رأس معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، وفد المملكة المشارك في أعمال الدورة الثانية لجمعية “موئل الأمم المتحدة” التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، في العاصمة الكينية “نيروبي”، والمنعقدة خلال الفترة من الـ5 -9 لشهر يونيو الجاري، والذي يهدف الى المشاركة لمناقشة عدد من الخطط الإستراتيجية لبرنامج المستوطنات البشرية، واستعراض التجارب الناجحة، تحت عنوان (مستقبل حضري مستدام من خلال تعددية شاملة وفعالة) لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في أوقات الأزمات العالمية.
وألقى معالي الأمين كلمة المملكة على هامش اجتماع أجندة الدورة الثانية لمؤتمر موئل الأمم المتحدة، تحدث فيها عن النهضة الحضرية في السعودية، التي بذلت جهدًا كبيرًا في التخطيط الحضري منذ الستينيات الميلادية، ومازال التطور مستمرًا في كافة مدن المملكة، مشيرا إلى مشاركة المملكة في عام 2016 م بمؤتمر الموئل الثالث بوفد ترأَّسَهُ معالي وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، عُرِضَت حينها العديد من المبادرات المهمة في المملكة إبَّان تلك الفترة، والتي تلائم رَفاة العيش وتحقق الاستدامة الحضرية، وكانت بمثابة مرحلة مختلفة للتنمية.
وأضاف معاليه: “في العام نفسه، أُطلقت المملكةُ رؤية 2030 التي حددت تطلعاتٍ ومستهدفاتٍ مهمة لبلادنا، وشكلت نقلةً مهمةً في تحديد الأفق الذي نسعى إليه والأحلام التي نريد تحقيقها، وجاءت الرؤية لتؤكد على تنويع الاقتصاد، والتركيز على قطاع الثقافة والترفيه، ومبادرات وخطط تسهيل تملّك الإسكان، والانفتاح على السياحة، والاستثمار الأجنبي، والاستفادة من التقنيات الجديدة، وتمكين المرأة والشباب”، مشيرا إلى أن كل ذلك من أجل التحسين والارتقاء بجودة حياة المواطنين وجميع زوّارها من مقيمين وسياح.
وتطرق معالي الأمين إلى عدد من المشاريع التي يمكن أن تشارك المملكة فيها العالم، أبرزها، مشروع الرياض الخضراء، (وهو جزء من مبادرة السعودية الخضراء)، والذي يهدف إلى زيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية من 1.5٪ إلى 9٪، وزراعة 7.5 مليون شجرة في الشوارع بحلول عام 2030، ومشروع “وسط جدة” الذي يهدف إلى الاستفادة من موقع جدة الإستراتيجي وتاريخها، باعتبارها بوابة للبحر الأحمر، كما يهدف إلى البناء على المزايا التنافسية بإلهامٍ من تاريخ المكان وثقافته العميقة، تعزيزًا لتنوع الموقع وأصالته الاجتماعية.
كما نوه إلى تجربة برنامج الإسكان (وهو أحد برامج رؤية المملكة 2030) ، الذي خدم ما يزيد عن مليون و400 ألف أسرة سعودية، ضمن إطار خلق مدن ذات بيئة عمرانية متميزة تليق بساكنيها، وسعيًا إلى رفع نسبة التملك لتصبح 70% بحلول عام 2030، عبر إطلاق العديد من المبادرات وباقات الدعم وتنوع المنتجات السكنية وتعزيز المعروض العقاري، لافتا إلى ما يقدمه القطاع البلدي؛ لأكثر من 40% من الخدمات في المدن السعودية، عبر 17 أمانة و 268 بلدية، دورٌ أساسيٌّ في تنمية المدن وإدارتها، وقد اعتمدت إستراتيجية المدن الذكية في القطاع البلدي والتي نسعى من خلالها إلى تقديم أكثر من 200 خدمة ذكية معتمدة على الذكاء الاصطناعي والبيانات، في مجالات مختلفة.
وأكد معاليه في ختام الكلمة على تقدير المملكة للجهود التي يقدمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في دعم كافة الدول من خلال مشاركته التجارب الرائدة، وتقديمه الدعم الفني الذي يحفز الجميع على التعاون في دعم البرنامج لتمكينه من تنفيذ إستراتيجيته الجديدة حتى 2027.
يذكر أن جمعية “موئل الأمم المتحدة” التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، تعنى بالمبادئ التوجيهية على نطاق منظومة الأمم المتحدة بشأن المدن والمستوطنات البشرية الأكثر أماناً، وتعزيز بناء القدرات من أجل تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة والأبعاد الحضرية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، إضافة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين عن طريق عمل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من أجل دعم إيجاد مدن ومستوطنات بشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة، والتي تشارك بها الدول الأعضاء بالجمعية لبحث أنشطة “موئل الأمم المتحدة “واستعراض الخطط الحضرية الجديدة و التنمية المستدامة لعام 2030، سعيا منها في زيادة المشاركة و الإسهامات من الحكومات من الشركاء في عمل الجمعية من أجل الوصول إلى الأهداف المشتركة لتحقيق وتنفيذ الخطة الحضرية الجديدة وأهداف التنمية المستدامة للعام 2030.)
.