بين إسرائيل وحماس، التي تميزت بعديد من المحتويات المضللة الجديدة التي تتم مشاركتها كل يوم على الشبكات الاجتماعية، فقد تم نشر صورة تم إنشاؤها بوساطة الذكاء الاصطناعي، تظهر مشجعي أتلتيكو مدريد وهم يرفعون علماً فلسطينياً عملاقاً في مدرجات ملعبهم على نطاق واسع على تويتر وفيس بوك.
كما تم التلاعب بفيديو لعارضة الأزياء من أصل فلسطيني بيلا حديد؛ لجعلها تقول إنها تدعم إسرائيل.
وفي حرب المعلومات هذه بين إسرائيل وحماس، تستخدم هذه المحتويات للتأثير على الرأي العام والإضرار بسمعة الطرف المعارض.
صور “التزييف العميق” هذه التي تم إنشاؤها من الصفر بوساطة الذكاء الاصطناعي، وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الواقعية، وتمثل تهديداً للقادة السياسيين.. صور لإيمانويل ماكرون في هيئة جامع قمامة، البابا فرانسيس يرتدي سترة بيضاء مضادة للمطر، دونالد ترامب قيد الاعتقال.. وغيرها الكثير من الصور المضللة التي تمت مشاركتها على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية، ووصلت إلى ملايين المشاهدات.
الخداع وممارسة الضغط واستغلال نقاط الضعف.. فوفقاً للباحثين في هذا المجال، يمثل التلاعب إحدى المشكلات الأخلاقية الرئيسة للذكاء الاصطناعي.
ومن بين الأمثلة الأكثر شهرة، يمكننا الاستشهاد بحادثة انتحار رجل بلجيكي أقام علاقة قوية مع روبوت محادثة، قبل بضعة أشهر، وهو ذكاء اصطناعي قادر على الإجابة عن أسئلة مستخدمي الإنترنت في الوقت الفعلي. وأيضا ذلك المثال عن اقتراح المساعد الشخصي “أليكسا” لأحد الأطفال بلمس مقبس كهربائي بعملة معدنية.