في الوقت الذي كشفت فيه تقارير إعلامية عن استعداد هيئة المحلفين لتوجيه لائحة اتهامات جنائية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن دفعه أموالا لممثلة الأفلام الإباحية ستورمى دانيلز لشراء صمتها عن علاقة غرامية جمعتهما قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، تتصاعد التساؤلات حول تأثير تلك الخطوة المحتملة على خوض ترامب السباق الرئاسي العام المقبل.
وفي هذا الإطار، اعتبر خبراء سياسيون أن احتمال توجيه لائحة اتهام لترامب لا يقوض مسار حملته الانتخابية كثيرا، حيث يمكنه إدارة حملته من السجن، لكنه سيضع مستقبل ترشحه للرئاسة على المحك، وينذر بأزمة دستورية واضحة في حالة فوزه بالانتخابات وإدانته رسميا.
وقال بول كويرك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كولومبيا البريطانية في كندا، لمجلة “نيوز ويك” الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الخميس، إن ترامب قد “يتحدث إلى جمهور التلفزيون من منصة في ساحة سجن”، حيث ستواجه “إدارة السجون ضغوطًا سياسية شديدة لاستيعاب أنشطة حملته”.
وأكد كويرك أنه “لن يكون هناك حاجز قانوني أمام قيامهم بذلك، ومن المرجح أن يتمكن ترامب من عقد مسيرات افتراضية بانتظام، مرتديا بدلة زرقاء وربطة عنق حمراء، وخلفه صف من الأعلام الأمريكية”.
وأشار إلى أنه “من وجهة نظر دستورية، ستكون هناك أسباب قوية للسماح له بالقيام بحملة والسماح للشعب بتقرير ما يجب فعله مع سجله الإجرامي”.
واستبعد ديفيد بيتمان، أستاذ مساعد بجامعة كورنيل في نيويورك، أن يدير ترامب حملته من السجن”، قائلا إنه “ما لم تتم إدانته قبل أو أثناء الانتخابات التمهيدية أو قبل نوفمبر 2024، وهو أمر غير مضمون نظرا لطول فترة المحاكمة، فإن التأثير الأكثر ترجيحا للائحة الاتهام لن يكون تعطيل حملته ولكن تغيير الاستراتيجيات و التركيز”.
واعتبر بيتمان أن التكهنات المنتظرة حول إمكانية تقييد ترامب بالأصفاد وربما تصويره وهو يرتديها، غير مرجحة، مؤكدا أنه في حالة توجيه لائحة اتهام للرئيس السابق “فمن المحتمل أن يتفاوض بشأن تسليمه نفسه، وربما يستطيع تجنب الظهور شخصيا في نيويورك إذا تمكن محاموه من التفاوض في هذا الشأن”.
ورجح بيتمان إطلاق سراح ترامب، في حالة أن يسلم نفسه للمحاكمة، بناء على تعهده الخاص لأنه لا يشكل خطرا في هذه الحالة، لذلك يمكنه الاستمرار في حملته الانتخابية دون أي عوائق كبيرة حتى الأيام التي يحتاج فيها إلى أن يكون في المحكمة.
وتابع: “التحضير للمحاكمات الجنائية الأمريكية قد يستغرق وقتا طويلا”، ورجح أن يعمل محامو ترامب على تأجيلها”، مؤكدا في الوقت ذاته أنه “لا يوجد ما يمنع انتخاب شخصا في السجن رئيسا”.
ورأى بيتمان أنه إذا “حدثت إدانة قبل أو أثناء الانتخابات التمهيدية، يتعين على نخب الحزب الجمهوري أن تقرر ما إذا كان سيستمر ترامب كمرشح للحزب أم لا”.
وأشار إلى أنه إذا انتخب ترامب رئيسا وأدين بحلول وقت التنصيب، فسيكون هناك “أزمة دستورية واضحة، حيث لا يوجد توجيه لحل مثل هذا النزاع بين سلطة الولاية والسلطة الفيدرالية”.
ووصف توماس جيفت، وهو المدير المؤسس لمركز جامعة كوليدج لندن، احتمال قيام رئيس أمريكي سابق بإدارة حملة وطنية من وراء القضبان بأنه “شيئا من سيناريو هوليوودي سيئ – فيلم لن يتم إنتاجه أبدا لأن القصة غريبة جدا على السياسة الأمريكية”.
ويواجه ترامب احتمال توجيه لائحة اتهام جنائية في نيويورك، نتيجة تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في مانهاتن في مبالغ مالية يزعم أنه دفعها عام 2016 لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز مقابل التستر على علاقتها الغرامية مع ترامب.
وكان أشهر شخص أدار حملة من السجن هو المرشح الاشتراكي يوجين دبس، الذي سُجن وأدين بتهمة التحدث علانية ضد الحرب العالمية الأولى.