قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. أحمد بن طالب بن حميد -في خطبة الجمعة-: إن الله تبارك وتعالى قد أرسل رسله بالوحي وأيدهم بالصدق ووعدهم بالنصر، وجعل وراثة الأرض للصالحين أتباع المرسلين، وتضرع طويلا في ختام الخطبة الثانية إلى الله عز وجل بأن ينصر المستضعفين في فلسطين على الصهاينة “يا من بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه كن لأهل فلسطين مؤيدا وظهيرا ونصيرا، اللهم أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، ومكنهم من عدونا يا قوي يا عزيز، اللهم عليك بالصهاينة الذين يصدون عن سبيلك، ويقاتلون أولياءك، ويكذبون رسلك، اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك، اللهم انصر المرابطين، ونج المستضعفين، واشف المرضى، وأبرئ الجرحى، وفك الأسرى، وتقبل الشهداء في بيت المقدس وأكنافه”.
وأضاف: إن القلم قد جف بما هو كائن، فلو اجتمع الخلق على النفع أو الضر لم يكن إلا ما قدره الله، فاعملوا لله بالشكر، واليقين واعلموا أن في الصبر على ما تكرهون خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، ومن أصلح قلبه أجابته بالخير أطرافه، فإذا صح الرأس فما على الجسد من بأس، وأتوا من الأقوال والأفعال لغيركم بما تحبون أن يؤتى به إليكم، وأحبوا لإخوانكم ما تحبون لأنفسكم، وجانبوا السوء وأهله.
وتابع: استحيوا من الله حق الحياء، بأن تحفظوا الرأس وما وعى والبطن وما حوى، وتذكروا الموت والبلى، وآمنوا بالله واستقيموا على أمره وتوكلوا عليه حق توكله ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ونفسوا عن المكروبين ويسروا عن المعسرين، واستروا المسلمين يستركم الله يوم الدين والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، اتقوا الله حيثما كنتم واتبعوا السيئة الحسنة تمحها، وخالقوا الناس بخلق حسن واعلموا أن في الصد عن سبيل الله خلال الأعمال، وأن في الإيمان بالتنزيل أ والعمل به صلاح البال، وأن مشيئة الله نافذة حتى يبلغ قدر الله منتهاه، قال الله عز وجل: “الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ، ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ”.