ما بين قمة العشرين الاقتصادية التي عُقدت في مدينة بالي الإندونيسية عام 2022م، والقمة المقبلة 2023م التي تنطلق غداً السبت في العاصمة الهندية نيودلهي (الفترة 9 – 10 سبتمبر الحالي) حصدت المملكة العربية السعودية كثيراً من المنجزات القياسية وهي تحضر الآن كرقمٍ صعبٍ في أقوى مجتمع اقتصادي عالمي يرسم ملامح الاقتصاد الدولي.
وخلال عام مضى، حقّقت رؤية 2030 كثيراً من النجاحات النوعية، التي أبهرت العالم، وأكّدت لمَن يهمه الأمر أن قادة المملكة عقدوا العزم على التطوير والتحديث، ووعدوا بإعادة صياغة المملكة من جديد، وهاهم يوفون بالوعد على مرأى ومسمع من دول العالم أجمع.
ولأن إنجازات الرؤية خلال العام الماضي كثيرة ومتعدّدة، وتتسم بالشمولية، فمن الصعب اختصارها مجتمعة، لكن يمكن الإشارة إلى أبرزها، وهو ما كشف عنه التقرير السنوي للرؤية، الذي يرصد نجاحات الإستراتيجية في عام 2022، حيث كشف عن ارتفاع معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 17% في 2017 إلى 36% في 2022، مع تقديم ضمانات مالية من برنامج “كفالة” بقيمة 71.3 مليار ريال.
الشركات الناشئة
وأشار التقرير إلى نمو عدد المستثمرين في الجولات الاستثمارية للشركات الناشئة السعودية 83%، ما أسهم في توفير 1400 وظيفة.
وقال إن الاستثمار الأجنبي المباشر نما بنسبة 10.7% على أساس سنوي في الربع الثالث 2022.
وأورد التقرير أنه تمّ إدراج 49 شركة جديدة في السوق السعودية في 2022، منها 17 في السوق الرئيسة، فيما تم إدراج وتداول أدوات دين حكومية بنحو 103 مليارات ريال.
ولفت التقرير إلى أن قطاع الترفيه في 5 أعوام سجّل أكثر من 11 ألف ترخيص ليزيد عدد الشركات العاملة في القطاع، إلى أكثر من 3700 شركة.
وشهد قطاع الصناعة إصدار 964 ترخيصاً صناعياً جديداً بقيمة استثمارات 32 مليار ريال، فيما بدأ 1023 مصنعاً الإنتاج، فيما وفر القطاع أكثر من 51.7 ألف فرصة عمل جديدة.
وأورد التقرير أن المملكة تقدّمت 17 مرتبة عالمياً في مؤشر الأداء اللوجستي الصادر عن البنك الدولي لتصل إلى المرتبة 38 من أصل 160 دولة، كما تمّ الإعلان عن المخطط الرئيس لمطار الملك سلمان الدولي، بجانب تدشين المنطقة اللوجستية المتكاملة في الرياض، وكانت شركة “أبل” العالمية أول المستثمرين.
السكن والاقتصاد غير النفطي
ونجحت الرؤية في تحقيق نجاحات ملموسة، حيث حافظت من خلاله المملكة على مركزها؛ كونها صاحبة أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وعند رصد نجاحات الاقتصاد الوطني، تحت مظلة الرؤية، لا ينبغي تجاهل الإيرادات الحكومية غير النفطية، التي زادت بأكثر من الضعف منذ عام 2016. في وفاءٍ بما تعهدت به الرؤية في أحد أهدافها الإستراتيجية، بتقليل الاعتماد على دخل النفط، واستحداث مصادر دخل جديدة، تتمتع بالاستدامة والنمو، بعكس النفط الذي تتذبذب أسعاره بحسب الظروف الاقتصادية والسياسية في العالم.
ومن الإنجازات المهمة للرؤية أيضاً، أنها نجحت في التحدّي الأكبر، بزيادة نسبة تملك المواطنين للمنازل، وحل أزمة السكن التي عانى منها المجتمع السعودي في وقتٍ سابق، حيث وعدت الرؤية بالوصول إلى نسبة تملك للمساكن، تصل إلى 70% بحلول عام 2030، واليوم تحقق الرؤية نسبة جديدة، وزادت ملكية المنازل بأكثر من 13%، ويحظى اليوم أكثر من 60% من السعوديين بملكية منازلهم.