أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الكوليرا لاتزال تمثل خطراً متزايدًا على الصحة العامة على مستوى العالم، وقد أبلغت تسع دول خلال العام الجاري عن تفشي المرض على أراضيها على نطاق واسع، وهو أعلى عدد من البلدان منذ عقد من الزمن .
وقد أظهر التقرير السنوي للمنظمة أن حالات الكوليرا في عام 2022 كانت ضعف تلك الموجودة في عام 2021، وتعكس البيانات الحالية أن العام الجاري سيكون أسوأ.
وقال رئيس فريق الكوليرا في المنظمة الدكتور فيليب باربوسا إنه من غير المقبول وفاة أي شخص بسبب الكوليرا، وهو مرض بسيط للغاية وعلاجه غير مكلف، فبعد إطلاق خارطة الطريق العالمية لمكافحة الكوليرا في عام 2017 كانت الوفيات في انخفاض مطرد، لكن هذا الاتجاه انعكس منذ عام 2020، وقد بلغ عدد الوفيات المبلغ عنها خلال العام الجاري 3700 حالة وفاة أربعة أضعاف أعداد عام 2020.
وأضاف أنه في مثل هذا الوقت من العام الماضي، اتخذت مجموعة التنسيق الدولية المعنية بتوفير اللقاحات، وهي الهيئة التي تدير الإمدادات الطارئة من اللقاحات، قراراً غير مسبوق بالانتقال من نظام التلقيح ضد الكوليرا من جرعتين إلى جرعة واحدة، وجاء هذا القرار بسبب النقص العالمي الحاد في اللقاح، وبعد مرور عام، لازال العالم في الموقف نفسه، ولايزال النقص في اللقاح مستمراً بينما تستمر حالات الكوليرا في الزيادة بلا هوادة والحاجة إلى اللقاحات تتجاوز الإمدادات المتاحة، ولا يمكن أن تستخدم الجرعات المتاحة إلا للتخفيف من تفشي المرض بدلاً من منع حدوث فاشيات جديدة للكوليرا، حتى في المناطق الموبوءة والمعرضة للخطر.
ومن المتوقع أن يصل الطلب على لقاحات الكوليرا هذا العام إلى ضعف الإنتاج السنوي، وتشير تقديرات المنظمة إلى أن ما لا يقل عن مليار شخص معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا.