تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن عصير الغريب فروت، رغم أنه غني بالفيتامينات والمعادن، إلا أنه قد يكون مميتًا في بعض الأحيان.
ومن المعروف أن العشرات من الأدوية تتفاعل مع هذا المشروب؛ ما يسبّب آثارًا جانبية خطيرة وأحيانا تهدّد الحياة؛ حيث أظهرت الدراسات أن السبب في ذلك هو أن الغريب فروت يحتوي على نسبة عالية من الفورانوكومارين “furanocoumarins”.
ويمكن لهذه المركبات الكيميائية أن تقلّل أو تعزّز بعض الأدوية الموصوفة والأدوية المتاحة دون وصفة طبية، والتي يمكن أن تكون قاتلة لدى بعض الأشخاص؛ وفق ما نقلت “روسيا اليوم”.
وقال اختصاصي علم الأدوية شيو مي هوانغ، من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية “FDA”: “إن العصير يسمح بدخول المزيد من الدواء إلى الدم، وعندما يكون هناك الكثير من الدواء في الدم، قد يكون لديك المزيد من الآثار الجانبية”.
وتذكر هيئة الخدمات الصحية الوطنية “NHS” الأدويةَ الآتية التي يحتمل أن تتأثّر بالغريب فروت: “الأدوية الخافضة للكوليسترول “الستاتينات مثل سيمفاستاتين وأتورفاستاتين”، أدوية ضغط الدم وأمراض القلب “حاصرات قنوات الكالسيوم مثل أملوديبين، فيلوديبين، لاسيديبين، ليركانيديبين، نيكارديبين، نيفيديبين، نيموديبين، فيراباميل”، وأدوية منع تجلط الدم “مضادات التخثر مثل الوارفارين”، ومضادّات الصفيحات “مثل كلوبيدوجريل، تيكاجريلور”، ومثبطات المناعة “مثل السيكلوسبورين، والسيروليموس، والتاكروليموس”، وأدوية مرض كرون “مثل بوديزونيد”، وعلاجات السرطان السامة للخلايا، والأدوية المضادة للقلق “مثل بوسبيرون”، وأدوية لعلاج عدم انتظام ضربات القلب “مثل الأميودارون”، ومضادات الهيستامين “مثل فيكسوفينادين””.
لكن هذه القائمة ليست شاملة، ويجب على المرضى التحدث إلى أخصائي قبل تناول الغريب فروت عند تناول الدواء؛ حيث يقول العلماء: إن الفورانوكومارين يتداخل مع الطريقة التي ينتج بها الجسم السيتوكروم P450 3A4 “أو CYP3A4″، بشكل رئيسي في الكبد والأمعاء الدقيقة، ويساعد هذا الإنزيم على تفكيك الأدوية، وقد يكون كوب واحد من عصير الغريب فروت كافيًا للتأثير على قدرته.
وقد ينتج عن هذا ضربات القلب السريعة، وانهيار الأنسجة العضلية، وسمية نخاع العظم، وضيق التنفس، ونزيف الجهاز الهضمي، والفشل الكلوي. وفي الحالات القصوى، ولكن التي تبدو نادرة أيضًا، يمكن أن تكون هذه التفاعلات قاتلة.
وإذا كنت تتناول دواء مهمًّا، فعليك أن تسأل طبيبك أو الصيدلي إذا كنت بحاجة إلى أن تكون على دراية بأي تفاعلات محتملة، وتأكد من قراءة أي معلومات مقدمة مع الدواء الخاص بك، وسيكون تناول الدواء مع كوب من الماء هو الخيار الأفضل.