توصلت دراسة جديدة، نُشرت في دورية Annals of Internal Medicine، إلى أن أولئك الذين شاركوا في الصيام المتقطع وأكلوا كل سعراتهم الحرارية في غضون ثماني ساعات فقدوا نفس القدر من الوزن مثل أولئك الذين تناولوا الطعام وقتما أرادوا لكن مع تقييد السعرات الحرارية.
وفقًا لما نشرته صحيفة “نيويورك بوست”، قام باحثون في جامعة كولورادو بإجراء تجربة شارك فيها 90 بالغًا، تم تقسيمهم إلى مجموعة تتناول ما تشاء لكن في الفترة ما بين الظهر والساعة الثامنة فقط، فيما قام المشاركون في المجموعة الثانية بتناول الطعام وقتما شاءوا لكن مع تقييد السعرات الحرارية بنسبة 25%؛ وبالطبع كانت المجموعة الثالثة هي مجموعة الضابطة، أي التي لم يتم تغيير مواعيد أو عدد السعرات الحرارية لوجباتهم الغذائية.
فارق ضئيل على الميزان
نجح المشاركون في التجربة في التمسك بالنظام الغذائي المخصص لهم ولم يبلغوا عن أي آثار جانبية ضارة من أي منهما.
ومقارنة بالمجموعة الضابطة، فإن أولئك الذين قيدوا السعرات الحرارية ولكن لم يقيدوا الإطار الزمني استهلكوا 405 سعرات حرارية أقل في اليوم وفقدوا حوالي 5 كيلو غرامات إضافية في المتوسط بعد عام واحد. أما أولئك، الذين شاركوا في مجموعة الصيام المتقطع فقد استهلكوا 425 سعرة حرارية أقل في اليوم وفقدوا حوالي 4.5 كيلو غرام إضافي.
الطريقة الأكثر فاعلية
تدعم النتائج السابقة الدراسة الجديدة، مما يشير إلى أن حساب السعرات الحرارية لا يزال الطريقة الأكثر فاعلية لإنقاص الوزن غير المرغوب فيه.
قال شوهاو لين، اختصاصي التغذية والباحث الرئيسي في الدراسة، إن “تناول الطعام المقيّد بالوقت (الصيام المتقطع) أصبح نظامًا شائعًا لفقدان الوزن”، لكن ترجع “الزيادة المفاجئة في شعبية [نظام الصيام المتقطع] على الأرجح إلى بساطتها المطلقة وحقيقة أنها لا تتطلب من الأشخاص حساب السعرات الحرارية لفقدان الوزن.”
الصيام المتقطع
وفقًا لجونز هوبكنز ميديسن، يتضمن نظام الصيام المتقطع تناول الطعام فقط خلال فترة زمنية محددة، والتبديل بين الصيام وتناول الطعام وفقًا لجدول زمني منتظم.
إن هناك فئتين فرعيتين مختلفتان لنظام الصيام المتقطع. في إطار نظام 16: 8 الغذائي، يمكن للشخص أن يأكل لمدة ثماني ساعات في اليوم ويصوم 16 ساعة. كما أن هناك نظام 5: 2 الغذائي، والذي يتضمن تناول الطعام بشكل طبيعي لمدة خمسة أيام من الأسبوع وتقييد السعرات الحرارية في وجبة واحدة من 500 إلى 600 سعرة حرارية اليومين الآخرين.
يعتقد أنصار نظام الصيام المتقطع 16: 8 أنه يحسن التحكم في نسبة السكر في الدم، ويعزز وظائف المخ ويزيد من العمر. لكن يمكن أن يؤدي اتباع نظام الصيام المتقطع إلى الإفراط في تناول الطعام خلال فترة الثماني ساعات، مما يؤدي إلى زيادة الوزن حتمًا. كما سبق أن أشارت نتائج دراسة، أجريت في نوفمبر 2022، إلى أن الصيام المتقطع وتخطي وجبة الإفطار يرتبطان بزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
تقييد السعرات الحرارية
في غضون ذلك، فإن هناك القليل من الأدلة على أن حساب السعرات الحرارية يساعد في إنقاص الوزن، وفقًا لأخصائي الأوبئة والتغذية في المملكة المتحدة، الذي يقول إنه يجب التركيز على جودة الطعام بدلاً من تقييد السعرات الحرارية، على الرغم من أن نظام تقييد السعرات الحرارية، وفقًا لما توصل إليها باحثون في جامعة جونز هوبكنز، لا يزال يعتبر أفضل من الصيام المتقطع.
نتائج ذات أهمية قصوى
بغض النظر، يعتقد باحثو الدراسة الجديدة أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تكون مفيدة للصيام المتقطع – خاصة وأن الكثيرين يشعرون بالإحباط ويكافحون من أجل تتبع كل سعرات حرارية يتم استهلاكها يوميًا، في حين أن قيود الوقت “يمكن أن تتجنب هذا المطلب”، حيث قال الباحث لين: إن “الساعة بدلاً من مراقبة السعرات الحرارية، بينما لا تزال تنتج تحسينات في الوزن وصحة القلب والأوعية الدموية”.
وأضاف لين: “تظهر الأدلة أنه عندما يقصر الأشخاص المصابون بالسمنة فترة تناول الطعام على ست إلى ثماني ساعات يوميًا، فإنهم يقللون بشكل طبيعي من استهلاك الطاقة بمقدار 350 إلى 500 سعرة حرارية”، مشيرًا إلى أنه “من وجهة النظر السريرية، تعتبر هذه النتائج ذات أهمية قصوى.”
وشدد الباحثون، في ختام توصياتهم، على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة من الذي سيستفيد بشكل خاص من هذه الأنواع من الأنظمة الغذائية.