تعد التربية أحد الضروريات الأساسية للأطفال من أجل الوصول إلى النمو الشامل والسليم. ويوجد العديد من أنواع التربية الشائعة حول العالم، على الرغم من أن كل طفل فريد وربما لا يناسبه ما يناسب الآخرين، فإن بعض الرؤى يمكن أن تساعد في العثور على الأسلوب التربوي الأنسب والأفضل.
وبحسب ما نشرته صحيفة “تايمز أوف إنديا” Times of India، يحتاج الوالدان إلى التمييز الصحيح بين الرعاية والانضباط، ففيما يتعلق الأمر بخلق بيئة داعمة لتشجيع النمو والتطور، فإنه ينبغي وضع حدود وضوابط معقولة لضمان سلامة الطفل وتكوين شخصية.
تحالف الدفء الأسري والتوجيه
إن الأبوة والأمومة الموثوقة هي التحالف المتبادل بين الدفء الأسري والتوجيه مع معايير وضوابط محددة. وتشجع البيئة التي يسودها الحب والتواصل، مع وضع معايير معقولة أيضًا، على بناء القدرة على الاستقلال والتفكير لدى الأطفال الذين يتمتعون بالقدرة على الإحساس بالكيان العائلي.
وتقول أخصائية الأطفال دكتورة تانيا ميهرا: “إن الأبوة والأمومة المتساهلة، رغم حسن النية، فإنها تمنح قدرا كبيرا من الحرية، وهو ما لا يمكن أن يُنتج الإبداع. لذا، فمن الضروري إنشاء هيكل ما لاستمرار التنمية الدائمة”.
أبوة وأمومة استبدادية
وتتميز الأبوة وأمومة الاستبدادية بالكثير من القواعد المقيدة تماما، وتوقعات عالية، وقدر محدود من المرونة. لكن في الوقت الذي يمكن أن يكون فيه الانضباط أمرًا مهمًا، فإن التركيز على السيطرة على الأمور، يمكن أن يفقد الطفل القدرة على اتخاذ القرارات المتعلقة وتتلاشى مهاراته لحل المشكلات. إن إحداث التوازن بين الانضباط والفهم هو مفتاح الأبوة والأمومة السليمة والصحية.
وتقول دكتورة ميهرا إن انخفاض مستوى مشاركة الوالدين في حياة الطفل وتربيته لها آثار سلبية على المديين القصير والبعيد، مشيرة إلى أن إيجاد حل وسط بين توفير الاستقلالية والتواجد أمر ضروري لرفاهية الطفل. وتضيف ميهرا قائلة إن “الأطفال يزدهرون عندما يتلقون الدعم والتوجيه من والديهم”.
روابط عاطفية مفرطة
وعلى النقيض، بحسب دكتورة ميهرا، يوجد نمط آخر هو تربية التعلق التي ترتكز على إنشاء روابط عاطفية قوية بين الوالدين والطفل. ويلزم أن يصاحب أسلوب التعلق التربوي مفهوم رعاية يقوم على التنسيق لأنه من الضروري أن يكون هناك قدر معقول من الاستقلالية للأطفال أثناء نموهم.
وتتمحور التربية الإيجابية حول طرق التعزيز والثناء والتوجيه السلوكي. ويشجع أسلوب التربية الإيجابية الأطفال على التعلم من خلال تحسين الأداء وتعزيز الثقة بالنفس بشكل صحي. ويعد التوازن بين التوجيه والانضباط بمثابة حجر الأساس لنمو الطفل الشامل.
ويشمل الدور التربوي للآباء إعداد الأطفال لمواجهة التحديات في الحياة بالمراحل العمرية التالية. ويجب أن يوضع في الاعتبار استغلال كافة الظروف والفرص لمساعدة الطفل على التكيف واكتساب مهارات حل المشكلات مع تزويده بالأدوات اللازمة للتنقل في مرحلة البلوغ بسهولة وأمان.
ووفقا لدكتورة ميهرا، فإن “التواصل هو حجر الزاوية في أي أسلوب تعليمي فعال. إن التعاطف في المحادثات وقضاء وقت كافي مع الطفل يبني الثقة ويقوي علاقته بالوالدين وبالمجتمع لاحقًا.
تكييف أسلوب التربية
إن كل طفل فريد من نوعه، ولا يوجد نوع واحد يناسب الجميع في تربية الأبناء. لذا، فإنه من الضروري تكييف أسلوب التربية الرئيسي حسب طبيعة واهتمامات الطفل ووفقًا لاحتياجات كل مرحلة مستجده، بهدف حصول الطفل على الدعم الذي يحتاجه للنجاح.
إن بناء بيئة تهتم باحتياجات الطفل بشكل كبير وشامل ومعرفي، يتطلب البحث عن الخيارات المناسبة للجمع بشكل صحي بين التوجيه والانضباط والحب، مما يضمن ازدهار الطفل خلال رحلتهم عبر الحياة.