قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، السبت، إن الطرفين المتحاربين في البلاد منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات وأقرا بأن الصراع الذي اندلع منذ أسبوعين لا يمكن أن يستمر.
ماذا قال فولكر بيرتس؟
قال المبعوث فولكر بيرتس لوكالة “رويترز” إن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية وإما في جوبا بجنوب السودان.
استطرد قائلا إن ثمة سؤالا عمليا حول إذا ما كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين “للجلوس معا فعليا”.
أضاف أنه لم يُحدد جدول زمني لإجراء محادثات.
أشار بيرتس إلى أنه قال لمجلس الأمن إن كلا من الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع، وذلك خلال أحدث إفادة منذ يومين، لكنه قال أيضا إن المواقف تتغير.
أضاف: “يعتقد كلاهما أنه سينتصر، لكن كليهما أكثر انفتاحا نوعا ما على المفاوضات. لم تكن كلمة مفاوضات أو محادثات حاضرة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك”.
ذكر بيرتس أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه “الاستسلام أو الموت”، يقولان أيضا “حسنا، إننا نتقبل… شكلا ما من المحادثات”.
تابع: “أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر”.
تصريحات عالية النبرة
ويمثل هذا الحديث بصيص أمل حتى في ظل تواصل القتال والمواقف المتباعدة جدا.
بدت احتمالات إجراء مفاوضات بين زعيمي الطرفين واهية حتى الآن، خاصة بعد تصريحات عالية النبرة من جانب طرفي النزاع.
أمس الجمعة، قال قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، في تصريحات صحفية إنه لن يجلس أبدا مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، ووصفه بأنه “زعيم التمرد”.
قال دقلو، المعروف باسم “حمديتي”، إنه لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال.
وقُتل المئات منذ 15 أبريل حينما تفجر صراع طويل على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع متحولا إلى قتال.
وبينما يشن الجيش ضربات جوية يومية ويقول إنه لا يزال يسيطر على المنشآت المهمة، يقول السكان إن لدى قوات الدعم السريع وجود قوي على الأرض في العاصمة الخرطوم.
وتسبب القتال بين الطرفين في إلحاق الضرر بالبنية التحتية للكهرباء والمياه والاتصالات واجتاحت أعمال النهب الشركات والمنازل.
وفر عشرات الآلاف من السودانيين إما إلى بلدات أخرى وإما إلى الدول المجاورة.
الآلية التي لا تحتمل التأخير
وقال بيرتس إن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية مراقبة لتنفيذ الهدنات التي وافق الطرفان عليها عدة مرات لكنها فشلت في إيقاف القتال.
وقال بيرتس إن علامات على قرب اندلاع صراع كانت ظاهرة في بداية أبريل، إذ كافح الوسطاء الدوليون والمحليون لتخفيف حدة التوتر، لكنهم اعتقدوا أن “وقف تصعيد مؤقتا” تحقق في الليلة السابقة لاندلاع القتال.