في دراسة حديثة نشرت في دورية Scientific Reports، قام باحثون من بولندا بفحص تأثير الجلسات المتكررة من اهتزاز الجسم بالكامل على معدلات الأيض أثناء الراحة لدى الشباب الأصحاء الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً.
ووفق موقع News Medical & Life Science، فإن معدل الأيض أو التمثيل الغذائي أثناء الراحة هو إنفاق الطاقة في الجسم عندما يكون الفرد مستيقظاً، في حالة راحة، في حالة محايدة للحرارة، ولم يمارس أي تمرين خلال الـ12 ساعة الماضية.
زيادة إجمالي إنفاق الطاقة
تعتبر زيادة معدل الأيض أثناء الراحة مفيدة في إدارة الوزن لأنها تساهم بشكل كبير بإجمالي إنفاق الطاقة. في حين أن النشاط البدني يزيد أيضاً من معدل الأيض أثناء الراحة. إلا أن مشكلة السمنة المتزايدة والأمراض المرتبطة بالسمنة أدت إلى الحاجة للمزيد من الطرق لزيادة إجمالي إنفاق الطاقة.
يعد اهتزاز الجسم بالكامل طريقة ذات تأثيرات استقلابية واعدة، بما يشمل تحسين الدورة الدموية وكثافة الجسم وقوة العضلات ووظيفة الجهاز العصبي.
تم استخدام تقنية اهتزاز الجسم بالكامل لعلاج أمراض مختلفة مثل هشاشة العظام والضمور العضلي وآلام أسفل الظهر المزمنة، وحتى تحسين نوعية الحياة بعد المضاعفات المرتبطة بمرض كوفيد-19. وأظهر اهتزاز الجسم بأكمله أيضاً تأثيرات إيجابية على معدلات الأيض أثناء الراحة، لكن تأثير الجلسات المتكررة لم يتم تقييمه بعد.
10 مرات خلال أسبوعين
تم إجراء تجربة باستخدام تقنية اهتزاز الجسم بالكامل 5 مرات في الأسبوع لمدة أسبوعين في مختبر العلاج بالاهتزاز حيث تم الحفاظ على الظروف البيئية ثابتة. وكان الاهتزاز المستخدم في هذا التدخل متذبذباً دائرياً بواسطة أخصائي فيزيولوجي أو أخصائي علاج طبيعي.
حيث كان مطلوبا من المشارك أن يكون في وضعية الانبطاح أثناء التدخل، وشملت التجربة تطبيق الاهتزاز على الأطراف العلوية والجذع والفخذين، مع تطبيق اهتزاز محلي إضافي على البطن. وخلال مدة 29 دقيقة لكل جلسة، كان نطاق التردد والتسارع والسعة للاهتزاز هو 25-52 هرتز، و6.9-13.5 م/ث2، و0.1-0.5 ملم، على التوالي.
وتم استخدام قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي الطاقة لقياس كتلة الجسم وكتلة الدهون والكتلة الخالية من الدهون ونسبة الدهون في الجسم. كما تم تسجيل قياسات ارتفاع الجسم لحساب مؤشر كتلة الجسم.
كذلك تم استخدام مذكرات غذائية مدتها 4 أيام يحتفظ بها جميع المشاركين لتقييم النظام الغذائي، مع تقييم محتوى السعرات الحرارية من قبل أخصائي تغذية مؤهل. وتم استخدام استبيان النشاط البدني لتحديد مستويات النشاط البدني. وطلب الباحثون من المشاركين تجنب ممارسة الرياضة قبل 3 أيام من القياس وعدم تناول أي منشطات مثل الكافيين أو النيكوتين.
معدل امتصاص الأكسجين
أشارت النتائج إلى أن المشاركين في مجموعة اهتزاز الجسم بالكامل كان لديهم معدل امتصاص أعلى للأكسجين أثناء الراحة ومعدل أيض أثناء الراحة بعد التدخل مقارنة بالمجموعة الضابطة.
ويعتقد الباحثون أن وضعية الانبطاح للمشاركين أثناء تطبيق اهتزاز الجسم بالكامل سمحت لهم بإلغاء تنشيط عضلات الوضع وتحفيز تجويف البطن مباشرة باستخدام الاهتزاز الموضعي.
إلى ذلك يُعتقد أن الاهتزاز الموضعي يؤثر على وظيفة الجهاز الهضمي ويؤثر بشكل غير مباشر على التأثير الحراري للغذاء، والذي يشمل الطاقة المستثمرة في المضغ والبلع والهضم وامتصاص الطعام والمواد المغذية.
التحفيز الودي للجهاز الهضمي
أفادت دراسات أخرى عن زيادة بنسبة 15.6% تقريباً في معدل الأيض المرتبط بالتحفيز الودي للجهاز الهضمي، ومن المعروف أن اهتزازات الجسم بالكامل تعمل على تحسين وظيفة الجهاز الهضمي.
وبالنظر إلى أن التأثير الحراري للطعام يساهم بشكل كبير في إجمالي استهلاك الطاقة، فإن استخدام الاهتزازات الموضعية في تجويف البطن يمكن أن يفسر الزيادة في معدل الأيض أثناء الراحة. كما يمكن أن تكون الزيادة في معدل الأيض أيضاً بسبب تحسن الدورة الدموية نتيجة للاهتزازات المطبقة على مناطق أخرى من الجسم. وتسلط نتائج الدراسة الضوء على إمكانية استخدام اهتزاز الجسم بالكامل في استهداف المشكلات الصحية المتعلقة بمعدلات التمثيل الغذائي، مثل السمنة.