أكدت مدينة الملك سعود الطبية على الأسر أهمية التهيئة النفسية للأطفال قبل تعريضهم لمشاهدة ذبح الأضاحي، حيث يُمكن أن يتأثر الطفل نفسيًا بسببها وينعكس على سلوكه؛ مما يجعله عدوانيًا، حيث أن الطفل لا يعي المعنى الخاص بذبح الأضحية، لافتة إلى ضرورة الحذر من المشهد، والوقاية منه عن طريق تأقلم الطفل عليه وتقبله بطريقة صحيحة لا تؤثر على نفسيته.
وأشارت بوجوب تثقيف الأبناء بشعائر دينهم وأن هذه سنة يتبعها المسلمون كل عام في عيد الأضحى المبارك وإراقة الدماء في يوم النحر الأكبر اقتدائًا برسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ويجب فيها على الإنسان الالتزام والتقيد بالسلامات والسلوكيات الصحيحة في ذبح الأضحية والحفاظ على النفس من الأذى وعدم تعريضها للخطر أثناء مباشرة الذبح وكذلك الابتعاد عن المناطق التي يتم فيها الذبح ضمانًا لعدم الإصابة من الأدوات الحادة.
وقالت المدينة هناك نصائح تتمثل في اختصار مشاهدة ذبح الأضاحي لمن تتجاوز أعمارهم 9 أعوام؛ معللة ذلك بأن الطفل لا يدرك المعنى والهدف من الذبح، وقد يراه مشهدًا عدوانيًا مرعبًا ضد هذا الكائن الطيب الذي أحبه وارتبط به لمدة أيام قبل العيد.
وأشارت إلى أن جانب من الأعراض التي قد يتعرض له الطفل أثناء متابعة ذبح الأضاحي، سرعة في ضربات القلب وانهيار عصبي وتوتر، وتراود الطفل كوابيس ليلية مستمرة حيث يرسخ في ذهنه مشهد الذبح ويكتسب عادة العنف لأن العنف كان شيئًا مقبولًا أمامه من الكبار وشاهدهم وهم يفعلون ذلك فلا يجده أمرًا مستنكرًا أو خاطئًا، كما أن هناك إمكانية إصابة الطفل بموجة من الانعزال عن الجميع، ورفض تناول الطعام وخاصة اللحوم لأنه يتذكر الخروف الذي يعد بالنسبة له لعبته أو صديقه الذي قُضي عليه.
وأبدت أسفها إلى محاولة الطفل بإظهار القوة المزيفة والمؤقتة وقدرته على مواجهة الموقف، لكن هذا التصرف ما هو إلا كبت لمشاعره لأنه يتعرض لموقف فوق مستوى إدراكه العقلي والنفسي وربما يسبب له صدمة نفسية وعصبية ينتج عنها لا قدر الله خوف شديد من الحيوانات ورعب دائم من منظر الدم وعقدة نفسية من أكل اللحوم، وقد يعاني من بعض المشاكل مثل التبول اللاإرادي والفزع الليلي وقضم الأظافر أو لعق الأصابع أو التهتهة والانطواء والعزلة، وإذا كان الطفل أقوى إلى حد ما فقد يقوم بتقليد المشهد فيما بعد.
وأشارت إلى اختلاف درجة التأثير السلبي على الطفل بحسب طبيعة كل طفل وقوته النفسية ودرجة حساسيته واستيعابه للموقف، لذلك يجب الانتباه لردة فعل الطفل جيدًا وتهيئته، وتعد مسألة التهيئة والتدرج مهمة جدًا للطفل فمن الممكن أن نبدأ معه من عمر أربعة سنوات عن طريق سرد قصص مصورة عن الحيوان في القرآن لأنه يستطيع استياعبها بشكل جيد، ويعلم أن الله خلق الحيوانات كي يستفيد الإنسان منها وهنا يعلم أن الخروف والبقر يستفيد منه الإنسان في الأكل.