فيما تعتقد دول غربية بقرب سقوط باخموت الأوكرانية في قبضة القوات الروسية، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن سقوط المدينة لا يعني بالضرورة أن الروس غيروا مسار هذه المعركة.
وقال أوستن، اليوم (الإثنين): إن مدينة باخموت بشرق أوكرانيا لها أهمية رمزية أكثر منها عملياتية، وإن أي تقدم بشأنها لا يعني بالضرورة أن موسكو استعادت قوة الدفع في جهودها العسكرية المستمرة منذ عام.
وأضاف للصحفيين خلال زيارته للأردن: أعتقد أن لها قيمة رمزية أكثر من القيمة الإستراتيجية والعملياتية، مضيفا أنه لن يتوقع ما إذا كانت القوات الروسية ستحتل باخموت أو متى ستقوم بذلك.
وكانت المخابرات العسكرية البريطانية، قالت السبت الماضي إن القوات الأوكرانية التي تدافع عن مدينة باخموت تواجه ضغطا كبيرا متزايدا من القوات الروسية.
وفي هذا السياق، قال المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني ألكسندر رودنيانسكي: «لقد سيطروا على المدينة حتى الآن، ولكن إذا لزم الأمر، فستنسحب قواتنا إستراتيجيا»، مضيفا: «قواتنا تزن كل الخيارات ولن نضحي بكل أفراد شعبنا من أجل لا شيء».
ومن شأن تحقيق النصر في باخموت، التي بلغ تعدادها السكاني قبل الحرب نحو 70 ألف نسمة، أن يمنح روسيا أول تقدم كبير في هجوم شتوي مكلف، بعد أن استدعت مئات الآلاف من قوات الاحتياط العام الماضي.
وترى موسكو أن باخموت ستكون نقطة انطلاق نحو الاستيلاء على منطقة دونباس المحيطة، وهو من أهم أهداف الحرب.
وتقع المدينة في شمال شرق منطقة دونيتسك، على بعد نحو 13 ميلا من منطقة لوهانسك، وكانت هدفا للقوات الروسية على مدار شهور. ومنذ الصيف الماضي كانت المدينة على مرمى حجر من الخطوط الأمامية، لذا ستمثل السيطرة عليها نجاحا طال انتظاره للقوات الروسية.
ويوجد بالمدينة وصلات طرق مهمة مؤدية إلى أجزاء أخرى من منطقة دونيتسك، شرقا إلى الحدود مع لوهانسك، والشمال الغربي إلى سلافيانسك، والجنوب الغربي إلى كوستيانتينيفكا.
وعلى مدار أسابيع أصبحت الطرق المؤدية إلى باخموت تخضع تدريجيا لسيطرة القوات الروسية. وإذا تمكن الروس من السيطرة على الأراضي باتجاه غرب المدينة ستكون البلدتان الصناعيتان كوستيانتينيفكا وكراماتورسك المجاورتان تحت رحمة مدفعيتهم وقذائف الهاون طويلة المدى، ومن غير الواضح إلى أين ستتراجع القوات الأوكرانية حال انسحبت من المدينة.