حذر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية من الإطلاقات العشوائية للكائنات الفطرية في البيئات البرية أو البحرية، كذلك نقل كائنات مستأنسة وتركها في البرية، والتي شكّلت خطورة على البيئة والحياة الفطرية في المملكة.
وأوضح أن عمليات الإطلاق التي ينفذها المركز تأتي بناء على دراسات ومنهجية دقيقة تأخذ في الحسبان أن الكائن فطري في الأساس كما تشترط أصالة الكائن وانتمائه لبيئتنا الطبيعية وقدرته على التكيف وملاءمة الموائل.
وبيّن المركز أن الإطلاقات العشوائية للكائنات الفطرية تسبب آثارًا مدمرة على البيئة المحلية وما تضمه من كائنات، أهم هذه الأخطار أن الكائنات الفطرية الأصيلة في بيئتنا ستفقد قيمتها الأصيلة عند دخول أنواع غريبة وستتحول إلى أنواع هجينة لا علاقة لها بالأنواع الأصيلة وهو ما يشكل ضياع الأصول الوراثية.
وأضاف أن الإطلاقات العشوائية تتسبب في نشر أمراض مُعْدِية قد تجلبها تلك الكائنات الغريبة مما يهدد سلامة المنظومة البيئية بشكل عام، وتتحول بمرور الوقت لآفة يصعب التخلص منها، وتخلف أضرارًا اقتصادية وصحية، كما تتسبب الإطلاقات العشوائية في ضغط مباشر على الموارد الطبيعية والتسبب في شح هذه الموارد بشكل يؤثر على الكائنات الفطرية المحلية علمًا أن الأنواع الغريبة والغازية منها تأتي في المرتبة الثانية كأعلى المهددات للبيئة.
وشدد على أن الإطلاقات العشوائية في البيئة المحلية مخالفة بيئية تستوجب العقوبة حيث تنص المادة الحادية عشرة من اللائحة التنفيذية لحماية الكائنات الفطرية ومنتجاتها ومشتقاتها على منع إطلاق الكائنات الفطرية في الطبيعة داخل المملكة، مع فرض عقوبة تبلغ خمسة آلاف ريال على كل كائن فطري محلي يتم إطلاقه، وتصل الغرامة إلى مائة ألف ريال في حال كان الكائن غير محلي، مع دفع قيمة التعويضات والأضرار المترتبة على ذلك.
كما شدد المركز على أن ترك الكائنات المستأنسة (كالقطط المنزلية والكلاب) في البيئات البرية يشكل بدوره خطرًا كبيرًا على البيئة والتنوع الأحيائي من خلال الافتراس والمنافسة على الغذاء ونشر الأمراض والتهجين.
وأوضح أن التأثير يكون مباشرًا على الحياة الفطرية مثل قيام هذه الكائنات المستأنسة التي تم إطلاقها بافتراس الكائنات البرية الأصيلة، أو غير مباشر مثل تسببها في تغير سلوك الأنواع الفطرية كالتغيرات في البحث عن الطعام والتعشيش إضافة للعديد من التغيرات السلوكية والفسيولوجية.
ولفت المركز النظر إلى أن ترك الكائنات المستأنسة في البرية يتسبب أيضًا بتغير نطاق الأنواع الفطرية وحركتها، ما يؤثر على جودة الموائل ويسبب نقصًا في نجاح التكاثر ويحدث خللاً في التوازن البيئي.
ويؤكد المركز على ضرورة الالتزام من قبل أفراد المجتمع بالمحافظة على البيئة وما تضمه من كائنات ونباتات فطرية والابتعاد عن مخالفة نظام الحياة الفطرية، مشددًا على أن الوعي المجتمعي يشكل الدور الرئيس في المحافظة على المقدرات البيئية في المملكة واستعادة التوازن البيئي.