اعتبرت وكالة «بلومبيرغ» مستوى وكيفية استقبال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بكين سيقدم تلميحات حول مدى استعداد الصين لاجتماع على أعلى المستويات، بمعنى احتمال أن يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ الزائر الغربي، إلا أنه من المستبعد أن تحل كل الخلافات بين القوتين الاقتصاديتين الكبيرتين في العالم، خلال هذه الزيارة.
واستبقت واشنطن أي خيبة أمل ممكن أن تحصل بخفض توقعاتها من الزيارة. واعتبر كبير مسؤولي آسيا في البيت الأبيض كورت كامبل أن زيارة بكين ليست بنية تحقيق نوع من الاختراق أو التحول في الطريقة التي يتعامل بها الطرفان مع بعضهما بعضا، لافتا إلى أن هناك أكثر من 12 قضية رئيسية أو ملف خلافي بينهما، منها أوكرانيا وتايوان وبحر الصين الجنوبي وغيرها.
ويعتقد مراقبون أن هدف بلينكن حالياً يقتصر على محاولة تثبيت العلاقات بين البلدين وجعلها أقل تقلباً، خصوصا أن عواقب عدم استقرارها وخيمة على الاقتصاد العالمي.
وكان من المفترض أن تتم زيارة بلينكن في فبراير الماضي، وعلى خلفية اللقاء الذي جمع لأول مرة قادة البلدين جو بايدن وشي جين بينغ في أواخر عام 2022، لكن العلاقات توترت بسبب سلسلة من المشاحنات والاتهامات.
ولفت المراقبون إلى أن الأمر الأخطر تمثل في الاحتكاكين العسكريين فوق بحر الصين الجنوبي، وثانيهما في مضيق تايوان. ومن المرجح أن يشدد بلينكن على أهمية هذا الاستقرار في العلاقات بين البلدين، وربما يقترح كخطوة أولى استعادة خطوط الاتصال فقط، خصوصا فيما يتعلق بالمسائل العسكرية.
وفيما يتعلق بتايوان، فإن هذا الملف سيبقى الأكثر حساسية في العلاقات بين البلدين، إلا أن بلينكن سينقل رسالة مفادها أن إدارة بايدن لا تحاول زعزعة الوضع الراهن، ومن المستبعد تحقيق أي اختراق في هذا الملف.
وليس مستبعدا أن يتحدث الجانبان عن الجهود الأمريكية الحاصلة لإحباط طموحات بكين التكنولوجية خصوصا القيود المفروضة على بيع المعدات الصينية لصنع أشباه الموصلات المتقدمة، وإن كانت واشنطن تهدف حالياً إلى التعاون مع بكين في عدة قضايا.
ويعتقد المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية داني راسل، أن لكل طرف مصلحة في هذه الزيارة، فالصين تأمل في تجنب قيود أمريكية جديدة على التكنولوجيا وأي دعم جديد لتايوان. أما واشنطن فترغب من جهتها في منع أي حادث يحتمل أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية.
ومن المؤكد في رأي محللين سياسيين أن زيارة بلينكن القصيرة لن تحل المشاكل الكبيرة في العلاقات بين البلدين، ولن تحول دون متابعة البلدين أجندتهما التنافسية، لكن ربما تعيد إحياء الحوار المباشر بينهما لحل بعض القضايا الخلافية.