خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمدالله تعالى بدأ خطبته بقوله : معاشر المسلمين ..إن من أعظم الواجبات وأجل الطاعات وأزكى القربات أداء الحقوق والواجبات وأعظم تلك الحقوق عباد الله ، وأولاها بالأداء والوفاء عند الله ، حقوق ذوي الأرحام ، حقوق الأقرباء ، الذين أوجب الله لهم حق الصلة والمودة والوفاء ، قال الله تعالى ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).
وأكمل فضيلته الخطبة بقوله : عباد الله .. إن صلة الرحم تثير ندى العاطفة الإنسانية في القلوب فتثمر المحبة والوفاء والأخوة والصفاء ، وتميت الحقد والجفاء والبغضاء ، لهذا شرع الله تعالى صلة الرحم بالزيارة والألفة ، بالإحسان والمودة بالمواساة والرحمة ، وأخذ بذلك الميثاق على من كان قبلكم ، قال تعالى ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ) .
وأضاف فضيلته : صلة الرحم حق أوجبه الله وعبادة يتقرب بها إلى الله وإنكم ستسألون عنها بين يدي الله ، فألله الله في رحمكم وأقاربكم ، صلو من قطعكم وأعطوا من منعكم واعفوا عمن ظلمكم ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين .
وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلته : لقد حرم الله تعالى قطيعة الرحم وحذر منها ، قال تعالى ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ) ، فقطيعة الرحم ذنب وكبيرة يوجب اللعنة والعقاب وظلم يؤدي إلى إيحاش القلوب ونفرتها وتأذيها ، وأي ظلم أشد من تقطيع الوشائج وفصم عرى المحبة وتجفيف ينابيع الوداد .
واختتم فضيلته الخطبة بقوله؛ أيها الناس: الرحم أثر من آثار رحمة الله تعالى ، مشتبكة بها فمن قطعها كان منقطعاً من رحمة الله ومن وصلها وصلته رحمة الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” خَلَقَ الله الخَلْقَ فلما فرغ منه قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَت: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: ألا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَك قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ”.