أكد سفير مملكة البحرين لدى المملكة الشيخ علي بن عبدالرحمن آل خليفة أهمية القمة العربية في ظل الوضع الراهن وما تشهده المنطقة من تغيرات.
وقال آل خليفة: تنعقد هذا العام في مدينة جدة والمناخ الإقليمي يسوده الكثير من الأمل لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في الأمن والاستقرار والرفاه.
وأردف قائلاً في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: “قمة جدة ستعقد عقب الاتفاق السعودي الإيراني مارس الماضي برعاية صينية، إذ تشكل خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية، وإقامة العلاقات الدولية على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل، وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وغيرها من مبادئ القانون الدولي”.
وبين السفير البحريني أن انعقاد القمة في جدة بمشاركة الجمهورية العربية السورية، سينعكس إيجاباً على الأزمة السورية، وحدوث تقدم في حل قضية اللاجئين السوريين في المنطقة بعودتهم إلى بلادهم في ظل الظروف الحالية المواتية.
وأوضح أن جدول أعمال القمة العربية يحفل بالعديد من القضايا الإقليمية والدولية، سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً كإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والاتحاد الجمركي، وتفعيل اتفاقية النقل العربية وغيرها، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة القضايا السياسية وهي القضية المركزية للأمة العربية، وأيضاً قضية السلام والتنمية في السودان، كما أن هناك عدداً من القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي ستكون حاضرة على جدول أعمال القمة العربية.
وأشاد آل خليفة بالدور الكبير الذي قامت به المملكة العربية السعودية خلال عملية إجلاء مواطني دول العالم من السودان ومنهم مواطنو مملكة البحرين، مقدراً جهودها الدبلوماسية ومساعيها الحميدة في توقيع “إعلان جدة” بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للوصول إلى حل للأزمة عن طريق الحوار السلمي، متطلعاً إلى أن تكون نتائج هذه القمة تكريساً لعمل عربي مشترك يلامس تطلعات الدول العربية وشعوبها.
وأضاف “إن المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وبإرادتها الصلبة وإسهاماتها الكبيرة تعمل على تقوية الصف العربي ووحدته ليكون قادراً على التعاطي مع مختلف القضايا والتصدي للتحديات الراهنة التي تمس أمن الدول واستقرارها”.
ونوه السفير آل خليفة بدور المملكة والاستعدادات الكبيرة التي تقوم بها لاستقبال هذا الحدث العربي المهم، مشيداً بالدور الإقليمي الكبير الذي تضطلع به الشقيقة الكبرى “السعودية” لتسوية القضايا العربية وتعزيز التضامن العربي، وأن هذه القمة ستكون بإذن الله قمة ناجحة تخرج بقرارات فعالة تخدم القضايا العربية وتعزز من العمل العربي المشترك.
وفيما يتعلق بدور منظومة التعاون الخليجي في دعم العمل العربي المشترك، أوضح أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإيمانها الثابت ويقينها الذي لا يتزعزع، دائماً ما تؤكد على أهمية التضامن العربي وتوحيد الكلمة إزاء ما يواجه الأمة العربية في هذا المفصل التاريخي المهم الذي يتطلب من جميع الدول العربية التكاتف ونبذ الخلافات ورص الصفوف لمواجهة التحديات.
وأشار إلى أن دول مجلس التعاون تدرك جيداً أهمية هذه القمة التي تنعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة وتحديات كبيرة تشهدها المنطقة العربية والعالم، مما يتطلب اتخاذ التدابير والآليات الجادة اللازمة التي تساعد الدول العربية على عبور هذه المرحلة بسلام حفاظاً على كيان الأمة ودفاعاً عن مستقبل الأجيال القادمة بخطى واضحة وثابتة في إطار روح التضامن العربي وحماية الأمن الجماعي العربي ودعم العمل العربي المشترك، مؤكداً أن دول المجلس تسعى جاهدة، للنهوض بمستويات التنسيق والتشاور بين الدول العربية لتقوية وحدة الصف العربي خاصة في هذه المرحلة الهامة والدقيقة التي تمر بها الأمة العربية، لتوحيد المواقف العربية إزاء مختلف القضايا المصيرية، ولن تأتي ذلك إلا من خلال تطوير منظومة العمل الجماعي العربي بما يحفظ للدول العربية وحدتها وسيادتها واستقرارها.